رئيس التحرير
عصام كامل

نصر فتحي اللوزي يكتب: أتأمرون الناس بالتقشف والصبر وتنسون أنفسكم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

إن أعضاء حكومتنا - السيد رئيس مجلس الوزراء والسادة الوزراء - هم من أبناء شعب مصر العظيم... وهم أولى الناس بالإحساس بما يعانيه الشعب المصري من لهيب الأسعار الذي حرم معظم أفراد الشعب من أدنى متطلبات الحياة... التي كان يجب أن تكون كريمة وشريفة. 


فكان لزامًا على (سادتنا وكلًا منهم تاجًا على رؤوسنا كما يتخيلون ) أن يعملوا جاهدين على النهوض بالإنسان المصري معيشيًا... ولكي يتم إخراج القوانين المتبوعة بالتعليمات التنفيذية فإن الوزير لا يخرج عن كونه قابضًا على مجداف يجدف به للوصول إلى بر الأمان لكل أفراد الشعب المصري تحت مظلة العدالة الاجتماعية والحياة الكريمة الشريفة.

حكومتنا التي كنا جميعًا نتمنى أن تكون رشيدة وتشعر بمعاناة الشعب المصري... يخرجون علينا في البرامج التليفزيونية الحوارية... وأيضًا على صفحات الجرائد اليومية والأسبوعية بإسداء النصح إلى الناس المهمشين المطحونين المعذبين بالتقشف - والناس لا يملكون ما يتقشفون به- ثم بالصبر على معاناة يومية بين تروس معصرة الحاجة من دواء وغذاء وكساء وغيرها.

السادة أعضاء الحكومة المصرية يعيشون في بذخ من العيش - مرتبات وحوافز ومكافآت تفوق أحلام البسطاء حتى لو ارتفعت إلى عنان السماء -... إنهم لا يريدون أن يعيشون عيشة المصريين... يجب - في عرفهم - أن يتميزوا عن باقي متعوسي الدخل... فطالبوا بزيادة رواتبهم ومكافآتهم ( يا حلاوة )... ثم بزيادة معاشاتهم ( ماعاش من زعلكم ).

إنهم نسوا وليس تناسوا الطبقة العظمى من المصريين الذين حملوا على عاتقهم بناء مصر بدءًا من ثورة 23 يوليو 1952 في جميع نواحي الحياة... ثم الذين خاضوا حرب 1956... ثم حرب 1967... ثم أبطال حرب الاستنزاف - وكل فرد منهم بطلًا -... ثم العبور العظيم في السادس من أكتوبر 1973.

كل هؤلاء المصريين المخلصين العاشقين لتراب الوطن تقدموا في السن، ورغم ذلك يلبون نداء الوطن - بقدر ما يستطيعون - وهم الذين يمثلون أكثر من 90% من الذين ساهموا في تكاليف شق قناة السويس الجديدة. 

وفي مقدمتهم أكثر من 9 مليون مواطن مصري هم أصحاب المعاشات يصرخون منذ سنوات، ويضعون صرخاتهم أمام أبناءهم من الوزراء لرفع معاشاتهم من حصيلة اشتراكاتهم، وليس من موارد دولتنا الحبيبة وبما لا يؤثر على الموازنة العامة للدولة... والسادة أعضاء الحكومة ( ودن من طين وودن من عجين ). 

نسوا أن كل فرد من هذه الفئة هو الذي ساهم في وصول كل مسئول إلى ما وصل إليه من علم وسلطة وغيرهما... يعلوهم الكرامة المصرية التي بدماء الشهداء وأوسمة الإصابات على أجساد الرجال ضحوا من أجل الحفاظ عليها لكل الأجيال القادمة.

وإلى السيد المبجل المحترم رئيس مجلس الوزراء وأعضاء حكومته أقول لهم اتقوا الله في شعب مصر - وخاصة في أصحاب المعاشات -... ( كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)... ( أتأمرون الناس بالتقشف والصبر وتنسون أنفسكم !!! )... تقشفوا.. اصبروا... لا تثيروا كراهية الناس لكم... فإذا انفصل سلوك كل مسئول في الدولة عن فكر التقشف والصبر - كما يدعي - فتلك هى الخيبة الكبرى.
***
Advertisements
الجريدة الرسمية