رئيس التحرير
عصام كامل

أبو الغيط: المتطرفون يمارسون فقه نشر البغضاء

أحمد أبو الغيط، الأمين
أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية

قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن العالم العربي شهد في السنوات الأخيرة ظاهرة مُثيرة للأسى وباعثة على الحزن الشديد.


وأوضح، أبو الغيط، اليوم الثلاثاء، خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل" أن التيارات المُتطرفة تمكنت من التمدد في المجال العام ولعب دور بالغ الخطورة في تشكيل الوعي والإدراك، وكان من نتيجة ذلك أن تعرض مفهوما المواطنة والعيش المُشترك إلى التراجع والتآكل.

وركز أبو الغيط على أن الدولة الوطنية المعاصرة هي دولة لكُل مواطنيها، دولة تسمح أن تتعايش أديان وأعراق وطوائف مختلفة جنبًا إلى جنب في ظل سيادة حكم القانون وبدون جور جماعة على أخرى، مشددا على أنه لا فرق بين أغلبية وأقلية ولا تمييز بين دين ودين.

وأضاف: "الحق أن التسامح الديني أحد المبادئ المؤسسة لدولة المواطنة والتسامح في المجتمعات ليس مجرد صفة محمودة أو فضيلة مطلوبة كما هو في البشر، وإنما هو منظومة كاملة فكرية وسياسية وقانونية هذه المنظومة تترسخ في ضمير المُجتمع حتى يتشربها أبناؤه وتُصبح جزءًا من وعيهم العام، وتدخل في نسيج المؤسسات والهياكل ومناهج التعليم ووسائل الإعلام حتى تصير نهجًا ثابتًا وطبعًا مُستقرًا".

واستطرد أبو الغيط: "إن المواطنة تتأسس على التسامح، والتسامح في أبسط معانيه هو القبول بالآخر المختلف كما هو لا كما نتصوره أو نريده أن يكون بحقه في الاختلاف وبحقوقه المتساوية في العيش وبشراكته الكاملة في الوطن".

وأشار إلى أن ثقافة التسامح تُكتسب وتُمارس ولا يولد الناسُ بها ومن المحزن أن الأغلبية في بلادنا العربية تفترض أن لا حاجة بها لأن تعرف شيئًا عن الآخر المختلف عنها في الدين، الشريك لها في الوطن وهكذا ينشأ أبناؤنا متجاورين في السكن ومقاعد الدرس متباعدين كل البعد فيما يخص الروحانيات، لا يعرف أصحاب دين عن الدين الآخر سوى أقل القليل وهذا هو أول طريق التطرف".

ونوه أبو الغيط إلى أن السلاح الأول للمتطرفين هو نشر روح البغضاء بين الأديان المختلفة وإنهم يمارسون "فقه تكريه" الناس في بعضهم البعض، وما من شك في أن مهمتهم هذه تصير أسهل كثيرًا إن كان أصحاب هذه الديانات مُتباعدين حقًا في ثقافتهم وأفكارهم، لا يعرفون عن الأديان الأخرى سوى القشور.

وطالب أمين عام جامعة الدول العربية من المنابر والقيادات الدينية أن تُمارس دورا ًتنويريًا لكي لا ينشأ أبناؤنا في عوالم معزولة عن بعضهم البعض، فيصيروا أكثر عُرضة للأفكار المدسوسة والقيم المغلوطة والجراثيم الفكرية التي تُمزق نسيج المجتمعات وتهدم وحدتها وتماسكها، مضيفا: "نتمني أن تربي المؤسسات الدينية النشء على أن يعرف الآخر المختلف عنه أولًا، وأن يقبل بالاختلاف معه ثانيًا، وأن يُقر بحقوقه المتساوية في العيش المُشترك ثالثًا".
الجريدة الرسمية