رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس اللجنة العليا للأورام: مصر ستنتج 90% من أدوية علاج السرطان خلال 10 سنوات

فيتو

خطة خمسية وضعتها مصر لمكافحة السرطان بأنواعه المختلفة، تستهدف خلال 2020 منع وجود إصابات جديدة بمرض السرطان بكل أنواعه المختلفة التي تتخطى الـ100 نوع، وذلك عن طريق الكشف المبكر عن المرض الذي يحقق نسب شفاء مرتفعة، إلى جانب دعم الإعلام في نشر طرق الوقاية من مسببات الأورام.

“فيتو” التقت الدكتور محمد لطيف، رئيس اللجنة العليا للأورام، التي تضم في عضويتها ممثلين للجيش والشرطة والصحة والجامعات المصرية، وكذلك المجتمع المدني، وعميد المعهد القومى للأورام، الذي تحدث عن أهداف خطة مكافحة السرطان في مصر، ووضع المرض في الدولة، وكذلك خطة الاعتماد على أدوية مصرية لعلاج الأورام بأسعار مناسبة لظروف الدولة الاقتصادية، إضافة إلى العمل على التخلص من احتكار الشركات الأجنبية التي تنتج أدوية علاج الأورام.. وكان الحوار التالي:




> بداية هل هناك خطة وضعتها الأجهزة المعنية في الدولة للقضاء على مرض السرطان في مصر؟
بالفعل.. هناك خطة تم إعدادها لمكافحة الأورام، أصدرتها اللجنة العليا بمدة زمنية من 2016 حتى 2020، وضعت محاور وأهدافا لها ومصادر تمويل بعد دراسة الوضع العالمى والإقليمى والشرق الأوسط والبلدان المحيطة، وكيفية رعاية المرضى والنظام الصحى لهم.

> كيف تشكلت اللجنة العليا للأورام وما دورها؟
اللجنة تشكلت في 2013، وأعيد تشكيلها في عام 2016، والفضل يرجع فيها لكل من الدكتور شريف عمر أستاذ جراحة الأورام، والدكتور حسين خالد وزير التعليم العالي، وعميد معهد الأورام الأسبق.

درست اللجنة وضع الأورام في مصر، وعملت على وضع الخطط المناسبة لمقاومة المرض، واللجنة –في تشكيلها الحالى- مكونة من 15 عضوا تجمع كل مقدمى خدمة الأورام، منهم 5 رؤساء أقسام أورام لجامعات مصرية مختلفة، إلى جانب ممثل للقوات المسلحة لأنها - تضم مراكز علاج أورام لعلاج المدنيين فيها، إضافة إلى إدارة الخدمات الطبية - بالشرطة، ومراكز الأورام - التابعة لوزارة الصحة في - القطاعات الحكومية، وهناك أيضا الجمعيات الخيرية غير الهادفة للربح ممثلة في الدكتور شريف عمر لأنه يترأس مركز أورام فاقوس.

> وما أهداف خطة الدولة لمكافحة السرطان؟
أولا.. توسيع نطاق برنامج التسجيل القومى للسرطان؛ لتسجيل كل حالة إصابة والأنواع المختلفة للسرطان، وقد بدأ منذ عام 2008، وهناك دول سبقتنا في إعداده منها الولايات المتحدة الأمريكية، ودول أوروبية وعربية منها المملكة العربية السعودية. ثانيا.. الوقاية من مسببات الإصابة بالسرطان، وثالثا.. تنفيذ برامج الكشف المبكر، ورابعا.. تحسين جودة الحياة لمرضى السرطان، وخامسا.. تشجيع البحوث الوطنية وسادسا.. وضع بروتوكولات علاجية موحدة.

> ما الذي تم من أهداف الخطة وكيف تتم عملية متابعتها؟
تم توزيع بروتوكولات العلاج الموحدة على كل مراكز علاج الأورام والتي يتم تحديثها سنويا، كما تم التنسيق مع المجالس الطبية المتخصصة التي تصدر قرارات العلاج على نفقة الدولة لتنفيذ البروتوكولات العلاجية، وبدأ السجل القومى للأورام في 3 محافظات منها الغربية وفى الصعيد: أسوان وأسيوط، ومن المقرر تعميمه في كل المحافظات.

> كيف يمكن خفض معدلات الإصابة بالسرطان؟
معدل الإصابة حاليا 120 حالة لكل 100 ألف نسمة تقريبا وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية، وحسب تعداد السكان في مصر يوجد ما يقرب من 100 ألف حالة سنويا جديدة، بخلاف الحالات الموجودة منذ سنوات سابقة، لذلك هناك دائما شعور بأن أعداد الإصابات كثيرة.
وأريد الإشارة هنا إلى أن مصر لا تزال في المنطقة الخضراء في العالم، ومرشحة لزيادة عدد الإصابات، في حالة عدم اتخاذ الخطوات المناسبة لخفض معدلات الإصابة تدخل مصر في المنطقة الخطرة، وهى زيادة نسب الإصابات عن 150 حالة لكل 100 ألف نسمة.

> وما الخطوات التي تم اتخاذها للسيطرة على الأمر والإبقاء على مصر في المنطقة الخضراء؟
اتباع طرق الوقاية والسجل القومى للأورام، وتنفيذ برامج الكشف المبكر على الأورام، وتشمل محاور الوقاية محاربة استخدام التبغ بكل أنواعه ليس فقط السجائر إضافة إلى التدخين السلبي، واتباع نظام غذائى سليم، والاهتمام بممارسة الرياضة والحمية الغذائية المناسبة التي تقلل من السمنة.

> هل هناك أهداف أخرى تشملها الخطة؟
ومن ضمن أهداف الخطة خفض معدل انتشار الوزن والسمنة المفرطة، خاصة أننا في مصر معدلات انتشار السمنة مرتفعة وكافة السيدات في الأرياف بعد الأربعين يعانين من السمنة لعدم اتباعهن نظاما غذائيا سليما ولا يمارسن أنشطة بدنية وهى السبب الرئيسى في الإصابة بالسرطان.

> يتم ذكر الإعلام في كل هدف لخطة مكافحة السرطان في مصر.. هل يمكن أن تشرح لنا الدور المنوط به؟
الخطة تعتمد في تنفيذها على الإعلام بشكل أساسى بنسبة 50% والتوعية في الإعلام المرئى والمسموع والإلكتروني.

> الدولة الآن تبذل جهودا للقضاء على فيروس سي.. كيف يمكن تكرار التجربة مع أمراض السرطان؟
الأمر مختلف، لأن فيروس سى مرض واحد، بينما السرطان عدة أمراض مختلفة تصل لـ100 نوع من أنواع السرطان لها طرق علاج مختلفة تختلف حسب كل نوع، فضلا عن أن القضاء على فيروس سى جزء من خطة مكافحة السرطان، لأن فيروس سى المسبب الرئيسى لسرطان الكبد وهو أكثر أنواع السرطان انتشارا في مصر، إضافة إلى مراحل اكتشاف السرطان لها عامل في نسب الشفاء فحالات كثيرة تأتى لمراكز العلاج في مراحل متأخرة، والاكتشاف المبكر للمرض يحقق نسب شفاء مرتفعة وله مردود اقتصادى وعائلى واجتماعى على الفرد، فإذا أصيب الإنسان وتم شفائه أفضل من إصابته ولا يوجد رجاء من الشفاء، ونستهدف عدم زيادة معدلات الاصابات لأنه طالما الحياة المدنية متوفرة نتعرض لمسببات مختلفة من أسباب الإصابة بالسرطان حتى لا ننتقل للمنطقة الخطرة لأنه توجد مسببات نعرفها مثل التدخين، ومسببات أخرى لا نعرفها ومحاربة التدخين يقلل الإصابات بنسب كبيرة.

> هناك من يؤكد أن محافظات الصعيد محرومة من مراكز للعلاج؟
يوجد معهد أورام في محافظة أسيوط يخدمها فقط، ويوجد في المنيا مراكز علاج وسوهاج وقنا تم افتتاح مركز جديد بها، وكذلك في أسوان لكن مثلا عمليات زرع النخاع لا تجرى سوى في أسيوط فقط في كل محافظات الصعيد، وكذلك الأمر بالنسبة لمرضى سرطان الدم لذلك نسعى لتعميم علاج كل أنواع الأورام.

> أدوية علاج الأورام مرتفعة الثمن وتمثل عبئا على المرضى ما خطة الدولة تجاهها؟
في مصر ننتج 3 أدوية فقط من 200 دواء لعلاج الأورام، والأدوية المتبقية يتم استيرادها من الخارج، ويوجد مصنع أدوية يتبع شركة استثمارية عربية بدأ ينتج 20 مستحضرا من أدوية الأورام، وهناك مصنع آخر بالتعاون مع هيئة الإنتاج الخربى وشركة فاكسيرا وشركة خاصة مصرية لتصنيع أدوية الأورام وخلال انتهاء الخطة 2021 مستهدف إنتاج 50% من الأدوية وخلال 10 سنوات ننتج أكثر من 90% من أدوية علاج السرطان.

> وكيف سنستفيد من إنتاج الأدوية في مصر؟
الاستفادة الكبرى هي الخروج من تحت رحمة الشركات الأجنبية التي تحتكر الأسعار وتكون باهظة الثمن، ويتم توفير العلاج الفعال المناسب المقبول سعره حتى تتحمله الدولة بظروفها الاقتصادية الحالية، واللجنة العليا للأورام وضعت اشتراطات لتكون تلك المصانع حاصلة على أعلى شهادات الجودة، لكى توفر الأدوية بنفس جودة المنتج الأوروبي والأمريكي.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية