رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الرئيس الأسبق لـ«القومي للأورام»: الأسمدة والقمامة والشيشة «مثلث سرطان المصريين»

فيتو


  • >> سرطان الكبد هو العدو الأول للرجال المصريين

قال وزير التعليم العالي الأسبق العميد الأسبق لمعهد الأورام، أستاذ علاج الأورام الرئيس السابق للجنة العليا للأورام الدكتور حسين خالد: إن معدلات الإصابة بمرض السرطان في مصر أقل من الدول الغربية والمتقدمة، منوها فى حوار مع «فيتو» إلى أن القضاء على مرض السرطان لن يتحقق إلا بالقضاء على أسبابه من المنبع التي يتمثل أبرزها في: التدخين ومستخرجات مكامير الفحم ومصانع الأسمنت وغياب البرامج التوعوية اللازمة.

وأكد خالد أن سرطان الثدي يحتل المرتبة الأولى في إصابة المصريات، بينما يعد سرطان الكبد هو العدو الأول للرجال المصريين.. تفاصيل أخرى في الحوار التالي:



> ما أحدث الإحصائيات الخاصة بنسب انتشار أمراض السرطان في مصر وعالميا؟
من المعروف أن مرض السرطان مشكلة عالمية وقومية، وهو ثاني سبب للوفيات في كل دول العالم، والسرطان أكثر شيوعًا في الدول الغربية والمتقدمة وأقل إصابة في الدول النامية، ومنها مصر ولازلنا في الحزام الأخضر من نسب حدوث السرطان، ولكن منظمة الصحة العالمية أكدت أنه لو استمر الحال كما هو عليه ولم يتم تجنب مسببات الأورام ستزيد النسب، خلال 10 سنوات مقبلة، ويصبح المرض أكثر شيوعا في الدول النامية وأقل في الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا.

ونسب حدوث السرطان في العالم المتقدم تبلغ من 300 و500 حالة لكل 100 ألف نسمة، بينما في الدول النامية من 100 إلى 200 حالة جديدة لكل 100 ألف نسمة، وفي مصر لم تكن هناك إحصائية دقيقة بنسب الإصابات بالأورام حتى تم إنشاء السجل القومي للأورام في عام 2008 باتفاقية ثلاثية بين وزارات الصحة والتعليم العالي والاتصالات من خلاله تم نشر أول دراسة علمية لنتائج السجل وتبين نسبة حدوث الأورام 113 حالة جديدة لكل 100 ألف نسمة كل عام.

> وما أسباب الإصابة بكل أنواع السرطان؟
هناك مسببات عامة ومسببات ذات خصوصية لكل دولة على حدة، وتشمل الأسباب العامة التدخين بجميع أنواعه، سواء سيجارة أو شيشة، ولو يعلم المدخنون أن حجر الشيشة يعادل تدخين 50 سيجارة لأدركوا مدى الضرر البالغ الذي يتعرضون له لأن التدخين لا يسبب سرطان الرئة فقط، ولكن له علاقة قوية بسرطان الثدي والبنكرياس والمثانة البولية والجزء العلوي من الجهاز الهضمي والتنفسي.

وثاني سبب للإصابة بالأورام هو التلوث البيئي سواء في المياه والأكل والتربة والجو، وثالثا نمط الحياة المختلف من قلة الرياضة البدنية وعادات غذائية سيئة منها أننا نأكل الوجبات السريعة والخضراوات، وأنصح اتباع الأكل المتوازن الذي يكون فيه من 5 إلى 7 ألوان يوميًا، بينما الوجبات السريعة تكون مرة كل أسبوع أو مرة كل 10 أيام.

وكلما ارتفع تعداد السكان في أي دولة تزيد نسب حدوث حالات السرطان، إضافة إلى زيادة متوسط أعمار المصريين لأن أحد تعريفات السرطان أنه مرض العمر المتقدم واحتمالات حدوث الورم.

بينما يوجد أسباب ذات خصوصية لكل منطقة، وفي مصر كانت أمراض البلهارسيا وفيروس سي ومادة الإسبستوس في صناعات الأسمنت والسيراميك التي تؤدي لحدوث سرطان الغشاء البلوري، وبعد منع استخدام الإسبستوس في أي صناعة في 2006 انخفضت نسبة حالات سرطان الغشاء البلوري إلا أننا لازلنا نعاني من آثار تلك الأسباب.

> إذن كيف تكون رحلة علاج مريض السرطان؟
المريض كان يجد معاناة إذا كان يقيم في منطقة بعيدة عن أي مركز لعلاج الأورام، وفي أغلب أحوال الإصابات بالسرطان لا يكتشفها المريض إلا في مراحل متأخرة بعدها يحاول المريض علاج نفسه وإذا لم تأت بنتيجة يذهب لممارس عام يمنحه أدوية لا تحقق نتيجة ويهمل المريض في نفسه والطبيب لا يشك في وجود ورم أحيانا إلى أن يصبح العرض مستعصيا على العلاج، ويتم إجراء فحوصات طبية وأشعة ومناظير في تلك الحالة ومع تأخر اكتشاف الورم تنخفض نسب الشفاء وتزيد تكاليف العلاج، وكلما كانت توجد وقاية واكتشاف مبكر للأورام كلما كانت نسب الشفاء أعلى، ويرتبط بذلك الحالة النفسية والاجتماعية للمريض لأن تكلفة علاج الأورام مكلفة في مراحل متأخرة.

> وما تكاليف علاج مريض الأورام؟
تحديد التكلفة صعب لأن التكلفة تتغير يوميًا وتتوقف على نوعية العلاج ومرحلة اكتشافه وتوفر النوع سواء كان غاليا أو رخيصا ومدة العلاج لأن السرطان مرض مزمن يستمر لفترات طويلة.

ويوجد بعض أنواع العلاجات تتكلف 50 ألف جنيه شهريا للمريض الواحد، ويظل عدة شهور طويلة يحصل على العلاج لذلك يجب دعم الدولة والمجتمع المدني من خلال التبرعات سواء الأفراد والهيئات والمؤسسات للمرض ودعم الوقاية والاكتشاف المبكر، لأن علاجا بسيطا لمرض البلهارسيا خفض نسب إصابات سرطان المثانة البولية ولم نعد بحاجة لعمليات جراحية أو أجهزة أشعة مرتفعة الثمن.

> لكن ما أنواع العلاجات التي يحصل عليها مريض السرطان؟
هذه العلاجات مختلفة فهناك علاج جراحي وإشعاعي والعلاج بالعقاقير، الذي يبدأ بالكيماوي والهرموني والعلاج المناعي والعلاج البيولوجي والعلاج الموجه، والطب الحديث لا يلجأ إلى نوع واحد من العلاج وتتحدد بناءً على الأشعة والفحوصات والتحاليل التي تجرى للمريض وفي علاج الأورام في كل المراكز يكون من خلال مجموعة من أطباء في تخصصات مختلفة يضعون خطة العلاج لأن علاج المريض يكون متعدد الأنواع ونادرا ما يكون نوعا علاجيا واحدا.

ومشكلة علاج الأورام أن الأدوية غالية الثمن بصورة باهظة لذا يتم خلال الاتفاق على بروتوكولات العلاج ووصف الدواء المناسب للمريض، إضافة إلى أنه يكون مناسبا ماليا لظروف الدولة لتدعمه ويكون العبء على المريض أقل لو تحمل تكاليف العلاج.

> وهل يمكن التنبؤ بحدوث مرض السرطان؟
يوجد بعض التحاليل تجرى للمريض تساعد في معرفة إذا كان الشخص أكثر استعدادا لحدوث المرض أم لا ولكن لا يوجد شيء يؤكد حدوث إصابة بالسرطان، خاصة أن العلم يؤكد أن السرطان يحدث نتيجة تجمع عدة مسببات معا منها العوامل الوراثية وليس كل من يتعرض للتدخين يكون مؤكدًا إصابته بالسرطان وليس كل من لا يدخن لا يصاب بالسرطان، والعامل الوراثي يمثل جزءًا من نسب الإصابات بالسرطان.

> ولكن الأطفال المصابين بالسرطان لا يتعرضون للتلوث.. فكيف يحدث؟
بالعكس الأم التي تدخن أو تتعرض لملوثات تدخل للجنين يحتمل أن تصيبه بالسرطان إلا أن إصابة الأطفال قليلة وهي تمثل 5% من مرضى الأورام، لذلك يجب الاهتمام بمراكز علاج الأورام، خاصة أن 95% من إصابات الأورام تحدث في البالغين، ويجب إحداث توازن في المساعدة الاجتماعية والمالية لكل مراكز وعلاج الأورام في مصر وتوازن في توزيع التبرعات ولا توجه لجهة محددة.

مثلا لا يجوز أن يحصل مستشفى السرطان على كل التبرعات ومعهد الأورام الذي يعالج 10 أضعاف المرضى الذين يتم علاجهم في مستشفى السرطان تكون التبرعات به أقل لذلك على المتبرعين أن يحدثوا توازنا في ذلك ونحدث توسعًا في مراكز العلاج بالمحافظات لأن المريض يزيد العبء عليه عندما يأتي إلى القاهرة للعلاج من أقاليم بعيدة.

> وبماذا تنصح مرضى السرطان؟
مريض السرطان يجب أن يكون لديه قوة إرادة وعزيمة وعزم لمكافحة المرض خاصة أن الجهاز المناعي بالجسم يتأثر بالحالة النفسية للمريض وعليه أن يلتزم بالعلاج في المراكز المتخصصة والأطباء المتخصصين، ويطلب من الله عز وجل الشفاء والإيمان المطلق وقوة الإرادة.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ"فيتو"
Advertisements
الجريدة الرسمية