رئيس التحرير
عصام كامل

أهل الغفلة


ليس هناك جديد في عالم الإخوان، فهم كما هم، لم يتغيروا، فقط كشفهم الزمن وكشف خبيئة نفوسهم، فيما مضى وفي زمن مبارك، ومنذ بدايات الألفية الثانية، عندما كنت أتحدث عن الإخوان وخطورتهم وخطرهم على مصر وأمنها، وحين كنت أحذر من وجود نظام خاص مسلح داخل جماعة الإخوان، وهذا النظام هو جيش من المدنيين تم تدريبهم على القتال عبر سنوات ماضية، وتم مسح عقولهم حتى أصبحوا مسوخا بشرية لا عقل لها ولا قلب فيها، وأنهم على استعداد لشن حرب أهلية على مصر كلها، ولكن حينها لم يكن أحد يصدق ما أقوله وأكتبه، كان البعض يظنني أبالغ، والبعض الآخر يظنني أدعي عليهم ما ليس فيهم، والبعض الآخر كان يقول ولا يزال: هو غاوي شهرة ويريد أن يسترزق من وراء الهجوم على الإخوان، أو هو لم يختلف معهم إلا لأنهم أقصوه عن منصب كان طامعا فيه! وكان بعض الذين يدعون الحكمة من النخب السياسية ينظرون لي بشفقة وهم يقولون: خفف غلواءك فإنهم فصيل وطني لهم ما لهم وعليهم ما عليهم، وعلينا أن نضمهم للحركة السياسية الوطنية حتى يسهل علينا التعامل معهم.


ولأنني كنت أعلم خرافة أنهم فصيل وطني، إذ كنت أجلس ذات يوم في كهوفهم، وفيها عرفت ما تشيب لهوله الولدان، فإنني كنت أستمر في تحذيري، وأظن أن معظم الإعلاميين في مصر يعرف أنني كنت أمر على كل الصحف عبر سنوات طويلة مضت وأجلس مع قياداتها الصحفية لأدق للجميع جرس الإنذار، فقط مجموعة صغيرة من الإعلاميين والنخب أدركت هذه الخطورة مبكرا، وأخذت على عاتقها أن تواجههم مهما كان الثمن، بعضهم سبقني في تنبيه الأمة والبعض الآخر جاء بعدي، حتى الذين انشقوا عن الإخوان قبلي أو معي أو بعدي، لم يتحرك أحدٌ منهم لينبه الأمة إلا بعد ثورة يناير وعلى استحياء، ثم أخذ بعضهم حبوب الشجاعة بعد ذلك وارتفع صوته بعد أن كان يخجل من توجيه أي نقد لهم على وهم أن هذا النقد قد يؤثر في المقبلين على الحل الإسلامي!

ويقينا فإن الأمر ليس سباقا في المواقف، ولكنه إجابة صغيرة على أسئلة سخيفة يطرحها أصحابها قائلين: وأين كنتم يا من اختلفتم مع الإخوان؟ ولماذا لم تقوموا بتنبيه الأمة مبكرا قبل ثورة يناير؟ والإجابة هي في الفقرة السابقة في المقال وأزيد عليها قائلا: بل أين كنتم يا أهل الغفلة يا من كنتم تعيشون لأنفسكم لا تعرفون عن مصر وما يدور بها أو فيها شيئا، ولم يحدث أن اهتم أحدكم بما كنا نقول حتى وقعت الواقعة ولا زلنا نكتوي بنارها للآن، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الجريدة الرسمية