رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

6 روايات تتنافس على جائزة البوكر

فيتو

أصدرت، منذ قليل، الجائزة العالمية للرواية العربية بيانا أعلنت فيه القائمة القصيرة المرشحة للدورة العاشرة من الجائزة.

واختارت لجنة تحكيم الجائزة المكونة من خمسة أعضاء هم الروائية الليبية فاطمة الحاجي، والمترجم الفلسطينى صالح علمانى، والمترجمة اليونانية صوفيا فاسالو، والروائية والمصرية سحر الموجى، وبرئاسة الروائية الفلسطينية سحر خليفة، 6 روايات للتنافس على الفوز بالجائزة التي تبلغ قيمتها 50.000 دولار إلى جانب حصول كل رواية من الروايات الست المرشحة على 10000 دولار، وذلك يوم الثلاثاء 25 أبريل 2017.


واشتملت القائمة القصيرة على كل من رواية «السبيليات» للكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، الصادرة عن «نوفا بلس للنشر والتوزيع»:
وتدور أحداثها خلال الحرب الأطول في القرن العشرين وهى «الحرب العراقية الإيرانية» والتي قامت فيها القوات العراقية بدفن مداخل كافة الأنهار المتفرعة عن شط العرب بالتراب.

بما تسبب بمنع الماء عن الوصول إلى غابات النخيل الواقعة على الناحية الغربية من شط العرب. بعد مرور سنوات ذبل النخيل وما عاد مثمرا، وماتت كافة أنواع الأشجار والخضار والفواكه، عدا شريان من الأرض أخضر يمتد من عند شط العرب وحتى حدود الصحراء غربا، في منطقة تدعى «السبيليات».

هذه الرواية تبحث في سبب هذا الشريان الأخضر وسط المساحات الشاسعة للبوار من خلال شخصية امرأة عجوز تتكفل وحدها بضخ الحياة إلى زرع القرية وساكنيها من الجنود.

«زرايب العبيد» لليبية نجوى بن شتوان، الصادرة عن «دار الساقي»: وتتناول الرواية المسكوت عنه من تاريخ العبودية في ليبيا، ذلك التاريخ الأسود الذي ما زالت آثاره ماثلة حتى يومنا الراهن.

تحترق زرايب العبيد، فينكشف كل ما كان خفيّا. تجمع بين السيد محمد والعبدة تعويضة علاقة حب تُعدّ محرمة في عُرف السادة الذين اعتادوا اتخاذ العبدات خليلات. فيرسل الوالد ابنه في تجارة لإبعاده، وتسقي الأم تعويضة سائلا في محاولة لإجهاض جنينها، ثم يتم تزويجها بأحد العبيد.

عند عودة محمد من رحلته يعلم أن أهله قد قتلوا ابنه وأرسلوا حبيبته إلى حيث لا يدري، فيبدأ البحث عنها. "زرايب العبيد" ترفع الغطاء عن المسكوت عنه من تاريخ العبودية في ليبيا، ذلك التاريخ الأسود الذي ما زالت آثاره ماثلة حتى يومنا الراهن.


«أولاد الجيتو- اسمى آدم» للكاتب إلياس خوري، الصادرة عن «دار الآداب»: تروى «أولاد الغيتو - اسمي آدم» محاولة راويها آدم دنون، الفلسطيني الذي هاجر إلى نيويورك، أن يكتب رواية، ومن ثم انتقاله إلى كتابة حكايته الشخصية، فيروي عن طفولته في مدينة اللد التي سقطت عام 1948 وطُرد أغلبية سكانها.

حكاية آدم الذي بقيت أمه مع رضيعها في المدينة هي حكاية الغيتو الفلسطيني الذي أقامه جيش الاحتلال وسيجه بالأسلاك الشائكة. حكاية عن البقاء ومحاولة قراءة صمت الضحية.

«مقتل بائع الكتب» للعراقي سعد محمد رحيم، الصادرة عن «دار ومكتبة سطور»: وتتناول الرواية فكرة موت الثقافة والوعي في العالم العربي ممثلا في موت بائع الورق.

بتكليف من شخص ثري متنفذ، لن يعرّف عن هويته، يصل صحافي متمرس "ماجد بغدادي"، يدفعه الفضول، إلى مدينة بعقوبة 60 كم شمال بغداد، في مهمة استقصائية، لمدة شهرين. كان الاتفاق يقتضي من الصحافي تأليف كتاب يكشف فيه أسرار حياة بائع كتب ورسّام، في السبعين من عمره، وملابسات مقتله، اسمه "محمود المرزوق".

يعقد الصحافي علاقات مع معارف الراحل وأصدقائه، وسيعثر على دفتر دوّن فيه المرزوق بعض يومياته تؤرخ لحياة المدينة منذ اليوم الأول لاحتلال العراق، وعلى رسائل بينه وبين امرأة فرنسية تشتغل موديلا للرسامين اسمها جانيت كانت تربطه بها علاقة حميمة في أثناء لجوئه إلى باريس.

من هذه المصادر وغيرها تتوضح شخصية المرزوق وتبين فصول من حياته المثيرة والمتعرجة، وعلاقاته وصداقاته مع النساء والرجال، وتجربته السياسية القلقة في العراق، ومن ثم في تشيكوسلوفاكيا، وهربه منها إلى فرنسا. وما سيبقى مبهما هو سبب مقتله..


«في غرفة العنكبوت» للمصري محمد عبد النبي، الصادرة عن «دار العين»: يوثق الكاتب فيها قضية شهيرة جرت أحداثها قبل 15 عامًا، حينما تم توجيه اتهامات لعدد من الذكور بتكوين جماعة دينية سرية، «وكالة الله»، وممارسة أفرادها لطقوس جنسية مثلية، فيما عرف إعلاميا وقتها بقضية «كوين بوت».

هاني محفوظ مجرد شخصية متخيلة، ولكنه مستمد من تجربة أكثر من خمسين رجلا تم القبض عليهم في قضية اشتهرت باسم قضية الكوين بوت في القاهرة عام 2001، وصدرت ضدهم أحكام مختلفة، تتراوح ما بين البراءة والسجن لعامين أو ثلاثة.

يخرج هاني بعد حصوله على حكم بالبراءة حطاما إنسانيا، ليبدأ رحلة تعافٍ نفسي طويلة، لا يجد فيها معينا خيرا من الكتابة كل يوم عن كل شيء، بعد أن فقد قدرته على الكلام لأسباب نفسية في أثناء المحاكمة.

«موت صغير» للسعودي محمد حسن علوان، الصادرة عن «دار الساقي»، وفيها يتناول شخصية الصوفي الشهير ابن عربي، ولكن هذه المرة كإنسان من لحم ودم.

رواية «موت صغير» هي سيرة روائية متخيلة لحياة وليّ صوفيّ هو محيي الدين بن عربي منذ ولادته في الأندلس في منتصف القرن السادس الهجري وحتى وفاته في دمشق. تتناول الرواية سيرة حياة زاخرة بالرحيل والسفر من الأندلس غربا وحتى أذربيجان شرقا، مرورا بالمغرب الغربي ومصر والحجاز والشام والعراق وتركيا، يعيش خلالها البطل تجربته الصوفية العميقة التي يحملها داخل روحه القلقة ليؤدي رسالته تحت ظل دول متخيلة ويمرّ بمدن عديدة ويلتقي أشخاصا كثر ويمرّ بأحداث متخيلة وحروب طاحنة ومشاعر مضطربة.

وقالت اللجنة في بيانها عن الأعمال المرشحة للقائمة القصيرة: تفردت رواية "موت صغير" بنبشها لتاريخ شخصية المفكر الصوفي ابن عربي وتقديمها بصورة فنية متميزة، بينما قدّمت رواية "السبيليات" شخصية امرأة استثنائية تصارع ظروف الحرب العبثية وتتولى بمفردها مهمة بعث الحياة في الخراب.

أما رواية "في غرفة العنكبوت" تتحدى سلوكياتوتعطي صوتا لفئة مهمشة وتزيح الستار عن المسكوت عنه. أما رواية "أولاد الغيتو" فهي مقاربة جديدة للنكبة الفلسطينية وتسلط الضوء على التطهير العرقي الذي مارسته العصابات الصهيونية على أهالي اللد والفضائح التي غيّبتها كثرة الأحداث وتراكمها. وتتناول رواية "مقتل بائع الكتب" شخصية تمثّل البُعد الفني والثقافي والإنساني لحضارة العراق في مواجهة الخراب الناجم عن الاحتلال الأمريكي. تُدخل رواية "زرايب العبيد" القارئ للمرة الأولى إلى عالم العبودية وهي منطقة مغيّبة أدبيا في تاريخنا الحديث، من خلال شخصيات إنسانية نابضة بالحياة.

يُذكر أن محمد حسن علوان سبق وأن ترشّح في القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية في عام 2013 عن روايته "القندس" وشارك في الندوة الأولى ورشة إبداع التي أقامتها الجائزة عام 2009 وأشرف على ندوة عام 2016.

كما أن ثلاثة من كتاب القائمة القصيرة لهذا العام سبق وأن ترشحوا في قائمة الجائزة الطويلة وهم: إسماعيل فهد إسماعيل عن رواية "في حضرة العنقاء والخل الوفيّ" عام 2014 وإلياس خوري عن رواية "سينالكول" عام 2013 ومحمد عبد النبي عن "رجوع الشيخ" عام 2013.


يُشار إلى أن القائمة القصيرة للروايات الست قد اُختيرت من بين الروايات ال16 للقائمة الطويلة التي كانت أُعلنت في الشهر الماضي يناير 2017، وهي القائمة التي اُختيرت من 186 رواية مرشحة للجائزة من 19 بلدًا، تم نشرها في الفترة بين يوليو 2015 ويونيو 2016.

علّقت سحر خليفة، رئيسة لجنة التحكيم، قائلة: من بين الكم الهائل من الروايات 186 رواية التي تقدمت للجائزة العالمية للرواية العربية اخترنا ست روايات لما تتميز به من جماليات شكلية من حيث البناء الفني وتطوير الشخصيات وطرح مواضيع حساسة جريئة اجتماعيا تنبش المسكوت عنه وأخرى تتناول أزمات الوضع العربي المعقّد كما تحتفي بالجوانب المضيئة من التراث العربي.

يذكر أنّ الرواية الفائزة بجائزة عام 2016 هي «مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة» لربعي المدهون.

تهدف الجائزة إلى الترويج للرواية العربية على المستوى العالمي، ومن هنا تموّل الجائزة ترجمة الأعمال الفائزة إلى اللغة الإنجليزية. تصدر رواية "مصائر" لربعي المدهون بالإنجليزية في خريف هذا العام عن مطبعة الجامعة الأمريكية بالقاهرة، كما تصدر عن المطبعة خلال هذا العام رواية "يا مريم" لسنان أنطون المرشحة في القائمة القصيرة عام 2013 بعنوان "قربان بغداد المقدس"، ورواية "عناق عند جسر بروكلين" لعز الدين شكري فشير التي وصلت إلى القائمة القصيرة عام 2012.

الجائزة العالمية للرواية العربية جائزة سنوية تختص بمجال الإبداع الروائي باللغة العربية. ترعى الجائزة "مؤسسة جائزة بوكر" في لندن، بينما تقوم "هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة" في الإمارات العربية المتحدة بدعمها ماليًا.
Advertisements
الجريدة الرسمية