رئيس التحرير
عصام كامل

الحرب على الطائفية بالطائفية !


كنا نتمنى أن يناقش الإعلام في حلقات الأمس أحداث العريش والأشقاء ممن نقلوا إلى الإسماعيلية دون وجود أو استضافة مسيحي واحد على الأقل هذه المرة فقط لتأكيد -وهذه المرة تحديدًا- وطنية القضية وليس طائفيتها.. مصريتها وليس "مسيحيتها" !


للأسف أخطاء الإعلام كارثية.. سبق ونبهنا عنها كثيرًا ومنذ سنوات ولا يريد مخطئ واحد التراجع.. خذوا عندكم ما يلي:

ما معنى أن تصيغ صحف وفضائيات بعض أخبارها بالصيغة التالية: "مصرع سائق توك توك قبطي على يد مسلم"؟! أو الصياغة العكسية للخبر السابق كأن يكون المجني عليه مسلمًا! وهنا لا شأن للديانة بالقتل إذ أنه تم لخلافات مادية أو لبلطجة خالصة ويمكن جدًا أو في الغالب أن يكون القاتل مسلمًا والقتيل مسلمًا أيضًا.. أو أن المجني عليه مسيحي والجاني أيضًا فما دخل الانتماء الديني بصياغة العناوين الخبرية؟!

ما معنى أن نصيغ خبرًا آخر مبهجًا هذه المرة ولكن بالصيغة التالية: "قبطي رئيسًا لجمعية !؟ فما معنى ذلك إن كان الانتخاب لأسباب تخص الكفاءة والسمعة والقدرة على الأداء وليس لأسباب عقيدية ؟!

وما معنى الإصرار في تقديم السياسيين أن يقول البعض: "بحضور الناشط القبطي"!؟

على المنوال السابق يقع البعض في فخ آخر بتصنيف البعض باعتبار هذا "ناشط سيناوي" أو "الأديب السيناوي" أو "الناشط النوبي" أو "الأديب النوبي"! ويصبح بعدها التصنيف على أساس جهوي قبلي جغرافي وأحيانًا عرقي! ومع ذلك يصر البعض عليه رغم تحذيرنا مرارًا ويصنعون أذنًا من طين والأخرى من طين أيضًا في ظل غياب تام للإعلام الوطني العاقل المسئول و.. والذكي!

يتم تفكيك البلد ببطء وفي غفلة من الكثيرين أو ربما بمشاركتهم.. فانتبهوا أيها السادة.. وللحديث بقية!
الجريدة الرسمية