رئيس التحرير
عصام كامل

تركيا ترتدي عباءة الدولة «المستعفية».. إسقاط مقاتلة روسية على الحدود.. خلاف تاريخي مع اليونان على «الجزر».. إهانة مستمرة لألمانيا وهولندا.. وإجراءات عدائية متسرعة من «أردوغان&

 الرئيس التركي رجب
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

عمد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الآونة الأخيرة، اتباع نهج حاد مع دول الجوار أو الدول الموجود بين بلاده وبينها خلاف أو مشكلة، فتارة يسقط طائرة لروسيا، وتارة أخرى يتهم ألمانيا وهولندا بانتهاج النازية ومرة ثالثة يخترق مياه اليونان الإقليمية، وكأنه يمارس استعراض العضلات طوال الوقت ضد الآخرين مع اتخاذه إجراءات عدائية مستمرة وإصداره تصريحات شديدة اللهجة تورطه وتجبره بعد ذلك على التراجع تلبية لمصالحه.


مياه اليونان
جزيرة قارداق القريبة من اليونان أحد أبرز الأسباب التي تشعل الخلاف بين البلدين والتي كان آخرها تصريحات لوزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتزياس حول زيارة لنظيره التركي لليونان، قال فيها إنه لا يمكنه زيارتها حتى ولو أراد ذلك وهو ما رد عليه الوزير التركي مولود جاويش أوغلو بقوله: "لا تتدخل فيما لا يخصك".

ويعود تاريخ الخلاف بين تركيا واليونان بشأن الجزيرة المذكورة إلى 25 ديسمبر عام 1995، حيث رست سفينة "فيجن أقات" التركية عند جزيرة "قارداق الصخرية" والتي تقع على بعد 3.8 أميال بحري من شواطئ مدينة "بودروم" التركية.

وقالت اليونان حينها إن السفينة رست في مياهها الإقليمية، لكن تركيا رفضت ذلك وأكدت أن الجزيرة تعود لها.

طائرة روسيا
في وقت سابق من شهر نوفمبر العام الماضي، أسقطت السلطات التركية مقاتلة روسية على الحدود زعمت كذبا أنها اخترقت الحدود التركية الحادث الذي تسبب في مقتل قائد الطائرة، ودفع روسيا لاتخاذ خطوات تصعيدية ضد أنقرة تضمنت مقاطعة شبه نهائية ومنعا للتبادلات التجارية بين البلدين بما تضمنته من منتجات غذائية وزراعية روسية إلى جانب حظر سفر السياح الروس لتركيا وتوقف العمل بمشروع الغاز بينهما.

بعدما شددت روسيا الحصار على تركيا، تراجع الرئيس التركي في إصراره على التمسك بعدم الاعتذار، وقدم اعتذاره لروسيا التي سمحت بإعادة العلاقات بين البلدين بشروطها وبحذر مجبرة أنقرة على تغيير توجهاتها نحو قضايا إقليمية بالمنطقة على رأسها الأزمة السورية.

نزاع ألمانيا
بدأت تركيا في وقت قريب إصدار تصريحات بحق هولندا وألمانيا رأتها الدولتين مهينة لها بعد وصفها بالنازية وهو ما صعد التوترات السياسية بين تركيا من جانب وبين الدولتين من جانب آخر وهو ما تسبب في احتدام الخلاف بينهما وتحوله إلى إجراءات عنيفة تضمنت استدعاء تركيا لسفيرها من ألمانيا بعدما عمدت الأخيرة توقيف تجمعات انتخابية تركية داخل أراضيها أكثر من مرة.

اتهم أردوغان ألمانيا بإيواء الإرهاب، ودعم المعارضة ضد التعديلات الدستورية الجديدة، وأصدر وزير الخارجية التركي تصريحات شديدة اللهجة موجهة لألمانيا قال فيها: "إذا كنتم ترغبون في الحفاظ على علاقاتكم معنا عليكم أن تتعلموا كيف تتصرفون".

خلاف هولندا
وعلى الوتيرة ذاتها، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هولندا بالنازية وهو ما أغضب رئيس الوزراء الهولندي الذي كانت بلاده قد منعت طائرة وزير الخارجية التركي من الهبوط بإحدى مطاراتها لإلقاء كلمة لحشد تركي هناك بشأن التعديلات الدستورية الجديدة وهو ما دفع أنقرة لاتهامها بدعم الإرهاب ومعسكر الرفض للتعديلات الدستورية.

المح أردوغان بعد ذلك بمنع دخول المسؤولين الهولنديين واستدعت القائم بأعمالها في السفارة الهولندية إلى بلاده فمنعت هولندا وزيرة الأسرة التركية من دخول البلاد فردت تركيا وبإغلاق قنصيلة وسفارة هولندا لديها ووصفت تصرفاتها بالفضيحة غير المقبولة متعهدة بالرد عليها بقسوة شديدة.
الجريدة الرسمية