رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. بشير المعروف «صائم عن الكلام منذ 25 عامًا».. فقيه السودان يختار الامتناع عن الكلام بدون أسباب.. تخرج في السوربون الفرنسية.. ويجيب على الأسئلة بالورقة والقلم

فيتو
18 حجم الخط

«لسانك أسد، إن لم تحبسه افترسك» هكذا قال الشيخ بشير محمد بشير المعروف بلقب «الشيخ الصامت»، الذي قرر بكامل إرادته الامتناع عن الكلام، ومنذ 25 عامًا مضت لم يتفوه بكلمة واحدة، رغم أنه يجيد الحديث والكلام، وليس لديه مرض يمنعه.


في مطلع التسعينيات، توقف الشيخ بشير عن الكلام بإرادته، ليشكل حالة فريدة من نوعها، وله فلسفته وحكمته الشخصية وراء ذلك، ويتعامل مع الناس عن طريق القلم والورقة، فيرد على أسئلتهم ويحاورهم، ويشارك في ندوات ومؤتمرات ولقاءات تليفزيونية بهذه الطريقة، حسبما ذكرت قناة العربية.

صوم الكلام
وبحسب التقرير الذي بثته القناة فإن «بشير» بالإضافة إلى صومه عن الكلام، فإنه يأكل قليلًا جدًا، حيث درب نفسه على أن يعيش ببضع لقيمات.

وحصل «بشير» على درجة رفيعة من التعليم، فتخرج في جامعة السوربون، التي تعتبر واحدة من أرقى الجامعات الفرنسية المعروفة، كما أنه فقيه وعالم وله العديد من الأتباع والمريدين من المعتقدين بفكره وقيمه، وتعلم اللغات الفرنسية والإسبانية والعبرية.

وتخرج الشيخ بشير الصامت من«السوربون» الفرنسية بشهادة ماجستير في الاقتصاد والعلوم السياسية في عام 1976، وحتى تلك الفترة كان الشيخ كثير المزاح مع معارفه وأصحابه.

الاتجاه للصمت
بعد ذلك تتلمذ على يد الشيخ المعروف عبدالرحيم محمد وقيع الله، والذي يعرف بالشيخ البرعي، وهو معروف لدى جميع أهل السودان، وبعد مرور عدة أعوام، فجأة أصبح لا يتكلم، وصار بعدها يستخدم الورقة والقلم في الردود على الأسئلة.

والرجل متزوج وله أبناء، وقد ولد في عام 1956 بقرية أم سريحة بريفي الرهد، بولاية شمال كردفان، وتعود جذوره لأسرة متدينة، وقد كان جده لأبيه من حفظة القرآن، خلص بحثه في الماجستير الذي جاء بعنوان "الاقتصاد والتداعيات الدولية في القرن الواحد والعشرين" إلى أن الاقتصاد العالمي سينهار ما بين النظرية الاشتراكية والرأسمالية.

الحياة الاجتماعية
يشارك الشيخ الصامت في الأفراح والأتراح والمناسبات الاجتماعية، وقد عمل على بناء مجمع باسمه في مسقط رأسه بأم سريحة، ويقول إنه يطلع بشكل مستمر ويشاهد القنوات الفضائية ويسمع الإذاعات ويقرأ الكتب والصحف والمجلات، ويتابع المسلسلات لكنه "يختار الصالح ويترك الطالح".

فلسفة الصمت
وكتب عن فلسفة الصمت أن بداية الصمت تكون عند نهاية الكلام"، لكن تجربته مع الصمت تظل غامضة، حيث يعتبرها سرًا خاصًا به، وفي علاقته مع الخالق، يرى أنه إذا أراد الله بالإنسان خيرًا أصمته.

أجري تليفزيون السودان في عام 2000 مقابلة تليفزيونية معه، وكان أول لقاء له يجيب فيه عن أسئلة المذيع بالكتابة بالقلم على الورق، بعد أن يسمع السؤال، وهي الطريقة التي يداومها حتى اليوم.
الجريدة الرسمية