رئيس التحرير
عصام كامل

هكذا تحدث قرص الطعمية إلى ناطحة السحاب


حين يأتيك التندر من وضيع فهو مؤلم بلا وجه حق.. وحين يأتيك مصحوبا بالتجريح غير المبرر من جاهل لا ثقافة له إلا جمع الدولار والزهو بالسولار فهو محبط و مخيف فى الوقت نفسه.. ولكن عندما يأتيك التهكم من ظلمة متخلفة تتوهم أنها كتلة من نور بار لأنها تملك المال فهى كارثة فى القيم بكل المقاييس.. وهذا ما آلمنى كمصرى فى تندرات أحمد على القطرى، وردى عليه قد لا يفهمه، ولكن قراء هذه الصحيفة قادرون على فهمه...

 

أولا: ليس هناك أمر من الذل الذى تعترفون أنتم به حينما تقرون أنكم تلعقون "جزمة أمريكا"، ولكن الأكثر مهانة منه هو أن تجدوا فى هذا العار شرفا يعلو على شرف من أرغم على ذلك، وكأن فى الذل درجات وفى الهوان مراتب!.

 

ثانيا: فى كلماتكم الفارغة القاسية تعايرون الشعب المصرى بالخضوع لأمريكا، ولكن الشعب لا شأن له برغبات التحالف مع العدو الأمريكى والصهاينة، ولا بحسابات المصالح التى يجريها نظام الإخوان،الذى تؤيده قطر، مع هؤلاء أو هؤلاء.. أما كان من الأحرى بكم أن تنحوا باللوم على من يستحقه، وهو من يحوز السلطة بكاملها و يصنع ما يشاء بها؟، أم تفتقرون إلى الموضوعية والشجاعة معا للوم نظام الإخوان الفاشل وتنحون باللوم على شعب خانه نظامه واستبد به حكامه.

 

ثالثا: لن نذكركم بحضارتنا ولا بماضينا مادام ذلك يشعركم بعقدة النقص والإحساس بالدونية وهو ما نفهمه.. ولكن أذكركم، وهذا حقى، بواقعنا الحديث، وبالرغم من الواقع الاقتصادى المرير الذى أشرت إليه فى تدويناتك الانتقامية، مصر بها قامات فكرية وعلمية لا تملكون منها شئيا.. صحيح أنتم تملكون المليارات، ولكنكم لا تملكون غير المليارات، وأكاد أقطع أنكم لا تملكون صوتا واحدا مثل أم كلثوم أو موهبة واحدة كموهبة عبد الوهاب أو عبقرية واحدة كعبقرية العقاد وطه حسين.. أين فى صحفكم يا سيدى شخص يضارع فى موهبته صلاح چاهين آكل الطعمية بامتياز؟.. نعم تستمتعون بحياتكم فى الأكل والشرب والمجون بالمال، وستموتون دون أن تعطوا للبشرية إلا ما اشتريتموه من صنع الآخرين، ومن ابتكار الآخرين، ومن علم وفن الآخرين..لأنه لا كوادر عندكم ولا علماء ولا أساتذة جامعات يستحقون عالميا هذا الاسم.. ونحن أدرى بالمستوى العلمى لطلابكم فى الجامعات الأجنبية، الخزى وحده يناسبكم عندما نقرأ أطروحاتهم ومستواهم العلمى الوضيع.

 

 

 

رابعا: الحالة المتدهورة فى مصر حقيقة، ولكن من الغريب أنك لا تحمل النظام الفاشل الذى تساندونه أية مسئولية عن إنتاج هذه الحالة أو حتى عن محاولة علاجها، وكأنكم عميان تماما عن المسئول الذى وصل إلى الحكم رغبة فيه بلا خطة ولا مشروع ولا منهجية، ولا يدرى ماذا يفعل بالسلطة بعد أن تولاها اللهم إلا بيع مصر بالفرط و بالقطاعى، كما قال أوبريت باسم يوسف تعبيرا عن مشاعر المصريين.. نعم بيع مصر للحكومة القطرية التى تريد أن تمتلك كل شىء جميل فى العالم لنجم تساهم فى تكوينه لعله يسد النقص الحضارى الذى تعانون منه.. السيد مرسى ونظام الإخوان هو الحاكم يا سيدى وهو من له سلطة الحكم والإدارة وعليه مسئولية الدولة بكاملها.. والغريب أنكم لا ترصدون فى حكمه لا بدائية السلوك ولا انعداما فى الكفاءة ولا أى مثلب  آخر.. فإذا كان الشعب هو المشكلة فليكن رئيسا على شعب آخر يناسبه كالشعب القطرى ويسعدنى أن تكون هذه آخر هدية مصرية لقطر الشقيق..

 

 

 

خامسا: "فى غابة جميلة غنى بلبل صغير حزين على غصنه المعتاد، وكان غناؤه حزينا وبديعا مؤثرا لكل من يراود الغابة من الطيور والحيوانات، وبعد ساعات من الغناء البديع غار منه الغراب الذى لا يستطيع إخراج صوت واحد ولا نغمة واحدة من نغمات هذا الطائر الجميل فى أحلى ألحانه الحزينة، وتحداه قائلا: دعنى أغنى أمامك و سترى أننى أغنى أجمل وأروع منك، وانطلق الغراب فى الصراخ والأداء كان هزليا نشاذا ومؤلما للأذن.

 

ولما انتهى، سأل البلبل سوف نحتكم لحيوانات الغابة، ليقولوا لنا من منا الذى يغنى أفضل من الآخر؟، وفى هذه اللحظة مر خنزير برى يبحث عن الطعام ولما سمع سؤال الغراب قال على الفور طبعا أنت يا غراب الذى تغنى أفضل، فماذا تعطينى إذن؟، فأعطاه حشرة ليأكلها ليسد جوعه، ففرح الغراب وتهكم على البلبل.. وهنا انهال البلبل فى البكاء، فسأله الغراب: أتبكى لأنى أغنى أفضل منك بشهادة الخنزير؟، فرد البلبل النبيل: لا أبكى لأن غرابا قد كسب فى مسابقة غناء، ولكن لأن الذى حكم على غنائى هو خنزير لا أكثر و لا أقل".

الجريدة الرسمية