رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ماذا لو عاد رمسيس الثاني للحياة؟!


ماذا لو كان الملك رمسيس حيًّا عندما وجدنا تمثالا له بمنطقة المطرية؟.. يعقد المهندس شريف إسماعيل دولة رئيس الوزراء اجتماعا عاجلًا يضم عددا من النظارات، من بينها نظارة الداخلية، ونظارة الآثار، ونظارة الدفاع، ويعلن على الملأ أن جلالة الملك رمسيس الثاني يمتد سلطانه إلى ما تحت الأرض، مثلما هو ممتد لما هو فوق الأرض.. يعلن «دولة الرئيس» عن اتصالات تجرى بإمبراطوريات أخرى مهما كانت علاقاتنا بها، مثل الكنعانيين، وبلاد النوبة، من أجل المشاركة في احتفالية إخراج التمثال إلى عالم ما فوق الأرض.


يعلن معالى وزير الداخلية استعدادات عسسه ورجاله وقواته للحدث العظيم، أما تليفزيون الإمبراطورية المصرية فإنه يعكف مع عدد كبير من تليفزيونات الإمبراطوريات المختلفة على نقل وقائع الحدث لحظة بلحظة باحتفالية ملكية لن يكررها التاريخ.. رئيس حى المطرية طلب إعانة عاجلة لتعبيد الطرق داخل الحي، وشق ترعة وزرعها بما تستوعب من أعداد ضخم من زهور اللوتس التي يحبها الملك؛ حتى يرى وهو تمثال كيف نحتفي به.


مسابقة عالمية لإنتاج أغنية مناسبة لهذا الحدث الجلل، يغنيها عدد من مطربي العالم، كما سيتاح لمتابعي الشبكة العنكبوتية الإنترنت متابعة الحدث لحظة بلحظة وفق برامج البعد الثالث، وقد خصص لذلك عدة مليارات من العملات المصرية المتعددة.. وزير الأوقاف خصص خطبة الجمعة القادمة عن مآثر جلالة الملك، وواجب الطاعة له، إضافة للحديث عن المغزى الحقيقي لوجود تمثال عظيم له تحت أرض المطرية المباركة.


نظارة الري قامت بدورها بتحليل عينات من المياه الجوفية المحيطة بالتمثال، وأعلنت عن نتائج مبهرة تؤكد قداسة المياه المستخرجة من البئر، وأن كثافة الأكسجين في المياه تشير إلى تغير طبيعتها، ونصحت مراكز الأبحاث الملكية بإخضاع العينات لتجارب أكثر، للوقوف على سبب تغير طبيعتها، والتأكد من قداستها، وما إذا كان ممكنا استخدامها في علاج فيروس سي وغيره من الأمراض الخطيرة التي انتشرت في الآونة الأخيرة.


المهندس إبراهيم محلب رئيس لجنة استرداد أرض المملكة أكد أن المساحة التي وجدنا بها التمثال كانت تحت سيطرة مافيا الاستيلاء على أرض الدولة، وأنه رأى في المنام أن هذه الأرض يخرج من بطنها ذهب، فتوجه فجر أحد الأيام مشدودا بقوى خفية، وعاين الأرض، وأمر بتحريرها من مغتصبيها، كما روى لفضيلة المفتى قصة حلمه، فأشار عليه بأن يحتفظ بما رأى حتى تنتهي لجنته من الكشف عن باطن الأرض، فكان ما كان من أمر جلل أصبح حديث العالم.


الدكتور العلامة زاهى حواس خبير الآثار العالمى أكد أن «تحت القبة شيخ» مشيرًا إلى أن القبة التي يقصدها هي قبة هوائية لا ترى بالعين المجردة استطاع جلالة الملك بكهنته ورجاله أن يقيموها فوق كل بقعة مباركة على أرض مصر.. هذه البقع حسب «حواس» لا تطير فوقها طيور، وينبت شجرها في أقل من يوم، وتحمل عددا من صفات الأرض المباركة مثل رائحتها الزكية التي لاحظناها أثناء الحفر والبحث عن هذا الكنز الثمين.


الدكتور علي عبد العال يعلن في مجلس النواب رفضه التام ذكر كلمة طين في المضبطة، إذ لا يجوز لنا نحن العامة والسوقة والدهماء أن نردد ما رددته وسائل إعلام معادية من أن تمثال جلالة الملك أحاط به الطين، وأشار إلى أنه لا يجب علينا الانسياق وراء قلة مندسة من إعلاميين هواهم غير مصري، يخططون للإساءة إلى جلالة الملك ومملكته المصونة، وعلى رأس هؤلاء إبراهيم عيسى الذي ثبت تورطه في ذكر كلمة طين أكثر من مرة دون أن يمتلك دليلا على ذلك.


أنبا الشباب في الكنيسة الأرثوذكسية أكد في رسالة إلى جلالة الملك رمسيس الثانى أن وجود التمثال أكبر دليل على عمارة باطن الأرض بجنوده وزراعاته، وأشار إلى أن الخير قادم في باطن الأرض، وفى المنطقة المحيطة بالتمثال، وسوف تثبت الأيام المقبلة أننا سنكون أغنى من دول النفط، وقال إن بركة التوحيد تجلت في وجود هذا الكشف العظيم.


محافظ القاهرة ومعه نخبة من الوزراء على رأسهم دولة رئيس الوزراء أعلنوا أنهم تبركوا بماء ليس ككل الماء، وأكدوا أن هذا الماء حق لكل مواطن حسب تعليمات جلالة الملك، وفى اليوم الموعود لخروج التمثال، سنرى كيف ارتدى الوزراء والخفراء والمحافظون ملابس البحث، ونزلوا ليحملوا تمثال جلالة الملك من مرقده المبارك، ليعانق الشمس مجددا في واحدة من أبهى صور الحفاوة، وهو الأمر الذي حدا بجلالة الملك إلى توزيع العطايا في هذا اليوم المبارك، وكانت عبارة عن مجموعة من الفيلات والشاليهات بالساحل الشمالي وعلى مقربة من مارينا لكل المشاركين.


المستشار هشام جنينة هو الوحيد الذي خرج على النص، وسأل عن كشوف الإنفاق على هذه الاحتفالية، وعن الضرائب المستحقة، وطالب جلالة الملك بالشفافية، وعدم الانصياع خلف بطانة لا تخدم إلا نفسها، ولا ترغب في الخير لجلالته، خاصة وأن الربا عم، والزنا طم، والفساد أصبح للترقوة!!


الإعلامي الشهير عمرو أديب يخرج من المستشفى لينقل صورا حية لأول مرة من موقع الحدث.. يخاطب الشعب المصري «ورحمة أمي دي معجزة.. شوفوا يا جماعة العظمة.. شوفوا الكبرياء.. تمثال يرقد في حفرة دون أن تمسه المياه.. إيه ده.. عظمة.. بقولكم جلالة الملك موجود فوق وتحت وفى الوسط». جابر القرموطى يظهر على متابعيه مرتديا زيا ملكيا، وينزل إلى الحفرة العميقة سابحا في الطين، مؤكدا أن شيئا ما يزغزغ جسده النحيل.. إنها البركة.. أي والله البركة.


أحمد موسى يقول على فضائية الصدأ: «قلنا ميت مرة قبل كده لا إرهاب ولا دياولو ممكن يخلونا ننهزم.. وأقول وأكرر: لا طينة، ولا مية جوفية، ولا غيره ممكن يخلونا نتخلى عن ملكنا العظيم.. شوفوا الشعب المصري يا جماله وهو عايم في الطينة لحماية جلالته.. يا سلام صورة ولا أجمل ولا أحسن من كده.. وائل الإبراشي يعلن من خلال دريم أن التمثال ليس للملك، وإنما هو لأحد المواطنين البسطاء، وقد تم التدليس على الشعب وعلى الملك وعلى العالم!!

Advertisements
الجريدة الرسمية