رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

«رئيس الوزراء» لـ «سطوطة الفنجري»: إحنا مش بنتكلم كتير عن إنجازاتنا

فيتو

فيه حاجات في البلد دى ممكن تصيبك بالجنون.. خاصة إذا أمعنت التفكير فيها.. حتى أن أكثر الأمثال تداولا بين الناس مؤخرا هو المثل الشعبى الذي يقول «أسمع كلامك اصدقك.. أشوف أمورك استعجب».. المثل ده بينطبق على كل حاجة وأى حاجة في مصر.. ينطبق على البرلمان.. على الحكومة.. على التصريحات الغريبة اللى بنسمعها كل يوم على شاشات الفضائيات.


المهم الموضوع دا كان شاغلنى جدا خلال اليومين اللى فاتوا.. فقررت أن ألتقى مع صديقى المهندس شريف إسماعيل رئيس وزراء مصر لعلنى أجد عنده الهداية.
بالفعل اتصلت بالرجل الذي رحب بلقائى وداخل مكتبه دار بيننا هذا الحوار:

قال: خيرا إن شاء الله ياست سطوطة.. عاش من شافك
قلت: ماتشوفش وحش ياهندسة.. أنا بصراحة هتجنن في البلد دى.. فقلت أروح للراس الكبيرة جايز يريحنى.. وعلشان كدا جيتلك
قال: إحنا عايزين نجوزك ياسطوطة علشان تلاقى اللى يريحك.. إيه رأيك أنا ممكن أجوزك وزير من وزراء الحكومة بتاعتى!
قلت: وهو فيه حد مجننى غير الوزراء بتوعك والنواب بتوعك وكل المسئولين بتوعك؟!
قال: حصل إيه بس ياست الستات
قلت: التصريحات بتاعة المتفائلين من النواب والإعلاميين.. بأن مصر بكرة مش هتبقى فيها مشكلات.. وإن الحكومة بتنفذ خطة جهنمية.. في حين أنك أنت أصلا أنا شايفاك ساكت ولا بتهش ولا بتنش ومالكش أي نشاط يبشر بأى خير قادم لمصر.. وخد عندك بقى الوزراء بتوعك والمحافظين لا أرى لهم أي علامات تبشر بهذا الخير الذي يعلنون عنه.
قال: شوفى ياستى علشان مانتكلمش كتير في الموضوع ده.. أنا هحكيلك حكاية وانتى بقى تفهمى لوحدك.
قلت: حكايات تاااااااااااااانى.. ماشى ياعم احكى.

قال: كان زمان فيه راجل رسام عجوز يسكن في قرية صغيرة.. وكان يرسم لوحات غاية في الجمال.. ويبيعهم بسعر جيد.
وفي يوم من الأيام جاءه فقير من أهل القرية وقال له: أنت تكسب مالًا كثيرًا من أعمالك، لماذا لا تساعد الفقراء في القرية؟!..
انظر لجزار القرية الذي لا يملك مالًا كثيرًا مثلك إلا أنه يوزّع كل يوم قطعًا من اللحم المجاني على الفقراء.. هو انت مابتحسش بالناس؟!
عمنا الرسام العجوز ابتسم بهدوء ولم يردّ عليه.

خرج الفقير منزعجًا من عند الرسّام وأشاع في القرية بأنّ الرسام ثري ولكنّه بخيل، فنقموا عليه أهل القرية.. وبعد مدة مرض الرسّام العجوز ولم يعره أحد من أبناء القرية اهتمامًا ومات الرجل وحيدًا.
مرّت الأيّام ولاحظ أهل القرية بأنّ الجزار لم يعد يرسل للفقراء لحمًا مجّانيًا.. وعندما سألوه عن السبب قال لهم: إنّ الرسّام العجوز الذي كان يعطيني كل شهر مبلغًا من المال لأرسل لحمًا للفقراء مات.. فتوقّف ذلك بموته.
ها.. فهمتى حاجة ياستى؟!

قلت: تعدمنى لو فهماك يامعالى دولة الوزير!
قال: يعنى سيبى المركب ماشية وإحنا عارفين بنعمل إيه.. فبعض الناس قد يسيء بك الظن، وقد يظنك آخرون أطهر من ماء الغمام.. ولن ينفعك هؤلاء ولن يضرك أولئك، المهم حقيقتك وما يعلمه الله عنك.. علشان كدا إحنا مش بنتكلم كتير عن إنجازاتنا ياهانم.. فلا تحكمى على أحد من ظاهر ما ترينه منه.. فقد يكون في حياته أمور أخرى لو علمتيها لتغير حكمك عليه.
قلت: اسمع كلامك اصدقك.. أشوف أمورك استعجب!
Advertisements
الجريدة الرسمية