رئيس التحرير
عصام كامل

«الحلال».. مستقبل الاقتصاد المصري


ينتظر مصر مستقبل مشرق، إذا فكر عدد من رجال الأعمال في ضخ جزء وافر من استثماراتهم في مجال "الأغذية الحلال".. ذلك المفهوم الجميل، الناعم، الرائق.. الذي يمثل حاليا نحو خمس التجارة العالمية في قطاع الأغذية بشكل عام، ونجحت عدة دول، تفكر خارج الصندوق، في دغدغة مشاعر، ومداعبة تفضيلات المسلمين، والمتدينين عموما، باستخدام هذا المصطلح.


الأغذية الحلال.. يعد واحدا من أسرع القطاعات الغذائية نموًا في العالم وتساوي قيمته الراهنة نحو 1.1 تريليون دولار. هناك آلاف من المنتجات الغذائية الحلال، التي تندرج تحت فئات مشروبات الطاقة، والأطعمة النباتية التقليدية والنباتية التامة (الخالية من منتجات الألبان والبيض)، واللحوم والدواجن، والأغذية المعلبة، والأطعمة الفاخرة والممتازة.

في الوقت نفسه، فإن قطاع السياحة الحلال، حقق نموًا أيضًا عقب استثمارات كبيرة في الإمارات وجزر المالديف وإسبانيا واليابان والفلبين وروسيا وغيرها. وباستثناء مواسم الحج والعمرة، تمثل سوق السياحة الحلال المربحة الآن 11.6% من الإنفاق السياحي العالمي، ويُتوقع أن تبلغ قيمتها 238 مليار دولار بحلول 2019.

قطاع الأغذية الحلال وحده سينمو لما يُقدّر بـ 2.537 تريليون دولار بحلول 2019، بعد وصوله 795 مليار دولار عام 2014، أي ما يعادل 21.2% من الإنفاق على الغذاء العالمي، وبحسب بيانات عام 2013 تُصنّف إندونيسيا البلد الأول من ناحية استهلاك الأغذية الحلال بسوقٍ يقدّر بـ 190 مليار دولار، تليها تركيا التي يقدّر سوقها بـ 168 مليار دولار، ثم باكستان بـ 108 مليارات دولار، وإيران بـ 97 مليار دولار.

كلمة «حلال» كلمة عربية تشير إلى الإجراءات والعمليات التي تسمح بها الشريعة الإسلامية٬ وغالبًا ما تستخدم لوصف شيء يجوز للمسلم أن يأكله٬ وقد ظهر مؤخرا اهتمام واضح بهذا المصطلح في العالم وأصبحت كلمة «حلال» علامة تجارية مميزة تؤكد أن هذه المنتجات تم إنتاجها وفقًا للشريعة الإسلامية ولا تحتوي على مكونات حرام مثل: "لحم الخنزير٬ والجيف٬ والدم٬ وغيرها"٬ وقد دخل في هذا الإطار منتجات عديدة مثل المنتجات الدوائية ومستحضرات التجميل٬ والملبوسات الجلدية وغيرها٬ وأصبحت بعض الشركات ذات العلامات التجارية العالمية تستغل هذا الشعار «حلال»٬ لزيادة الربح٬ وتحسين صورتها، واستقطاب عدد كبير من المسلمين في العالم يقدر بنحو 56.1 مليار مسلم.

تجارة الأغذية الحلال تجاوزت قيمتها نهاية عام 2012م (5.3) تريليونات دولار٬ وحسب تقارير منظمة الاتحاد العالمي للأغذية الحلال وشركة صناعة الحلال (HDC (الماليزية٬ فإن حجم تجارة منتجات الحلال وصل إلى 1.2 تريليون دولار في عام 2011.

ومن جانبها تشير صحيفة لوفيجارو الفرنسية إلى أن هناك شخصا من بين كل عشرة أشخاص في العالم يتحرى أكل مواد غذائية «حلال»٬ وذلك طبقًا لما أكدته دراسة صادرة عن معهد (بروميس كونسلتنج)٬ وتحت عنوان: سوق «الحلال» يخرج إلى النور في فرنسا٬ أشارت صحيفة لوفيجارو الفرنسية إلى أنه يوجد في أوروبا وحدها 17 مليون مستهلك للمنتجات «الحلال»٬ وفي فرنسا وحدها يوجد أكثر من خمسة ملايين مستهلك٬ وأنفقوا في عام 2010 نحو 5.5 مليارات يورو.

وتوقعت التقارير أن تواصل تجارة المنتجات الحلال نموها بمعدلات لا تقل عن 8.4 %سنويًا٬ لتصل إلى نحو 4،6 تريليونات دولار في عام ٬2020 مما يوضح أن فرصا استثمارية بنحو 9.2 تريليون دولار تنتظر الدخول في مجال المنتجات الحلال خلال الأعوام الثمانية القادمة.

وقد انتبهت الشركات العالمية لأهمية هذا الشعار ودوره في زيادة القوة الشرائية لمنتجاتها٬ وبالتالي أصبحت هذه الصناعة محل أنظار الشركات العالمية٬ ففي الولايات المتحدة الأمريكية تقدر القوة الشرائية للمستهلكين المسلمين بنحو 175 مليار دولار سنويًا٬ فأصبحت تلك الشركات تتوجه إليهم بالعديد من المنتجات الغذائية والدوائية تحت شعار "حلال".

شركة "ماكدونالدز" ترفع هذا الشعار في مطاعمها وتعممه بشكل كبير من أجل استرضاء 8.1 ملايين مسلم يعيشون في بريطانيا٬ وكذلك شركة "نستله" التي أصبحت ربما من أكبر المروجين لشعار "حلال" في العالم٬ فهي تبيع أكثر من 3 مليارات دولار منتجات وضع عليها هذا الشعار من إجمالي مبيعاتها السنوية التي تبلغ 81 مليار دولار٬ بل إن 75 من شبكة مصانعها التي يصل عددها 481 تخصصا في وضع هذا الشعار على منتجاتها.
الجريدة الرسمية