رئيس التحرير
عصام كامل

هل تكون لبنان بداية الحرب على إيران؟


قبل أكثر من عامين كتبت في "فيتو" مقالًا بعنوان "إسرائيل تضرب إيران هذا الصيف"، وكنت قد بنيت تحليلي على تصاعد لهجة التهديدات الإسرائيلية والغضب الذي انتاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، حتى أن نتنياهو وقف وقتئذ في مجلس الأمن وبيده رسم تخطيطي لقنبلة ليشرح للحضور المدي الزمني المتبقي لإيران لإنتاج قنبلة نووية.


وقبل نهاية الصيف كانت إيران قد دخلت في مفاوضات جدية مع الدول الأوروبية. هذا بالإضافة إلى أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما منع الحرب على إيران. فأوباما كان لا يبلع نتنياهو لا يمضغ أسبابه.

التتابع الزمني لتصريحات الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب يقول إن الحرب على إيران مسألة وقت. فترامب صرح أثناء حملته الانتخابية أنه لن يحترم الاتفاق النووي الذي أبرمته أوروبا وأوباما مع إيران. وقبل مرور أول شهر أطلق أول تهديد له حيال إيران بعدما أطلقت صاروخا باليستيًا.

صورة الحرب القادمة تبدو غير مكتملة أو حتى واضحة لمجرد تهديدات، لكن دعونا نضع بعض التفاصيل حتى تكتمل الصورة أو تتضح. في بداية هذا الشهر أطلق مايكل فلين مستشار الأمن القومي - الذي استقال هذا الشهر بسبب إمداد نائب الرئيس الأمريكي الحالي بمعلومات منقوصة عن حواره مع السفير الروسي- اتهاما لإيران لتهديدها استقرار الشرق الأوسط وحذرها بأنها تحت الملاحظة". صورة الحرب القادمة ستبدو أكثر وضوحا مع وجود تقارير عن شراء بعض دول الخليج لأسلحة هجومية.

الخبر الذي نشرته شبكة "بلومبرج" برر قيام الدول التي سماها– داعمة لمواقف الغرب– بارتفاع حدة التوتر مع إيران. ثم يمكن أن تكتمل الصورة مع وجود تحذير لا يتعلق بإيران بشكل مباشر. التحذير الذي صدر هذا الشهر من "إدارة الجوازات والسفر الدولي" بالولايات المتحدة والمنشور على موقع الإدارة جاء ليحذر الرعايا الأمريكيين من السفر للبنان بسبب ما احتمال وقوع أعمال إرهابية أو اشتباكات مسلحة مع الحدود مع سوريا وإسرائيل.

هناك تفاصيل أخرى تتعلق بإيران، فتصريح مرشد الدولة الإسلامية بأن إسرائيل "غدة سراطنية" من شأنها أن تثير سخط إسرائيل وتقرب من الحرب. عندما تضيف للتفاصيل السابقة حقيقة أن ترامب ونائبه يؤيدان إسرائيل قلبا وقالبا تبدو الصورة واضحة. الولايات المتحدة ستؤيد أو تشارك في حرب على إيران عندما ترغب إسرائيل في ذلك. يبقى السؤال عن مكان ونقطة الصفر. وهل ستضرب الولايات المتحدة إيران منفردة أم ستتكفل إسرائيل بذلك؟

هناك مجموعة سيناريوهات للحرب القادمة، أولها أن تهاجم الولايات المتحدة إيران مستخدمة قواعدها في دول الخليج. وقتها يمكن لدول الخليج أن تدخل الحرب إذا ما هاجمتها إيران. فقد أعلنت إيران سابقا أنها ستهاجم أي دولة تسمح باستخدام أراضيها للهجوم عليها. هذا يبرر سبب شراء بعض دول الخليج لأسلحة هجومية.

السيناريو الثاني، هو أن تقوم إسرائيل بضرب حزب الله في لبنان ثم ضرب إيران. الخبرة السابقة تقول إن إسرائيل لا تحتاج لذريعة لاعتدائها لكنها قد تجد الذريعة مفيدة هذه المرة. فنتنياهو يعرف أن حزب الله سيرد حتمًا إذا ما قامت إسرائيل بتوجيه ضربة لإيران، فلماذا لا تقوم إسرائيل بتوجيه ضرب استباقية لحزب الله، ثم تقوم بضرب إيران ردا على مساعدتها لحزب الله.

لبنان تبقى دائما الساحة المفتوحة للصراع في الشرق الأوسط. صحيح أن اليمن تبقى ساحة نقطة صفر محتملة لكنها لن تكون سببا لضرب منشأت إيران النووية. نقطة الصفر لا تزال غامضة لكنها ستكون حتما قبل سقوط التظيم المسمى بتنظيم الدولة الإسلامية. إسرائيل ترغب في ضرب إيران قبل أن تنتهي الحرب في سوريا.
الجريدة الرسمية