رئيس التحرير
عصام كامل

كيف بدأ الحق سبحانه خلق الإنسان؟


ذكرنا أن الله تعالى لم يبدأ خلق الإنسان بكلمة كن كشأن سائر المخلوقات وإنما شرفه تعالى بأن عملت فيه يد القدرة الإلهية فبعد إخبار الله تعالى الملائكة أنه جاعل خليفة في الأرض أمر سبحانه الأمين جبريل عليه السلام أن يأتيه بقبضة من الأرض وكان إبليس في ذاك الوقت طوسًا للملائكة مقربًا إلى الله تعالى وكان يعلم من الله لغات جميع الكائنات والخلق -وله قصة سوف نتناولها في مقال آخر- وكان يتطلع إلى أن يكون هو الخليفة لأنه كان كائنًا من كائنات الأرض وكان من أهلها قبل أن يصعد إلى السماء ويتربى مع الملائكة..


فلما علم أن الخلافة ليست له وهي لكائن آخر سيخلقه الله من الأرض وهو الإنسان أخذه الحقد والحسد والغيرة، فهبط مسرعًا إلى الأرض قبل أن يصل إليها جبريل وكانت الأرض تعرفه، وتعرف أنه من المقربين إلى الله تعالى وقال لها سيأتيكي جبريل ليأخذ قبضة منكِ يخلق منها خلقًا سيعصي الله وسوف يعذبه الله بالنار..

فقالت الأرض وماذا أصنع، فقال لها أقسمي عليه بعزة الله تعالى ألا يأخذ منكِ شيئًا، ثم هبط جبريل بعد ذلك إلى الأرض وحينما هم أن يقبض قبضة منها أقسمت عليه بعزة الله أن لا يأخذ منها شيئًا، فتركها وصعد إلى الله تعالى فسأله سبحانه وهو أعلم لما لم تأتني بقبضة من الأرض كما أمرت، فقال جبريل سبحانك أنت أعلم فقد أقسمت على بعزتك، فقال له سبحانه جعلتك أمينا لوحي ورسولا بيني وبين أنبيائي ورسلي..

ثم أمر سبحانه ميكائيل أن يأتيه بقبضة من الأرض فكان منها ما حدث مع الأمين جبريل أقسمت عليه بعزة الله تعالى فلم يأخذ منها شيئًا، فقال الله تعالى له قدرت الأرزاق وجعلت موكلا بها وهكذا كان الحال مع إسرافيل عليه السلام فقال الله له قدرت الفناء والبعث وأنت صاحب النفختين- نفخة فناء الكون ونفخة البعث والنشور، ثم أمر الله عزرائيل عليه السلام فهبط إلى الأرض فأقسمت عليه ألا يأخذ منها شيئا..

فقال لها أمر الله عز وجل عندي أعظم من قسمك وقبض منها قبضة جمع فيها كل عناصرها وتربتها، فصرخت الأرض وصعد عزرائيل إلى الله تعالى ووضع القبضة حيث أمره الله تعالى، ومن هنا جاء توظيف الأربعة الملائكة المقربين عليهم السلام..

عزيزي القارئ من خلال من ذكرناه نجد أن هناك عدة تساؤلات وهي، كيف وصل إبليس إلى السماء وبما وصل إلى مكانته الرفيعة بين الملائكة، وهل الأرض وغيرها من الكائنات عارفة بالله عز وجل، ولماذا خلق الله آدم من الأرض، هذا ما سوف نتحدث عنه في المقال التالي بمشيئة الله تعالى.
الجريدة الرسمية