رئيس التحرير
عصام كامل

انخفاض أسعار إيه يا أستاذ أحمد يا وكيل ؟


بشرى يزفها للمصريين الأستاذ أحمد الوكيل، رئيس الغرف التجارية المصرية، بأن أسعار السلع الغذائية ستنخفض بداية من الأسبوع المقبل! ولا نعرف في الحقيقة من أي طريق وبأي طريقة حصل السيد الوكيل على معلوماته؟ هل أبلغه التجار بذلك؟ وهل كانوا أبلغوه عندما رفعوها؟ أم هو الذي أمرهم بذلك؟ وهل كان هو الذي أمرهم برفعها؟


لا نعرف إن كان الأستاذ الوكيل يعرف أو لا يعرف مدى اللغز الذي وصلت إليه حالة الأسعار في مصر بما لا يمكن تصوره أو قبوله أو حتى تفسيره.. فمثلا ما الذي يدفع سلعة مثل معلبات الصلصة المصرية لكي ترتفع؟ هي سلعة مصرية بالكامل فلماذا ترتفع؟ هل يتم استيراد المعلبات الصفيح الفارغة مثلا؟ بالطبع لا.. لكن هل يعرف كم كان سعرها وكم أصبح؟ الضعف تقريبا؟ هل عرف الوكيل كم سلعة من الإنتاج المصري الخالص حدث لها الأمر نفسه؟ وهل عند سيادته تفسير لزيادة أسعار الأسماك البلطي وهي نيلية خالصة أو مزارع ؟

وهل يعرف أن الزيادة تمت بعد ساعات من افتتاح الرئيس مزارع الأسماك بقناة السويس؟ وإن كانت القاعدة أن أي سلعة يزيد إنتاجها يقل سعرها بينما كل سلعة مستوردة ترتفع جماركها يتجه المستهلك للمحلي البديل لرخص ثمنه ولانعدام الجمارك عليه إلا أن في بلادنا يتم العصف بكل النظريات الاقتصادية وكل ما درسناه وكل ما تعلمناه وكل تجارب العالم ولا شيء يحدث منها والسؤال: من وراء كل ذلك؟ ومتى ستتوقف تصريحات الحكومة عن استحالة فرض التسعيرة الجبرية التي ألغيت نتيجة لنظام السوق الحرة التطور الطبيعي للانفتاح الاقتصادي رغم حنين الناس للتسعيرة ولأيامها ومطالبتهم بها لإنقاذهم؟ ومتى تكون مصالح الناس فوق وقبل أي اعتبارات أخرى ؟

الناس تريد الضرب بيد من حديد على كل جشع وفاسد ورغم الحرب على الفساد فإن التشريعات تخذل أبطال مواجهة الفساد كما تخذل رجال التموين.. فامنحوهم حريتهم وأطلقوا أيديهم على المستغلين.. ولا تنتظروا شيئًا من أحد.. ولن ترجع الأسعار كما كانت إلا بتدخل الدولة وبقبضتها الحديدية!
الجريدة الرسمية