رئيس التحرير
عصام كامل

أسامة كمال وزير البترول الأسبق: محظوظ لأنني لم أحتك بالحزب الوطني في عهد مبارك

فيتو


  • لو تم اكتشاف الثروات المعدنية في العهود السابقة لتم بيعها
  • احتكاك المواطن بالأجهزة الإدارية بالدولة يخلق الفساد
  • تصدير المواد الخام للخارج يضر الاقتصاد والأفضل تصنيعه
  • إذا عرض علي منصب وزير البترول سأرشح من يصلح له
  • تصدير الغاز والبترول لا يخدم الوطن وأوقفت بقايا تصدير الغاز أثناء عملي وزيرا دون التعرض لمشكلات


اختفى عن الساحة السياسية بعد تركه منصب وزير البترول في حكومة الدكتور هشام قنديل، أثناء حكم جماعة الإخوان للبلاد، وأيضا لا يزال متحفطا على مشاركته في العمل السياسي لرؤيته أن الأوضاع والجو غير مناسب في الوقت الحالى للمشاركة، يخوض تجربة مع حزب مستقبل وطن لكن أيضا بعيد عن العمل والاختلاط السياسي والذي يتولى أمانة الطاقة فيها، لديه حنكة في التحدث، يطرح رؤيته إذا طلب منه، عانى كثيرا أثناء توليه حقيبة البترول في عهد الإخوان لكنه لم يتوقف عن تقديم رؤيته وأفكاره بعيدا عن السياسة، يقترب من الـ60 عاما لكن لا يزال لديه مزيد من العطاء والخبرة والرؤية والفكر المستنير، تعبيراته ثابته لا ينفعل من موقف أو كلمه، إنه المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق الذي يتحدث لـ "فيتو" في الحوار التالى..

*كيف ترى ثورة 25 يناير وثورة 30 يونيو وما تصوراتك للمستقبل؟
ثورة 25 يناير كانت ضرورة في وسط حالة النفق المظلم الذي كنا نسير فيه، لا توجد عدالة اجتماعية لا توجد حريات كان هناك كبت سياسي هناك محاولات للاستيلاء على السلطة وتوريثها، كلها أمور كانت تستدعى الثورة، وكان هناك حالة من حالات التكويش على البلاد من رجال الأعمال الذين تزاوجوا مع السلطة، فكان لابد من الثورة على هذه الأوضاع الخاطئة وحدثت، لكن جاء من قفز على هذه الثورة وسرقها لحسابه، لخدمة أغراضه فجاءت 30 يونيو تصحيحا لهذا المسار، بعد 30 يونيو هناك محاولات جادة للغاية لإصلاح المسار لكنى أرى أن ألآليات لا تساعد للغاية، وأرى أن النتائج بطيئة، أرى أن كثرة التغيير تقلل فرص النجاح.
نحتاج إلى مجموعة من التشريعات السريعة التي كنا ننتظرها من البرلمان ولم يظهر منها شىء حتى الآن، هل يحتمل أن نتحدث على قانون الاستثمار لمدة عامين ولم يخرج والذي يعد أهم شيئ للاستثمار، هناك دول الظروف السياسية والأمنية أصعب من مصر لكن لديها سياسات استثمارية أفضل، إيرلندا بطبعها بها إضرابات وإرهاب لكنها نجحت بأن تعبر هذه المناطق عن طريق قانون استثمار جيد للغاية، وعلاج الفساد الأول أن تكون مجموعة القوانين والنظم والإجراءات كاشفة وشفافة حتى نمنعه،أبسط شىء نستطيع أن نمنع من خلاله الفساد هو عدم إحتجاك الجمهور بمقدم الخدمة، احتكاك المواطن بالأجهزة الإدارية يخلق الفساد.

*هل تتوقع وجود اكتشافات بترولية جديدة تؤدى إلى الاكتفاء الذاتى؟
لدى خرائط توضح الأماكن التي يمكن استخراج الغاز منها، سواء كانت أماكن منتجة أو أماكن ما زالت تحت البحث والاكتشاف، هناك اكتشافات جديدة لم تأت بإنتاجها حتى الآن، كل ما بحثنا فيه من مساحة مصر من المواد البترولية حتى الآن لا يتجاوز 15% من إجمالى مساجة مصر، وما انتجناه من هذه الابار والحقول لا يتجاوز 30%، نتحدث أن الخير كثير يحتاج إلى جهد وعرق كبير، والبلاد العظمى دائما لاتصدر الغاز والبترول، مثل كوريا واليابان وتستورده، نظرا لأنها تجيد استخدام الثروات الطبيعية التي تستوردها وتحقق منها أعلى قيمة مضافة، أرى أن إنتاج البترول يحتاج لصناعته وليس تصديره.

*كيف ترى أهمية المثلث الذهبى بالصعيد؟
مصر لديها الكثير من الثروات المعدنية، وحتى الآن ومنذ العهود السابقة لم نتخط من 2 إلى 3% من اكتشافات الثروات المعدنية، نظرا لأنه إذا تم اكتشافهم، في العهود السابقة لتم بيعها، اتعشم أن نعمل في المثلث الذهبى وفقا للمعايير الدولية التي تعمل في التنقيب والبحث عن الثروات وأن نحقق منها قيمة مضافة عالية، لابد من العمل وتصنيع المنتجات وليس تصديرها كما يحدث، أتمنى أن لا نصدر المواد الخام ونصنعها في مصر، الثروات المعدنية والبترولية والكهرباء والمياه، تصدير أي مادة خام ضرر للاقتصاد أيا كانت.

*هل عرض عليك وزارة البترول بعد ترك المنصب في عهد الإخوان؟
بعد 30 يونيو أجريت لقاء مع إحدى المحطات الفضائية، سألت في هذا الأمر وقلت لا، ولكن لوعرضت سأرشح من يصلح للمرحلة القادمة، رأيت أن الفترات الماضية لم تكن تتناسب مع رؤيتى وطريقة تفكيرى، لذلك لم أشارك في الحياة السياسية وأعلنت ذلك مرارا وتكرارا، واعتقد أن الأجهزة على علم بهذا لذلك لا يعرضوا على، أريد أن أخدم الوطن والِشأن العام، أريد أن مارس ويشارك الشباب، وخاص أن العمر تقدم بى، وأدخل الآن على الـ60 عاما، نحتاج لوزراء صغار لديهم الكثير للعطاء.

*كيف ترى أداء حكومة المهندس شريف إسماعيل وهل يكفى التعديل أم نحن في حاجة للتغيير الكامل؟
المهندس شريف إسماعيل على المستوى الشخصى زميل عزيز، منذ أكثر من 35 عاما، وكزميل داخل قطاع البترول اجتهد وعمل كثيرا داخل القطاع وكان له بصمات، وتولى رئاسة القطاع الهام في فترة من الفترات.
من الأعمال الصعبة في مصر منصب رئيس الوزراء أو المحافظ، وخاصة في هذا التوقيت، نظرا لانهم لا ينفذوا بأيديهم، ألياتهم هي مجموعة من الآخرين، وهذه المجموعة هو قد لا يعرفهم بصفة شخصية، ترشحهم الأجهزة له، أوقد يكون اعتمد في اختيارهم على أهل ثقة، هو لا يعلم كفاءتهم لأنه لم يعمل معهم على المستوى الشخصى، بالتالى اختياره يكون مليئا بالمخاطر، وقد لايكون الشخص الذي تم ترشيحه للمنصب لديه الخبرة والدراية الكافية، المقابلات الشخصية قد يبلى فيها رئيس الوزراء بلاءا حسنا، وقد يكون عكس ذلك، هل كنا نتوقع أن يقبض على وزير الزراعة بتهمة رشوه.

*ماذا ترى القرارات الاقتصادية الأخيرة من ارتفاع الأسعار وتعويم الجنيه وارتفاع سعر الوقود ولماذا لم تتخذها الحكومات السابقة؟
قرارات صعبة، الإصلاح الاقتصادى ليس مجرد قرارين، رفع أسعار الوقود وتحرير سعر الصرف، الإصلاح الاقتصادى مجموعة من الإجراءات تتزامن مع بعضها على رأسها إجراءات خاصة بالحماية الاجتماعية، فلابد من وجود مجموعة متكاملة من الإجراءات، وما تقوم به الدولة حاليا من المشروعات هو أحد إجراءات الإصلاح الاقتصادى التي تتعلق بإيجاد فرص عمل في وقت يحدث فيه ركود إقتصادى على مستوى العالم، وركود استثمارى بالتحديد في مصر نتيجة التقلبات السياسية.
لابد أن يحدث تشجيع للصناعة الوطنية في ضروريات الحياة، أدوية عيش غذاء مستلزمات الحياة الضرورية، لابد أن يحدث فيها تعميق للتصنيع المحلى، لكننا في حال الاستمرار على الاستيراد مع إنفلات أسعار الدولار وغلاء الأسعار، سيحدث حالة من حالات الفجوات في كل شىء، انفلات أسعار الدواء الملابس الاحذية الطعام، لذلك لابد من اتخاذ مجموعة من الإجراءات، لايتأخر فيها إجراء عن الاخر.

*ماذا ستقدمه لحزب مستقبل وطن بعد توليك لجنة الطاقة بالحزب؟
لدى رؤى لمعالجة بعض الأمور، ومشروعات سريعة، رؤى في الاستثمار كيف نعمل على جذب استثمارات بعيدا عن الدولة، نظرا لأن ميزانية الدولة لا تحتمل الكثير، كيف نسمح للقطاع الخاص وهو يتحمل 75% من الصناعة، كيف ندعمه حتى نعطى له ملف الطاقة الذي أصبح عبئا على الدولة لكى نعطيه الملف لادارته، الدولة لديها ما يكفيها من الطاقة التي تحتاجها في كل أمورها الإستراتيجية، لكن هناك تأثير في حق الصناعة، الدولة تغطى الأمور الإستراتيجية، وأرجح أن تبتعد الدولة عن أمور الطاقة وتتركها للقطاع الخاص لكى ينتج.، لذلك هناك أفكار كثيرة سأقدمها للحزب.

*هل كان لك دور في عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك وهل كنت عضوا بالحزب الوطنى؟
بالصدفة البحتة لم أكن عضوا بالحزب الوطنى نظرا لأنه في هذا التوقيت، كان عملى مدير مشروعات لنائب تخطيط ومشروعات في الشركة القابضة، لرئيس شركة سماد ثم رئيس شركة قابضة، فكانت هذه الظروف جميها لا علاقة لها بالسياسة، بجانب أن مجال البتروكيماويات في هذا الحين لم يكن متواصلا معهم، من حسن الحظ أننى لم يكن لى احتكاك بالحزب الوطنى في عهد مبارك.

*هل أنت مع تصدير الغاز للخارج؟
أنا ضد التصدير أيا كان وزير البترول الذي يتبناه، تصدير البترول والغاز لا يخدم الوطن، كل مالدينا من ثروات يتم الاستفاده منه، وليس تصديره، أنا ضد تصدير أي مادة خام، أثناء تولى وزارة البترول كان هناك بقايا تصدير للغاز وأوقفته، بطرق سلمية دون التعرض لمشكلات مع العملاء.
كان هناك عقود تصدير للأردن وإسبانيا، وإسرائيل تم وقفها قبل أن أتولى الوزارة وكان قرارا صائب، تم فسخ التعاقد، في عهد وزارة المهندس عبد الله غراب نتيجة عدم التزام الشركات الإسرائيلية بالشروط التعاقدية، والشروط التجارية الموجودة في التعاقد.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية