رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رسالة إلى الرئيس.. بداية الاحتلال تهجير


ليس دِينًا ذلك الذي يكفّر الجميع، وليس دِينًا ذلك الذي يقتل الجميع، وليس دِينًا ذلك الذي يحرق الزرع ويئد النسل، ويحرق الحرث، ويسمم المياه، ويقصف الطير والشجر والناس.. الذين سقطوا في القاهرة بدءوا الجولة في سيناء.. المقصود ليس الأقباط وحدهم بمفهومها الضيق والمتعارف عليه.. المقصود هم أقباط مصر أي شعبها كله، فكلنا أقباط.. المقصود سيناء وبعد سيناء الإسماعيلية، وبعد الإسماعيلية السويس وهكذا، حتى يعودوا إلى القاهرة خالية من الناس.. أي ناس غيرهم هم المستهدفون.


لا يمكن أن نمارس الغباء إلى أقصى درجة، فالمستهدف ليس السيسي وحده بل معه جيش الأقباط.. المستهدف ليست شرطة الداخلية وحدها، بل معها شعب الأقباط.. المستهدف ليس شيخ الأزهر وحده بل معه أزهر الأقباط.. المستهدف ليس البابا وحده بل ومعه كنيسة الأقباط وشعبها وناسها.. أطفالها وشبابها.. نساؤها ورجالها.. دعكم من هذا الهراء الذي يتسرب إلينا في بيانات سطحية تتحدث عن اضطهاد.. كلنا مضطهدون وسنعرف معنى الاضطهاد في بلادنا إن لم ننتبه إلى المخطط الثعبانى المدبر لنا.

لا تذوبوا في خلافات فقهية؛ فالفقه بريء مما يصنعون.. لا تختلفوا حول قضايا شرعية فالشرعية براء مما يرتكبون.. فخخوا سوريا وقصفوا ليبيا وعبثوا بالجزائر وعاثوا في اليمن فسادا، ولم يقترب أي مجاهد من قدس الأقداس في تل أبيب.. اقتربوا منها فقط لتوريطنا بعد أن حققنا بعض الانتصارات عليهم.. إنهم أخبث من الصهاينة، وأقذر من كل عدو جاء إلينا محتلا الأرض وعابثا بالعرض.. القضية هي مصر التي لا تزال تقف شامخة في مواجهة العبث الغربى والحرب التي لم تنتهِ بخروج المحتل بجيوشه.. هؤلاء هم جيوشهم تعمل بنفس المنطق وبذات الدموية ووفق إطار الأجندة.. أجندة الموت والخراب والدمار.

على أسرّة العناية بمستشفيات القوات المسلحة يرقد حنا بجوار محمد.. هذا فقد ذراعه، وذاك فقد ساقه.. غير أنهم لم يفقدوا الإيمان بأن عدونا واحد، يرى المسلم كافرا، ويرى المسيحي كافرا، ويرى الناس في الشوارع كفارا.. كلنا كفار.. كلنا لن يكون نصيبنا إلا الموت بداناتهم إن لم ننتبه ونصطف خلف قيادة واحدة، ورجل واحد وقلب واحد، وإيمان واحد، ينطلق من حضارتنا من قيمنا من تراثنا من فجر التاريخ الذي صنعناه، وجاءوا بأفكارهم يطفئون نورا هدانا الله إليه قبل ظهور الأنبياء والرسالات.

تركنا الجيش وحده يقاتل، وتركنا الشرطة وحدها تناضل، وتركنا أنفسنا لخلافات فأصبحنا صيدا سهلا يعبث بنا العابثون، ويلعب بنا المتلاعبون.. تركنا أنفسنا لسوء الظن، وتركنا أنفسنا للعب النار.. وتركنا أنفسنا للجهل والتخلف والجمود.. شككنا في الأزهر، وفي الكنيسة، وفي الأحزاب، وشككنا في مؤسسات المجتمع المدنى..وشككنا في الشعب وقدراته اللامتناهية.. شككنا وشككنا حتى صار الشك طريقة تفكير ومنهاج حياة.

سيدى الرئيس:
في عرف هؤلاء لست وحدك الكافر، فنحن معك في نفس الموقع، وأمام نفس الصاروخ.. مدافعهم موجهة إليك وإلينا وإلى مصر، فانظر حولك واجمع الناس الذين فرقتهم ظنون الوهم.. استقوِ بالشعب كما بدأت.. استقوِ بكيانات سياسية ولدت من رحم الثورة.. شارك الناس كل الناس، همومك وهمومهم.. لا تسمح ببناء جدار بينك وبين مؤسسات الشعب، وابتنى جسرا من الثقة ولا تسمح لأحد أن يعبث بالتوحد في مواجهة الغول المرعب.

عد إلى ذاتك بعيدا عن مستشارين أثبت الواقع أنهم كانوا سببا في بناء جدار من الظنون.. ضع يدك في أيدينا، فنحن من اختاروك لتكون قدر هذه التجربة الصعبة.. ابتنِ جسورا من الثقة.. اسمع كل من قال لا، لأنهم جميعا إنما قالوها إنصافا لك وإيمانا بك، وإعزازا لتجربتنا وتقديرا لثورتينا، وإيمانا من الجميع بأننا جميعا هدف أمام صواريخ العتمة التي تخطط بليل لتحتل الدار الآمنة.

سيادة الرئيس:
ابدأ عهدا جديدا من المشاركة، فالبناة كثر وليس كما يصور لك البعض.. المؤمنون بك هم من اختاروك.. عدْ إلى الصور القديمة لترى بنفسك كم عدد المبعدين والمستبعدين والهاربين والخائفين.. كل يوم يمر وجمهورية الخوف تتمدد.. تكبر وتنمو.. تتجبر وتظلم.. كلنا خائفون.. خائفون على التجربة التي كنت فيها في موقع البطل الأسطورى الذي حمل روحه فداء لبلاده..كنا معك ولانزال رغم المسافات.. كنا معك نخاف من أجلك ومن أجل بلادنا، واليوم يحاصرنا الخوف لأنك شئت أم أبيت؛ تمضى في الطريق وحدك بلا صوت يقول لك لا.. حافظ على كل من قال لك لا؛ لأنه يحبك ويحب بلاده.

اسندْ ظهرك السياسي إلى أحزاب تحتاج إلى دعمك لتنهض بالوطن.. اسند "عودك" الاقتصادى إلى ظهير من المخلصين بعيدا عن طبقة الموظفين التي أدمنت عشق الكراسي..افتح المجال لقوى المجتمع المدنى.. أطلق النفير بين الجميع بالحوار وليس بالأوامر.. أطلق الإنذار بين المؤسسات بالمشاركة وليس بالتخوين.. ابدأ فالخطر أقرب من تصورات الجميع.. ابدأ بالالتفاف واستبعد المنافقين والمطبلاتية، فهؤلاء كانوا في كل عصر الأقرب إلى الكرسي.. هم خدم الرئاسة وليس الرئيس..عشاق السلطة وليس السلطان.. هم أول الهاربين عندما يحتاج الوطن إلى صامدين.
Advertisements
الجريدة الرسمية