رئيس التحرير
عصام كامل

السيد البدوى رئيس حزب الوفد: لا يجوز تعديل الدستور لزيادة مدة حكم الرئيس

فيتو


  • هناك وزراء دخلوا الحكومة خلال الـ6 أعوام الماضية لم يوقعوا على ورقة واحدة
  • نحتاج تشريعات تعيد الاعتبار لفقراء مصر
  • القرارات الاقتصادية الأخيرة كانت ضرورية ولكنها سببت معاناة شديدة للفقراء
  • أطالب بتحصين الوزراء من الخطأ بحسن نية
  • ثقة المواطن في السيسي أكبر من ثقته في أي مؤسسة سياسية أو ائتلاف
  • لو شكل دعم مصر الوزارة لن تستمر أكثر من 3 أشهر
  • عرض على تشكيل حكومة من قبل المجلس العسكري واعتذرت
  • ليس لدى مانع من عودة فؤاد بدراوى للوفد والقرار بيد الهيئة العليا بالحزب
  • قطر هي رأس الحربة الصهيونية التي تمول الإرهاب في المنطقة العربية

يري الدكتور سيد البدوي رئيس حزب الوفد أنه لا يجوز تعديل الدستور لزيادة مدة حكم الرئيس، مشيرا في حوار لـ"فيتو" إلى أن طرح هذا الأمر يسىء للرئيس وللبرلمان، وأكد أن الرئيس السيسي ما زال يتمتع بشعبية كبيرة تؤهله لفترة رئاسة ثانية، حتى يتمكن من استكمال ما بدأه من مشروعات قومية كبيرة.. ويعتقد أيضا أن ائتلاف الأغلبية داخل مجلس النواب الذي يمثله دعم مصر لا يستطيع تشكيل الحكومة بسبب مكونات الائتلاف السياسية، وأنه في حال تشكيله للوزارة لن تستمر أكثر من 3 أشهر.. وكشف عن أن هناك وزراء دخلوا الحكومة خلال الـ6 أعوام الماضية لم يوقعوا على ورقة واحدة بسبب خوفهم من المحاكمة وطالب بتحصين الوزراء من الخطأ بحسن نية
التفاصيل في الحوار التالي.

*بداية كيف ترى الحكم ببراءة الرئيس الأسبق حسنى مبارك في قضية قتل المتظاهرين؟
لا يجب التعليق على أحكام القضاء، والمحاكمة كانت جنائية، ولو كانت محاكمة سياسية لجاز لنا أن نعلق عليها، ودائما الحكم عنوان الحقيقة، وعلى الجميع احترامه.


*ما هي حقيقة عودة فؤاد بدراوى سكرتير عام الوفد الأسبق للحزب؟
فيما يتعلق بعودة فؤاد بدراوى، ليس لدى أي خصومة مع أي وفدى، لكن هذا القرار كان للهيئة العليا، والحقيقة أننى لم أكن أود فصل فؤاد بدراوى في الجلسة التي تم فصله فيها، وعودة فؤاد بدراوى مرتبطة بقرار الهيئة العليا، وليس لدى مانع على الإطلاق من عودته، ليس لدى خصومة مع أحد، لكنى لا أستطيع أن اتخذ القرار، وخاصة أن رئيس الوفد لا يملك فصل أي عضو، الرئيس يملك فقط الإحالة للجنة التنظيم، لكى تتخذ قرار الفصل من عدمه، وطرحت عودة فؤاد بدراوى على الهيئة العليا بالحزب، لكن الطرح استقبل بغضب شديد للغاية، وسنترك الأيام تتحدث.


*كيف ترى أداء حكومة المهندس شريف إسماعيل؟
أداء الحكومة بشكل عام، كان أقل بكثير من سرعة الأحداث، وكان أقل بكثير من انتظار المواطن المصرى وأيضا انتظار الأحزاب السياسية، برنامج الحكومة عندما عرض على البرلمان وتمت الموافقة عليه، لم تستطع تنفيذه، ربما القول بأن الفترة الزمنية كانت محدودة، وأيضا بسبب بعض الاختيارات غير الصائبة في الحكومة، لكن في النهاية هي مسئولية رئيس الحكومة، لكن حتى الآن ليس هناك رضا كامل عن أداء الحكومة.
أما فيما يتعلق بتحقيق العدالة الاجتماعية، فلم يصدر حتى اليوم من التشريعات، ما يرفع الظلم  الاجتماعى الذي عانى منه المواطن المصرى، لأكثر من ثلاثين عاما، ونحتاج إلى تشريعات تعيد الاعتبار إلى الطبقة غير القادرة وإلى فقراء مصر، وأيضا إلى الطبقة المتوسطة، وهناك تفاؤل ببعض الوزراء الذين تم اختيارهم في التعديل الأخير، مثل وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى.
من العوامل المهمة في أداء الحكومة والتي يجب التركيز عليها، أن هناك وزراء دخلوا الحكومة خلال الـ6 أعوام الماضية، لم يوقعوا على ورقة واحدة، نظرا لخوفهم من المحاسبة بعد ترك المنصب، ولدينا نموذج وهو الدكتور محمد نصر علام وزير الرى الأسبق الذي حبس، لا أستطيع أن أعرف هل هو أجرم أم لا، لا يمكن أن تنتظر من أي وزير عمل حقيقى مادام يرى زملاءه من الوزراء خلف القضبان، ويرى رئيس دولة خلف القضبان، فمن يستطيع أن يعرض أبناءه وأسرته للمهانة؟
 لابد أن يحصن الوزير ضد الخطأ بحسن نية، أما خطأ الفساد والانحراف فقانون الجنايات يحاكم أي مواطن سواء كان وزيرا أو غفيرا، لذلك أطالب بحصانة للوزير حتى يستطيع أن يبدع في عمله، نظرا لأن الأيدي المرتعشة نتائجها أسوأ من الفساد والانحراف.

*هل عرض عليك منصب رئيس الوزراء بعد ثورة يناير من المجلس العسكري أم من السفيرة الأمريكية كما يردد البعض ورفضت؟
عرض على منصب رئيس الوزراء في عهد المجلس العسكري في أوائل عام 2012 بعد ثورة يناير، حيث كان الدكتور كمال الجنزورى رئيسا للحكومة حينها، وكان هناك رفض له من مجلس الشعب، الذي كان يسيطر عليه الإخوان والسلفيون، وكان هناك رفض لقرض صندوق النقد الدولى من قبل مجلس الشعب، طوال وجود الجنزورى رئيسا للحكومة، فكلفت بالذهاب إلى الدكتور الجنزورى أطالبه بتقديم استقالته من أجل أن نستطيع أن نحصل على قرض صندوق النقد الدولى، وخاصة أن الدولة في هذا التوقيت كانت في حاجة للقرض، ذهبت له أنا والدكتور محمد كامل والكابتن طاهر أبو زيد وفى حضور الوزيرة فايزة أبو النجا والوزير منير فخرى عبد النور، وكانوا يتمنون أن يتركوا الحكومة حينها، نظرا لأنهم كانوا يتعرضون من مجلس الإخوان للتطاول وغيره.
التقيت الدكتور الجنزوى، ورفض تقديم استقالته، وقال لى أبلغ الفريق سامى عنان أنى لن أستقيل، وإذا أرادوا إقالتى فليفعلوا، سألنى في بداية الأمر هل هو رأيك أم رسالة فقلت له إنها رسالة فطلب منى حينها دعمه، فقلت له إن الوفد أقلية، بعدها عرض على تشكيل حكومة واعتذرت.
لم أدخل منزل السفيرة الأمريكية كما يردد البعض، وأيضا لم أدخل السفارة الأمريكية منذ عام 1998، كانت آخر مرة لى في حضور الاحتفال في عيد الاستقلال الامريكى، ولم أدخل منذ هذا الحين.

*كيف ترى أداء مجلس النواب وهل يرضى الأداء طموحات الشارع؟
حتى لا نجلد مجلس النواب، هذا المجلس أكثر من 60% من أعضائه سنة أولى ممارسة برلمانية، ونسبة الشباب الأقل من الأربعين عاما تتجاوز الـ45%، بالتالى لا يوجد شك أنه في بداية الممارسة تكون هناك أخطاء، النقطة الثانية أن الظروف التي يدير فيها المجلس الأمور أصعب ظروف تمر بها البلاد في تاريخها منذ ثورة 19 حتى الآن، تحديات أمنية خطيرة للغاية، وتزداد يوما بعد الآخر، وأيضا تحديات اقتصادية خطيرة للغاية، خيانة عربية إقليمية لمصر ودورها من بعض الدول العربية، وعلى رأسها قطر، التي تمارس دورا  لم يمارسه أعدى الأعداء تجاه مصر وتجاه سوريا وليبيا واليمن ، وتمارس دورا لم تمارسه إسرائيل في المنطقة العربية، بالتالى هي رأس الحربة الصهيونية فهي تمول الإرهاب في مصر، وفى ليبيا وسوريا واليمن وفي المنطقة العربية، ووجود قطر ضمن المحيط العربى كارثة، حيث زرعها الأمريكان، حيث زرعوا إسرائيل في شمال الوطن العربى وزرعوا قطر في جنوبه، كل هذه الأمور تحديات والمجلس لا يملك وأقصى ما يملكه المجلس هو سحب الثقة من الحكومة، لكنه بعد سحب الثقة من يعيد تشكيل الحكومة، هل هناك حزب أغلبية لا يوجد، وخاصة أن دعم مصر لا يمثل حزبا لكنه مثل ائتلاف، حتى لو شكل دعم مصر الحكومة لن تستمر ثلاثة أشهر، نظرا لأن المجلس لن يصمت، ومن لم يأت في الحكومة من دعم مصر سينقلب على الدعم، والأحزاب داخل البرلمان الجميع يريد حصته في الحكومة، فستكون حكومة تؤدى بنا إلى لا شىء.
والهدوء الحالى تجاه الحكومة سببه أن الذي شكلها هو الرئيس، وثقة المواطن في رئيس الجمهورية أكبر من ثقته في أي تنظيم أو أي مؤسسة سياسية أو ائتلاف أو غيره،  وبالتالى المجلس ماذا يفعل، الممارسة الفردية هي المعيبة داخل المجلس، وتنعكس بشكل سلبى على الأداء.

*أين ذهب معسكر 30 يونيو الآن؟
معسكر 30 يونيو تفتت حيث إنه لم يكن منفصلا عن معسكر 25 يناير، باستثناء الإخوان، معسكر 30 يونيو كان له هدف محدد، وهو إسقاط حكم الإخوان، انتهى الهدف بعد تحقيقه، الأمر الأول دستور 2014، والثانى هو انتخاب مجلس نواب، أما الهدف الثالث فهو انتخاب رئيس للجمهوية، بالتالى عاد الأمر إلى مؤسسات الدولة ولا نحتاج إلى جبهات.

*هل ستشهد الفترة المقبلة تحسنا في العلاقات المصرية- السعودية؟
لا يستطيع أحد أن يدعى أن ابتعاد مصر عن السعودية أو ابتعاد السعودية عن مصر في صالح أي منهما، أو في صالح المنطقة العربية كلها، وخاصة أن مصر والسعودية هما عمود الخيمة العربية، وهما أساس استقرارها.
وأثق تماما في فطنة وحكمة الملك سلمان ابن عبد العزيز، الذي تربى على حب مصر منذ شبابه وطفولته، هناك جذور ممتدة في العلاقات بين مصر والسعودية، وقد يحدث تأثير في الثمار الموجودة لكن الجذور ثابتة، أمامنا جيل جديد يحكم أو يشارك في الحكم، وأتمنى أن يتحلى الجيل الجديد بحكمة آبائه، وأن يقرأ التاريخ، فليس من مصلحته أن يفقد مصر، وليس من صالح مصر أيضا أن تفقد السعودية.
الأمر الخاص بتيران وصنافير فالرئيس السيسي لا يناور، هو رجل لا يقول إلا ما يقتنع به ولا يناور سياسيا، ماذا تقول السعودية بعدما وافق الرئيس ووقعت الحكومة وأحيلت الاتفاقية لمجلس النواب، والمحكمة قضت بعدم دستورية هذه الاتفاقية، ماذا يملك الرئيس في دولة ديمقراطية مثل مصر، لا أحد يعاقبنا ولا نقبل العقاب من أي دولة كبرت أو صغرت.
لقد عانينا من استبداد حكم أكثر من نصف قرن، لكن ما زالت مصر فيها خير كبير ولا تباع ولا تشترى، ولا يؤثر في القرار المصرى السياسي أو الداخلى مليارات الدولارات.

*بتوقعاتك هل سينجح الرئيس السيسي لفترة رئاسية ثانية بعد انتهاء مدته الأولى؟
يقينا سينجح، الانتخابات القادمة لن ينافسه أحد، الشعب المصرى يغضب لكن عندما يختار بين أمنه وبين أي شىء سيختار الأمن، والشعب يحب الرئيس، بالطبع أي رئيس في العالم مع بداية الحكم أمام المشكلات تتراجع شعبيته، سينجح بفارق كبير عن أي منافس.

*كيف ترى القرارات الاقتصادية الأخيرة التي اتخذتها حكومة شريف إسماعيل؟
لا يوجد شك أن القرارات الاقتصادية الأخيرة كانت ضرورية، ولكنها سببت معاناة شديدة لفقراء مصر، وأيضا للطبقة المتوسطة، أتمنى المرحلة القادمة أن نشهد تطورا في الوضع الاقتصادى يخفف الأعباء.

*هل أنت مع تعديل الدستور لزيادة مدة الرئيس؟
لا يجوز تعديل الدستور لزيادة مدة الرئيس، النائب الذي اقترحه يجهل النص الدستورى، وطرح هذا الأمر يسىء إلى الرئيس ولمجلس النواب.

*هل يعد ائتلاف دعم مصر إعادة للحزب الوطنى تحت قبة البرلمان؟
بالطبع لا.. نظرا لأنى أعلم العناصر المتواجدة في الائتلاف، وهناك عناصر وفدية متواجدة في الائتلاف كانت متواجدة بالوفد، هذه الشخصيات لن تقبل إعادة استنساخ الحزب الوطنى مرة أخرى، من الممكن أن يشكل الائتلاف حزبا، لكن إعادة استنساخ الوطنى لا.

*هل كنت تتوقع قيام ثورة 25 يناير وسقوط مبارك؟
الحقيقة لا.. كنت أتوقع غضبة، وبدأناها في الوفد بالانسحاب من انتخابات مجلس الشعب 2010، ثم بدأنا تشكيل البرلمان الموازى، ثم بدأت المواجهة، كنا نتوقع مواجهة فقط، في 25 يناير طالبنا بمطالب وهى إقالة الحكومة وحل مجلس النواب، واختيار جمعية تأسيسية لوضع دستور جديد ، وإجراء انتخابات بعد وضع الدستور لمجلس الشعب، بعد ذلك تطورت المطالب والأحداث.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ"فيتو"
الجريدة الرسمية