رئيس التحرير
عصام كامل

إذاعة جلسات البرلمان.. ما لها وما عليها!


نواب الفضائيات-إن صح التعبير- كانوا ظاهرة أيام الإخوان ولا يزالون يخصمون من رصيد البرلمان في الشارع، وربما يتقاطع ظهورهم الإعلامي الزائد مع دور المجلس.. رغم أن الأصل في عمل البرلمان هو العلانية التي لا تقتصر فقط على إذاعة الجلسات تليفزيونيًا، فتلك أحد أشكال العلانية.. وبقدر ما للبث التليفزيوني لجلسات البرلمان من مزايا بقدر ما له من مثالب وعيوب..


فعندما أذيعت جلسات البرلمان في بداية عمله كادت حمى البداية تفسد عمل المجلس وتعرضه لمخاطر المزايدات والصراعات والمعارك اللفظية المفتعلة؛ فبعض النواب اندفع دون قصد بمشاعر غاضبة أمام عدسات الكاميرات، لينخرط في سجالات واشتباكات انحرفت أحيانًا بالبرلمان عن هدفه الحقيقي بإدارة حوار ونقاش موضوعي هادئ حول شتى القضايا، واتخاذ القرارات الموضوعية الهادفة لتحقيق صالح الوطن..

وقد رأينا وقائع برلمانية لو استمرت ما وصل البرلمان إلى بر الأمان.. كما أن لإذاعة الجلسات فوائد عديدة؛ فهي تمكن الرأي العام والشعب من مراقبة أداء نوابه، ومعرفة مدى حرصهم على تحقيق طموحاته وأهدافه وإشباع احتياجاته والدفاع عن قضاياه وحقوقه، كما أنها تعد فرصة لإطلاع المواطنين على مجريات الأمور في وطنهم فيزداد وعيهم السياسي وحرصهم على المشاركة العامة وممارسة حقوقهم وواجباتهم الدستورية، ناهيك عن إتاحة الفرصة لممارسة النقد الذاتي وتقييم أداء النواب، ومعرفة مدى التزامهم بما قطعوه على أنفسهم من عهود ووعود، وتغليبهم الصالح العام على مصالحهم الشخصية.
الجريدة الرسمية