رئيس التحرير
عصام كامل

ترامب في مواجهة طهران


في الولايات المتحدة يقولون إن الدور على إيران.. وفى أوساط الإدارة الأمريكية هناك من يتكلم عن أن ترامب غير أوباما، وإذا كان عهد أوباما قد انتهى وبين طهران وواشنطن اتفاقية، فإن الولايات المتحدة في عهد ترامب سوف تنقلب على إيران، وعلى النظام الإيرانى.. وبسرعة.


منذ أيام، نشرت نيويورك تايمز تقريرًا، بدا منه أن المواجهة في الطريق.. وحسبما يرى خبراء، فإن البداية سوف تكون من عند الحرس الثورى.. والحرس الثورى، هو مركز التحكم في أخطبوط نظام الملالى في إيران.. ولو حدث، ووجه ترامب ضربة إلى هذا المركز، فإنها لن تكون شديدة فقط، إنما أيضًا سوف تكون لها تداعيات في كل من سوريا ولبنان، والعراق، إضافة إلى آثار متوقعة على تركيا.

ما نشرته "نيويورك تايمز"، أشار إليه تقرير لرويترز لكنه كان أكثر اختصارا، وأكثر إجمالا.. سواء هذا أو ذاك، فالنتيجة واحدة.. واضح أن إدارة ترامب في إطلاق بالونات اختبار، تمهيدًا لتحرك بإجراءات تظهر قريبًا على الأرض.

حسب "نيويورك تايمز"، أغلب المستشارين حول ترامب شديدو العدائية لنظام طهران.. ترامب نفسه، فيما يبدو يرى أن الاتفاقية الأمريكية لم تكن عادلة، خصوصًا أن إيران تعمدت خرقها أكثر من مرة، آخرها إطلاق صاروخ باليستى طويل المدى، في تجربة لم تكن ضمن التوقعات.

ترامب "مش ناقص"، بينما النظام الإيرانى، لا يكف عن حك أنفه.

ويبدو أن التجربة الصاروخية الأخيرة، أضافت مزيدا من الحشد داخل البيت الأبيض بحثا عن وسيلة ضد طهران.. زادت عدد الأصوات التي لم تعد راضية عن استمرار الاتفاقية التي أحدثت كل سوء، إضافة إلى تعكير المياه مع الدول الحليفة للولايات المتحدة في الخليج العربى.

حسب النيويورك تايمز، فإن كلا من مايكل فلين، وستيف بنن، وسباستين جوركا المستشارين الثلاثة لأقرب لترامب، بدءوا من جانبهم دفعه في اتجاه إجراءات "أكثر صرامة" ضد إيران.. ولا إجراء أكثر صرامة مع طهران، إلا ويجب أن يبدأ من عند الحرس الثورى.

حسب المعطيات الحالية، فإن الإجراء الأكثر صرامة يعنى تصنيف الحرس الثورى ومنظماته حركات إرهابية، الأمر الذي لو حدث فإنها سيضع نظام طهران في مأزق أكثر شدة من فترة العقوبات التي سبق وفرضتها عليها الأمم المتحدة.

الأسابيع الماضية، بدأ مسئولون في البيت الأبيض يتكلمون عن النشاط الملحوظ للحرس الثورى الإيرانى، في كل من العراق، وسوريا.. بدأت نبرة الدبلوماسية الأمريكية تشير إلى قلق واشنطن من دعم الحرس الثورى لحزب الله في لبنان، والصواريخ التي ينقلها له من على الساحل اللبنانى.

يقول مستشارو ترامب، إن نشاط عناصر للحرس الثورى في دول الجوار، لم يعد مقبولا ولا منطقيا استمراره.

كأن تدخلات الحرس الثوري في دول الجوار حديثة عهد.. أو كأن دعم الحرس الثورى لحزب الله، ووجود عناصره على الأرض في الداخل السورى أمر جديد.

لا هذا جديد، ولا ذاك.. لكن الحديث في هذا الاتجاه يشير إلى قرب ما يسمونه الإجراءات "الصارمة".. لو حدث، ودخلت إدارة ترامب على خط المواجهة، فسيكون إعلان الحرس الثورى منظمة إرهابية له تأثيره الخطير فى طهران إقليميًا ودوليًا.

أول الآثار اقتصادية.. فالحرس الثورى، يهيمن على قطاعات كبيرة في الاقتصاد الإيرانى، وبإدخاله في لائحة الإرهاب، سيشل أنشطته المالية على الأقل في دول الجوار.

إعلان الحرس الثورى "منظمة إرهابية" سيؤثر فى الاستثمارات الخارجية للنظام الإيرانى، ويضربها في مقتل، فالمؤسسات الحاكمة في طهران، تدير إمبراطورية اقتصادية ضخمة، حول العالم، خصوصا في أوروبا.. ولو كانت إدارة ترامب جادة، فالمعنى أن تنسيقا مع أوروبا، سيدفع دولا مثل ألمانيا وفرنسا وبلجيكا إلى وضع حد لصفقات كبيرة مع طهران تحسبا للعقوبات.

واضح أن مستشاري ترامب يعملون على مواجهة من نوع "هادئ" مع طهران، في جولة جديدة، ليس فيها جعجعة، ولا مناوشات دون ضربات قوية مثلما كان يحدث في الماضى.

الحرس الثورى هو الذراع الحديدية لنظام الملالى، تقييد تلك الذراع عمليًا، يعنى الحد من نطاق تصدير الإرهاب الإيرانى إلى دول الجوار، على الأقل في سوريا.. والعراق ولبنان.
wtoughan@hotmail.com
twitter: @wtoughan
الجريدة الرسمية
عاجل