رئيس التحرير
عصام كامل

حسين خيري يكتب: القراءة تعالج الداء

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

لا يمكن بأي حال لمواطن مثلي بسيط، ومثلك، أن يصبح رحالة يجول البلاد ويركب البحار ويعلو الجبال ويذهب إلى الماضي.. إلا إذا انتقل بين طيات الكتب؛ فالقراءة قد تأخذك إلى أبعد من ذلك وتطوي معه الكون، وتجعلك أكثر إبداعًا وتسمو بفكرك، فوجب علينا أن نحيا بالقراءة، فأول ما اُمر به الأمين الحبيب صلى الله عليه وسلم "اقرأ".. وأكتب هذه السطور تعليقا على مشاهداتي خلال فاعليات معرض القاهرة للكتاب لعام 2017.


حينما نطابق الحلم بواقعنا سنصدم بأرقام تعكس مدى تدهور حالنا الثقافي، وخاصة عند مقارنتها بمثيالتها في الولايات المتحدة ودول أوروبا.. فإحصائيات المجلس الأعلي للثقافة تقول أن متوسط القراءة في عالمنا العربي لا يتعدى ربع صفحة للفرد يذكر أن كل 80 عربيًا يقرأون يقرأ كتابًا واحدا، بينما المواطن الأوروبي يقرأ 35 كتابا في السنة والمواطن الإسرائيلي يقرأ في السنة 40 كتابًا.. وكثير منا يتذكر مقولة "موشي ديان" الساخرة: "العرب أمة لا تقرأ وإذا قرأت لا تفهم وإن فهمت لا تفعل".

وتشير هذه الأرقام إلى عدة عوامل تقف وراء هذه الأزمة، وأهمها ارتفاع مستوى الأمية ويليها الأزمات الاقتصادية، التي لا توفر للمواطن العربي المال أو الوقت، والهجوم الشرس من الإنترنت والفضائيات، ثم غياب الوعي البيئي للحض على القراءة، ورابعًا نصطدم عند متابعة مضمون الفضائيات، نجده يكاد يخلو من التوعية والتثقيف وتغلب عليه البرامج الترفيهية.. مما جعل المواطن العربي يصنف الكتاب ضمن الكماليات.

ويؤكد صدق ما سبق ما جاء على لسان مسئولي معرض القاهرة للكتاب أن عدد زائري المعرض بلغ 6 ملايين شخص، وحجم المبيعات قدر بنحو مليون و800 ألف نسخة.. ولم يعلنوا عن نوعية الكتب التي تم الإقبال عليها.. وأخص بالذكر النوعية لأن إحصائيات معارض الكتب في الدول العربية رصدت أن كتب الطبخ والأبراج كانت أكثر رواجًا.

وقد يخرج من يقول أن الإنسان العربي عرف في الجاهلية ببلاغته، وبعد ظهور الإسلام تنامت لديه شتي انواع المعارف الأدبية والفلسفية والعلمية.. وإلى وقت قريب تميز زعماؤنا ببراعة الإلقاء والتمكن من ناصية الكلام، أمثال "أحمد عرابي".

و"مصطفى كامل"، و"سعد زغلول".. فلا وقت للبكاء على اللبن المسكوب.. وعلينا، نحن العرب، أن نتحرك بسرعة حتى لا نظل نعيش تحت رحمة الغرب في انتظار دوائهم لدائنا أو نستجدي منهم قطع غيار الآلات مصانعنا.. أما العلاج يكون ضرورة وضع خطط استراتيجية تنفذ بروح الفريق بغرس القراءة في نفوس أطفالنا.
الجريدة الرسمية