رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس لجنة الإغاثة السورية يكشف لـ"فيتو": شقة فيصل تكشف ادعاءات بشار الكاذبة.. خرجنا من سوريا باللباس.. والمصريون احتضنونا وتبرعوا لنا بـ4 آلاف شقة.. نطالب الحكومة بإلغاء تجديد الإقامة

فيتو

على بعد أمتار من ميدان الجيزة وبالتحديد فى منطقة العمرانية بجوار نادى الشرقية تجد شقة صغيرة بالدور الأرضى مكونة من غرفة وصالة وهى المقر الرئيسى لتوزيع الإغاثات على السوريين فى مصر، وجميع القائمين عليها من السوريين الشرفاء لمساعدة أشقائهم السوريين المحتاجين.


هذا المكان الصغير كان أكبر دليلا لنفى ادعاءات الرئيس السورى بشار الأسد ومن يؤيده حول قيام صراع طائفى فى حالة سقوطه.

نعم غرفة وصالة فى قلب محافظة الجيزة تكذب ادعاءات بشار الأسد حيث تجمع هذه الشقة الصغيرة معظم الطوائف السورية من السنة والأكراد والدروز وغيرها من الطوائف تتعايش مع بعضها البعض فى تعاون لخدمة أهاليها السوريين المقيمين فى مصر.

أمام الشقة الصغيرة التى تحوى الأطنان من المأكولات من سكر وأرز وزيت ومكرونة وصلصة وبطاطين..فضلا عن الأدوية كان يقف العشرات من السوريين من شيوخ وشباب وصبية يحملون جوازات سفرهم للحصول على حصتهم الشهرية من هذه المساعدات.

كان من الصعب التسجيل معهم بسبب استحيائهم الشديد من الموقف الذى أجبرهم بشار الأسد عليه بعد هروبهم من بطشه وصواريخه التى تقضى على المئات خلال دقائق معدودة.. ولكن جميعهم أكدوا أنهم لم يجدوا فى العالم ما شعروا به فى مصر من احتضان لهم من قبل إخوانهم المصريين السباقين بالخير دون انتظار أى مقابل.

أما عن المسئول عن لجنة الإغاثة السورية فى مصر فهو شاب فى العقد الرابع من عمره يساعده مجموعة من الشباب ما بين العشرينات والأربعينات يختلفون فى طوائفهم ولكنهم متفقون فى إصرارهم على تقديم المساعدات لإخوانهم السوريين.

كمال سعيد، رئيس لجنة الإغاثة بتنسيقية الثورة السورية بمصر، الذى بدأ حديثه بالشكر لكل مواطن مصرى قدم المساعدات لأشقائه السوريين سواء من تقديم شقة لهم أو توفير مواد غذائية أو التكفل بعلاج أحد المرضى السوريين أو حتى ابتسم فى وجه أى سورى ترك وطنه وجاء فى أحضان الشعب المصرى الكريم.

أكد سعيد خلال حديثه أكثر من مرة أن السوريين فى مصر فى ضيافة الشعب المصرى وليسوا فى ضيافة حكومات أو أحزاب سياسية أو تيارات إسلامية أو ليبرالية.

ويوضح أن الشعب المصرى تبرع بـ4 آلاف شقة للسوريين فى مصر لحين انتهاء الأزمة السورية وعودتهم إلى بلادهم دون مقابل.. مشيرا إلى أن جميع القرى المصرية شاركت فى شقق وإعانات للسوريين فى مصر كما يوجد طبيب تكفل بعملية نقل كلية من أم لابنها.

وقال: إن ضيافة الشعب المصرى جعلت السوريين يشعرون بالأمن على عكس الإساءة التى تواجه السوريين فى لبنان وقتلهم على الحدود العراقية ومنعهم من دخول الحدود الخليجية.

وأضاف أن مشاركة إحدى الأمهات المسنات فى محافظة المنصورة بـ2 كيلو ملوخية جعلت لجنة الإغاثة السورية والشعب السورى المتواجد بمصر يشعران أننا نعيش وسط أهالينا.

وكشف عن أنه تم التبرع من عدد من الإخوة الأقباط فى مصر بأربعة منازل على سبيل الإهداء المؤقت دون مقابل حتى انتهاء الأزمة السورية ودون تحديد موعد لترك هذه المساكن.

وعن طريقة توزيع المساعدات يقول سعيد إنه تم إعداد كشوف لجميع السوريين المستفيدين من اللجنة تشمل أسماءهم ومحل إقامتهم وأرقام تليفوناتهم.. مشيرا إلى أنه كان يتم توزيع المساعدات كل 15 يوما ولكن أعداد السوريين المستفيدين فى تزايد مستمر فتم التوزيع كل شهر.

وأوضح أن المساعدات تتضمن زيتا وسكرا وأرزا ومكرونة وصلصة وسمنة وشعرية ولسان عصفور وبصلا وجزرا ولحوما ودجاجا مشددا على أن جميع التبرعات من الشعب المصرى.

وقال: إن الشعب المصرى احتضن السوريين بعدما خرجوا من سوريا باللباس ولم يملكوا شيئا وليس معهم مال ولا زاد مطالبا الحكومة المصرية بإلغاء رسوم تجديد الإقامة وإمدادها حتى تستمر لستة شهور بدلا من ثلاثة شهور.

وركز على أن كلا من الشعب الدولى والعربى تخلى عن السوريين وأمريكا هى الداعم الأول لنظام بشار الأسد والدول العربية آخرها عقد مؤتمرات و"كتر كلام" دون أفعال.

وأضاف أنه لا يوجد دولة قامت بتقديم السلاح للشعب السورى وما يوجد لدى المعارضة من سلاح حصلت عليه من النظام بعد تحرير بعض المناطق.

وشدد على أن الشعب السورى لا يريد تدخلا أمريكيا ولا تدخلا عربيا ومشكلة السوريين تنتهى بالسلاح لأن النظام لا يفهم الحوار وبشار أداة روسيا وأمريكا والصين.

وعن التقارب المصرى الإيرانى يرى سعيد أنه يمثل خطرا على مصر والشرق الأوسط مشيرا إلى أن إيران أعلنت فى وقت لاحق أن سوريا تعد المحافظة الـ35 لإيران ولم تتحرك دولة عربية لاستنكار هذه التصريحات.

أما بخصوص شعور دول الخليج بالقلق من دخول السوريين إليهم يقول إن السوريين المتواجدين بمصر لم ولن يتدخلوا بالسياسة ولا الشئون الداخلية لأى بلد وعلى دول الخليج أن تعلم ذلك وتتعامل مع إخوانها السوريين برحمة وإنسانية.

وشدد على أن بشار الأسد سوف يكون مصيره أسوأ من مصير الرئيس الليبى السابق معمر القذافى لأنه يتعامل مع الشعب السورى أسوأ من معاملة إسرائيل مع الفلسطينيين.

وعن تخوفات سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على الحكم بعد سقوط بشار ركز على أن التيارات المتشددة ليس لها مكان فى سوريا سواء أثناء تواجد بشار أو بعد سقوطه.



الجريدة الرسمية