رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فكري أباظة يكتب: عجائب الرقص والنط

فكرى أباظة
فكرى أباظة

في جريدة «الأهرام» عام 1920 كتب فكرى أباظة مقالا قال فيه:

أصدرت وزارة المواصلات أمرها لمصلحة السكة الحديد بعدم توظيف أي إنجليزي لديها إلا بعد صدور قرار خاص بذلك من مجلس الوزراء.


ويبدو أن الحكومة بدأت تستيقظ من سباتها العميق.. لكن بعد خراب بصرة، فقد جاء هذا القرار في ظروف يبذل الإنجليز فيها جهدهم لاستمالة المصريين بعد ثورة 1919 ليتمكن الاحتلال بعد ذلك من البلاد.

رجعت بذاكرتي إلى الوراء فصادفت عجائب ومدهشات، ففى "لوندرا" ــــ لندن حاليًا ــــ عاصمة إنجلترا قومسيون طبى يشرف عليه الدكتور أكلند ومهمته الكشف على راغبي التوظف في مصر من الشبان الإنجليز..

وهذا إن دل على شيء يدل على كثرة عدد الراغبين من الإنجليز للالتحاق بالعمل في الحكومة المصرية، وقد تقدم في أقل من شهر عام 1918 أكثر من 1330 شابًا إنجليزيًا يرغبون في العمل في مصر، ونجح الجميع في الكشف الطبى نجاحًا هائلا، مما اضطر الحكومة المصرية إلى خلق أقسام جديدة في مصالحها ليتربع على كرسى الرئاسة فيها الوفد القادم من إنجلترا.

وقد هبطت علي من السماء شهادة من أحد الموظفين الإنجليز الرؤساء بوزارة الأشغال.

كان هناك إنجليزي يدرس في كلية آرمسترونج نيو كاسيل بإنجلترا ومعه في نفس الكلية طالبان مصريان، وتخرج المصريان ونالا شهادة الهندسة، لكن ترك الدراسة الطالب الإنجليزي وهو في السنة الثانية.

تقدم الثلاثة للتوظيف في مصلحة واحدة وكانت النتيجة أن عين الإنجليزي خريج السنة الثانية رئيسا على المصريين المنكسرين الحائزين على الشهادة النهائية في الهندسة.

وظيفة جناب الإنجليزي مدير أعمال براتي 360 جنيها وستزيد في أبريل إلى 430 جنيها وكل إمكانياته أنه ميال للفلسفة يشترك في ألعاب النط والصيد والرقص على كل الجبهات.

بالله عليكم أيعقل ذلك أن العقل والعدل والفرص المتاحة، كيف يحدث ذلك والإنجليز يدعون في كل مناسبة أنهم جاءوا إلى مصر لترقيتها.
Advertisements
الجريدة الرسمية