رئيس التحرير
عصام كامل

رحلة كيس الدم من ذراع المتبرع إلى جسم المريض.. قاعدة بيانات للمتبرعين بالرقم القومي.. «قائمة سوداء» لمرضى الإيدز.. ولجنة مختصة لإعدام التبرعات الفاسدة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

الحصول على كيس دم آمن وسليم وخال من الفيروسات أمر صعب، وغاية في الخطورة لمنع نقل الأمراض أثناء عملية نقل الدم، خاصة أن آلاف المرضى يحتاجون بصفة مستمرة إلى نقل دم، سواء في أمراض الدم المختلفة أو في العمليات الجراحية الخطيرة وفي الحوادث.


كيس الدم يمر بمراحل متعددة داخل بنوك الدم، ليس كما يظن البعض بسحب الدم من إنسان ونقله لمريض يحتاج إليه.

“فيتو” رصدت رحلة كيس الدم بداية من وخز الإبرة في ذراع المتبرع، حتى حصول المريض على ذلك الدم.

الدكتورة "رانيا عبد القادر" مسئولة بنك الدم بشركة خدمات نقل الدم بالمصل واللقاح روت لــ”فيتو “ رحلة كيس الدم بداية من الحصول على الدم من المتبرع، وحتى تقديمه للمريض، وقالت: يتم التنسيق لحملات لجمع الدم من المتبرعين في الأماكن الأكثر ازدحامًا، وتكون بالجامعات لأن شباب الجامعات هم أكثر فئة مناسبة للتبرع بالدم.

وتبدأ الرحلة من خلال استبيان يملأ بياناته المتبرع، يشمل عدة أسئلة منها إذا ما كان سافر من قبل لأي دولة أو إذا أجرى أي جراحة من قبل أو يحصل على أدوية لأي مرض، ويوجد فريق مكون من فني وطبيب وتمريض لفحص المتبرع، وقياس الضغط والنبض ونسبة الهيموجلوبين بالدم، لأن الأنيميا تمنع التبرع بالدم.

وبعد التأكد ما إذا كان المتبرع صالحًا للتبرع بالدم – والحديث لا يزال للدكتورة رانيا- يتم إدخال بياناته على جهاز الكمبيوتر من خلال نظام إلكتروني لتسجيل بيانات المتبرعين، وذلك للتأكد مما إذا كان المتبرع شخصًا يتبرع لأول مرة، أم أنه معتاد التبرع بالدم بالرقم القومي، إضافة إلى أنه في حال وجود مشكلة لديه تمنعه من التبرع من قبل يظهر ذلك على قاعدة البيانات.

مرضى الإيدز
وتابعت: إذا كان مصابًا بأي مرض خاصة الإيدز يتم وضعه على القائمة السوداء وتظهر رسالة على قاعدة البيانات، بأن الشخص لا يصلح للتبرع بالدم، وفي تلك الخطوة يتم منع إهدار كيس دم وسحب الدم من المتبرع بدون فائدة، وإذا وافق النظام الإلكتروني على بيانات المتبرع فيكون صالحًا للتبرع، يلي تلك المرحلة بدء أخذ الدم بواسطة الممرضة من المتبرع مع ملاحظة المتبرع إذا حدث له دوار أو انخفاض ضغطه نتيجة الخوف من الوخز بالإبرة، يتم وقف التبرع في تلك الحالة.

وواصلت حديثها: "بعد الحصول على أكياس الدم يتم سحب عينة من الكيس في أنبوبة مخصص لفحص عينة الدم ضد أمراض نقل الدم، ويتم وضع باركود خاص بالعينة وكيس الدم للمتبرع".

باركود خاص
وأضافت:" وكل متبرع له باركود خاص به على النظام الإلكتروني، وداخل بنك الدم تذهب أكياس الدم إلى وحدة فصل مكونات الدم ما إلى أكياس دم مكدسة، وبلازما، وكرايو، والعينات تذهب إلى معامل الفحص ضد الفيروسات والأمراض منها الالتهاب الكبدي بي وسي والإيدز والزهري".

كما أوضحت أنه “في المعمل بعد فحص العينات يوضح جهاز فحص عينات الدم إذا كانت نتيجة العينة سليمة أم غير سليمة، ويتم إدخال تلك البيانات إلكترونيًا وتظهر على الشاشة وربطها بالباركود الخاص بالعينة وكيس الدم".

وقالت:" ثم يتم فصل أكياس الدم وفقًا لنتائج العينات، والأكياس التي يثبت أنها غير صالحة، يتم تحريزها في مكان مختلف عن المكان الذي توضع فيه أكياس الدم السليمة، بعد التأكد من أنها خالية من أية أمراض أو فيروسات، ثم تخرج إلى منفذ بيع أكياس الدم مدون عليه تاريخ الصلاحية، والذي يبدأ من تاريخ التبرع وسحب العينة فترة تمتد 35 يومًا، وبعض بنوك الدم تضع تاريخ صلاحية 42 يومًا".

وأضافت مسئولة بنك الدم، أكملت: "خلال تلك الفترة المتبرع يتم التواصل مع المتبرع لمعرفة نتيجة تحليل عينات الدم، فإذا كانت سليمة يطمئن على صحته وإذا لم تكن سليمة وبها فيروسات كبد يتم إعطائه نتيجة التحاليل، وتوجيهه إلى طبيب أمراض باطنة للمتابعة وبدء إجراءات العلاج وإجراء تحاليل كمية لفيروسات الكبد".

وأشارت إلى أن أكياس الدم التي يثبت أنها تحتوي على فيروس الأيدز لها تعامل مختلف، حيث ترسل تلك العينات إلى المعامل المركزية لوزارة الصحة لإجراء تحاليل عليها، واختبار تأكيدي للإصابة بالايدز، وترسل المعامل المركزية لبنك الدم نتيجة التحاليل، وإذا كان الشخص تأكد إصابته بالإيدز يوضع على قائمة سوداء “البلاك ليست” لمنع تبرعه مرة أخرى، بينما الأكياس غير الصالحة توضع في ثلاجة الإعدام، وهناك لجنة مختصة تتابع كل أسبوع أكياس الدم التي يتم إعدامها أيضًا بالباركود الخاص بها.

فصائل الدم
وأضافت: "في وحدة صرف أكياس الدم يتم ترتيبها وفقًا لفصائل الدم المختلفة a، b، ab، o في ثلاجات حفظ الدم، ويأتي المريض بخطاب من المستشفى أو طبيب بعدد أكياس الدم التي يحتاجها المريض ونوع الفصيلة، ولا يحصل المريض على كيس الدم مباشرة بل توجد رحلة أخرى يبدأها المريض، وهى أخذ بيانات المريض والحصول على عينة دم من المريض بواسطة الطبيب الموجود في منفذ صرف أكياس الدم، ويدخل معمل التوافق لبحث توافق عينة الدم الخاصة بالمريض مع الفصيلة الموجودة بالأكياس ببنك الدم".

وقالت: "ويعد الطبيب نموذجًا آخرًا وهو نموذج صرف كيس الدم، وأحيانًا يجري اختبار التوافق على مئات أكياس الدم، حتى يجد كيس دم يتوافق مع عينة دم المريض، وعند التوافق يتم صرف الكيس للمريض بمبلغ مالي، ويسجل الباركود الخاص بالكيس وبياناته على قاعدة بيانات وربطه ببيانات المريض الذي حصل على كيس الدم، مع الأخذ في الاعتبار أن بحث توافق العينة يتراوح ما بين ساعة إلى ساعة ونصف الساعة".

وأضافت: "نسبة حدوث الخطأ واردة لكن كل مرحلة من المراحل السابقة تراجع على المرحلة السابقة لها، وإذا حدث أقل خطأ يتم اكتشافه، وكل مرحلة تجرى مرتين إلكترونيًا وورقيًا بالتوازي لضمان سلامة الدم".

نقلا عن العدد الورقي
الجريدة الرسمية