رئيس التحرير
عصام كامل

«القوافل الإنسانية.. طريق الإمام لقلوب الفقراء».. «الطيب» يوجه بتنمية المناطق العشوائية خلال 5 سنوات.. الوصول إلى الفقراء في القرى الأكثر احتياجا.. ومحو الأمية وتوزيع الطعام والنقو

الإمام الأكبر الدكتور
الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب

تسيير القوافل الطبية المدعمة بالمساعدات الإنسانية، هو ذلك الدور الجديد الذي وجه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، قيادات الجامعة للقيام به منذ شهور ماضية بهدف مد يد العون للفقراء والمحتاجين وإيصال احتياجات الحياة الضرورية للقرى الأكثر فقرًا.


ويأتي تصدر الأزهر للقيام بهذا الدور الهام استكمالًا لتضافر الجهود بين مؤسسات الدولة وهيئات المجتمع المدني لمواجهة الفقر والقضاء على الأمراض والوصول إلى المعدمين في أماكن سكنهم، وهو ما جعل قيادات الجامعة يحرصون على تسيير قوافله الخيرية إلى القرى الأكثر فقرًا والمترامية في أطراف المحافظات.

وخلال الستة أشهر السابقة سيرت جامعة الأزهر الشريف عددًا من القوافل الطبية في العديد من قرى مصر، المزودة بالمساعدات الإنسانية التي شملت كراتين معبأة بالمواد الغذائية بالإضافة إلى البطاطين وتوزيع مبالغ مالية على الأسر الفقيرة، وكذلك عقد مجموعة من الندوات الدينية والثقافية والطبية للقيام بالدور التنويري في توعية المجتمع من المخاطر المختلفة.

12 ألف مريض
وأكدت شام محمود مقررة ومسئولة لجنة خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة الأزهر الشريف، في تصريح خاص لـ «فيتو» أن القوافل الطبية التي سيرتها الجامعة خلال الستة أشهر السابقة وقعت الكشف الطبي على أكثر من 12 ألف مريض، كما تم توزيع أكثر من 3 آلاف و500 كرتونة مواد أغذية وبطاطين على الأسر الأشد فقرًا، بالإضافة إلى توزيع مبالغ مالية على المستحقين.

مقررة لجنة خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة الأزهر، أوضحت أن القوافل التي تسيرها الجامعة تأتي ضمن خطة إستراتيجية وضعتها لجنة خدمة المجتمع بالجامعة لـ 5 سنوات قادمة، مضيفة أن هذه الخطة هدفها تنمية المناطق العشوائية بالتواصل مع العديد من الجهات الحكومية مثل: وزارات الصحة والتضامن الاجتماعي وهيئة تعليم الكبار وعدد من المؤسسات المدنية العاملة في مجال المساعدات الإنسانية.

مناطق القوافل
«شام محمود» أوضحت أن القرى الأشد فقرًا التي تسير إليها القوافل يتم اختيارها بناءً على دراسات معدة بكل حيادية ودقة متناهية، وأن واضعي هذه الدرسات أعدوا جدولا زمنيا ورؤية نأمل من خلال الالتزام بها الوصول إلى كل قرى مصر خلال الخمس سنوات المقبلة؛ مشيرًة إلى أن هذه الرؤية والجدول الزمني تم عرضه على مجلس جامعة الأزهر، وأن تسيير القوافل يتم وفق مواعيد منتظمة نلتزم خلالها بتسيير قافلة كل شهر لأطراف محافظتي القاهرة والجيزة، وتسيير أخرى كل شهرين لباقي محافظات مصر.

عدد قوافل ونتائجها
مقررة لجنة خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة الأزهر؛ أكدت أن الجامعة سيرت في الستة أشهر الأخيرة 9 قوافل طبية في القاهرة والجيزة و6 محافظات أخرى، مشيرًة إلى أن من ضمن هذه القوافل على سبيل المثال وليس الحصر، تلك القافلة التي تم تسييرها استهدفت منطقة «عرب أبو ساعد» بمحافظة الجيزة، ووقع خلالها الكشف الطبي على ألف و15 مريضا في مختلف التخصصات الطبية، كما تم تحويل 50 مريضا كانوا يحتاجون إلى تدخل جراحي إلى مستشفيات جامعة الأزهر، بالإضافة إلى عقد اختبار فوري لمحو أمية 94 مواطنا، وتوزيع 365 كرتونة مواد غذائية وبطاطين.

كما سيرت الجامعة قافلة أخرى لمنطقة «بطن البقر» بالقاهرة، ووقع خلالها الكشف الطبي على ألف و175 مريضا في مختلف التخصصات الطبية، كما تم تحويل 100 مريض كانوا يحتاجون إلى تدخل جراحي إلى مستشفيات جامعة الأزهر، وتم عقد اختبار فوري لمحو أمية 121 مواطنا، وتوزيع 300 كرتونة مواد غذائية على الأسر الأكثر احتياجا.

بالإضافة إلى تسيير قافلة ثالثة إلى مدينة رأس غارب بمحافظة البحر الأحمر، ووقع خلالها الكشف الطبي على ألفين و689 مريضا، كما تم تحويل 71 مريضا كانوا يحتاجون إلى تدخل جراحي إلى مستشفيات جامعة الأزهر، وكذلك توزيع مبالغ مالية على الأسر الفقيرة، وتوزيع 600 كرتونة معبأة بالأدوات المنزلية المختلفة على الأسر المتضررة من السيول.

وسيرت جامعة الأزهر قافلة رابعة إلى مدينتي الداخلة والخارجة بمحافظة الوادي الجديد؛ وقع خلالها الكشف الطبي على 5 آلاف و200 مريض، وتحويل 206 مرضى كانوا يحتاجون إلى تدخل جراحي إلى مستشفيات جامعة الأزهر، وكذلك عقد اختبار فوري لمحو أمية 150 مواطن بالتعاون مع هيئة تعليم الكبار، وتوزيع 1500 كرتونة معبأة بالمواد الغذائية بالإضافة إلى توزيع البطاطين على الأسر الأشد فقرًا، بالإضافة إلى تسليم أجهزة تعويضية على طلاب المعاهد الأزهرية من فاقدي البصر، وتوزيع مبالغ مالية وملابس على المستحقين الفقراء، وإهداء الأطفال العديد من الهدايا القيمة.

وشهدت الجمعة الماضية تسيير قافلة إلى قرية ميت البيضا بمركز الباجور التابع لمحافظة المنوفية، وقع خلالها الكشف الطبي على ألف و750 مريض، وتحويل ما يزيد عن الـ 100 مريض كانوا يحتاجون إلى تدخل جراحي إلى مستشفيات جامعة الأزهر، وتوزيع 600 كرتونة معبأة بالمواد الغذائية وكذلك توزيع عدد من البطاطين، وعقد اختبار فوري لمحو أمية 350 مواطنا بالتعاون مع هيئة تعليم الكبار.

أهداف القوافل
مسئولة لجنة خدمة المجتمع بجامعة الأزهر، أكدت أن الهدف من القوافل هو إبراز دور الجامعة في تنمية المجتمع المحيط بها وتحقيق رسالة الأزهر الشريف في مساندة الدولة من خلال تحقيق العديد من الإنجازات التنموية التي تخدم الجميع؛ مضيفة أن جامعة الأزهر سباقة في خدمة المجتمع في شتى المجالات لا سيما في المجالات الثقافية التنويرية وكذلك المساعدات الخيرية والاجتماعية، وأنها تقوم بدور كبير في مساندة القرى والأسر الأكثر احتياجا وسد بعض حاجاتهم الطبية والخدمات الإنسانية.

السلبيات التي تواجه القوافل
ونوهت «شام» إلى أن القوافل كانت تواجه في بعض الأوقات عدة مشكلات منها: عدم ملائمة القرية المسير إليها القافلة وعدم جاهزيتها، بالإضافة إلى امتناع بعض الجهات الحكومية في عدد من المحافظات عن مساعدة أعضاء القافلة، وكذلك قلة عدد المواطنين الوافدين إلى القوافل، بسبب ذلك الموروث الثقافي الذي يخيل إليهم أن هذه القوافل هدفها الـ «شو الإعلامي» فقط دون تقديم أي خدمات لهم.

مسئولة لجنة خدمة المجتمع وتنمية البيئة بجامعة الأزهر، أكدت أن من ضمن أهداف القوافل المسيرة إلى القرى النائية بشتى محافظات مصر هو عمل استبيان لرصد الأمراض المتوطنة في هذه المناطق، ومن ثم وضع خطة لعلاجها بالتعاون مع الجهات المعنية.
الجريدة الرسمية