رئيس التحرير
عصام كامل

الكنيسة ومناهج الأزهر!


قال عضو المجمع المقدس، بالكنسية القبطية الأرثوذكسية الأنبا، أرميا: إن لجنة التعليم، ببيت العائلة المصرية، راجعت مناهج وزارة التربية والتعليم، وأوضحت تعليقاتها عليها، ولكن لم تعرض علينا المناهج الأزهرية لمراجعتها!


أفهم أن لجنة من العلماء الأجِلّاء، تقوم بتطوير بعض من مناهج الأزهر.. فذلك أمر طبيعي. وأفهم أيضًا، أن نخبة من خبراء التربية والتعليم وعلوم الاجتماع، تُشارك في وضع رؤية حديثة، لتطوير نظم التعليم التربوي لا، المناهج الدينية بالأزهر، فهذا أيضًا أمر طبيعي، ومقبول بل، ومطلوب دون شك.

لكن أن يشارك رجال من الدين المسيحي، مع كامل احترامي لهم، في مراجعة مناهج الأزهر، فذلك هو الأمر غير المقبول بالمرة بل، ومرفوض رفضًا تامًا.. تامًا تحت أي مسمى، وأيًا كانت الجهة، التي ستشارك في آلية ذلك، بخلاف الأزهر الشريف، سواء، أكانت مؤسسة بيت العائلة، أو غيرها فالمناهج الأزهرية، لا يمكن أن تراجع، ولا تُطور إلا من خلال الأزهر دون غيره.. لأن الأزهر، هو أعلى وأرقى، مرجعية للمسلمين في العالم أجمع.

وكيف تصمت الدولة على مثل ذلك التصريح، وكيف يصمت، الأزهر ولا يُعلن بدوره رفضه القاطع، لمثل تلك التصريحات، الغريبة والمستفزة؟

هل وصل الأمر إلى ذلك الحد، من الاستخفاف بمشاعر المسلمين؟!

وإذا كان ذلك شيء طبيعي، فلماذا لا تُعرض أيضًا المناهج، المسيحية هي الأخرى، على مؤسسة بيت العائلة المصرية؟! وماذا لو طالب الأزهر هو أيضًا، أن يراجع مناهج الكلية، الإكليريكية، ومناهج مدارس الأحد؟ فماذا سيكون رأي الكنيسة في ذلك؟!

وأين هو ذلك المنطق الذي يقبل، أن يراجع قساوسة مناهج، الدين الإسلامي بالأزهر الشريف؟!

حقًا ما أعجب ذلك الزمن الذي، يُطالب فيه أرميا بمراجعة مناهج، الأزهر الشريف، والذي تتطاول فيه، حنان يوسف على القرآن، الكريم بكل ازدراء، وألفاظ مهينة دون عقاب رادع حتى الآن، وذلك وفق شهادة (31) طالب!!

ولمن لا يعرف قصة حنان يوسف أقول له..
هي مُدرسة في قرية جلال باشا الشرقية، الواقعة جنوب شرق، مدينة ملوي، وعقب دخولها، الفصل مباشرة بعد انتهاء حصة، الدين الإسلامي.. نظرت المدرسة إلى السبورة، التي كان مدونا، عليها "سورة البلد"، وتفسيرها حيث كان مدرس الدين، الإسلامي يقوم بتحفيظها، وشرحها للتلاميذ، تلفظت حرفيًا بقول، (يعف اللسان عن ذكره)، وذلك ما أثار استياء تلاميذ الفصل، الذين اعترضوا، وتوجهوا إلى أحمد كامل يوسف مدير المدرسة، وفاطمة حلمي مدير إدارة المدرسة، ونقلوا إليهما ما حدث من المدرسة، وكل ما حدث هو إحالتها، للشئون القانونية بإدارة ملوي، التعليمية للتحقيق الإداري، فماذا لو كان ذلك حدث، من مدرس مسلم، حيال أي جزء من، الإنجيل؟!

أقول لك عزيزي القارئ..
كانت الدنيا قامت، ولم تقعد حتى الآن، ولكان الحديث عن اضطهاد المسلمين للمسيحيين لا نهاية له، ولكانت أعراض، الإسلاموفوبيا قد ظهرت، بجلاء في كل محفل.

أرجو من الكنيسة المصرية، أن تُصدر اعتذارًا رسميًا عن ذلك، التصريح، وأرجو أن يعتذر الأنبا أرميا، أيضًا عما بدر منه، حفاظًا على مشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم.

وأرجو من الدولة أن تكف عن استخدام، سياسة المواءمات، السياسية في معالجة مثل تلك القضايا الشائكة، والتي أثبت، التاريخ عدم جدواها.. إن الحق، والعدل، والمساواة، هم السبيل الوحيد للقضاء على مشكلات هذا الوطن، فنحن مسلمين ومسيحيين، سواسية أمام هذا، الوطن..
فكلنا مصريون..دون أي.. استثناء.
الجريدة الرسمية