رئيس التحرير
عصام كامل

على ماذا اتفقتا مصر ولبنان في زيارة عون؟


زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون لمصر تبدو كأنها زيارة بروتوكولية لسلسلة جولات يقوم بها الرئيس اللبناني، إلا أنها اكتسبت طابعًا خاصًا.. فهناك الكثير من التفاهمات بين مصر ولبنان التي تم تأكيدها.. من بين هذه الاتفاقات الحل السياسي في سوريا.. فمصر ولبنان يتفقان على ضرورة إنهاء الصراع في سوريا بشكل سياسي. كما اتفقتا على ضرورة محاربة الإرهاب، وأن مصر ستواصل دعم الجيش اللبناني.


تأكيد عروبة لبنان واستقلاله هو ما حاول تأكيده الرئيس ميشال عون، رغم صعوبة التكهن بضمان ذلك في ظل وجود سلاح حزب الله الذي سعى الرئيس ميشال عون إلى تشريعه، هذه النقطة تحديدًا تبدو مجال خلاف، فمن الصعب أن تقبل مصر بفكرة أن يكون هناك سلاحًا خارج سلطة الدولة، السي إن إن ركزت على دفاع الرئيس اللبناني ميشال عون عن حزب الله.. ومن الأكيد أن هذا الموضوع فتح نقاشات حول الدور الإيراني في المنطقة والتخوفات العربية منه، وانعاكسات وجود رئيس جديد في البيت الأبيض.

هناك الكثير من النقاط التي لم يتم الإشارة إليها بشكل دقيق، فرغم التقاء الجانبين المصري واللبناني في مباحثات موسعة شملت وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، ووزير المالية على حسن خليل، ووزير الداخلية نهاد المشنوق، فإن الأكيد أن التركيز كان على التعاون الأمني والاستخباراتي، وهو ما ظهر من توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي في استقبال أعداد إضافية من الضباط اللبنانيين في المعاهد العسكرية المصرية للمشاركة في الدورات التدريبية، وفقًا لما جاء بصحيفة النهار اللبنانية..

لم تتطرق الاتفاقات بين الجانبين المصري واللبناني إلى مشروعات محددة، والواضح أن اللقاء المصري- اللبناني جاء استكشافيًا ولكنه لم يتضمن قرارات أو اتفاقات اقتصادية، فلبنان هي إحدى الدول المهمة للمنتجات الزراعية المصرية وفي مقدمتها البطاطس، والبطيخ، والمانجو.. وكلها منتجات يبحث عنها اللبنانيون في لبنان.

رغم بروتكولية الزيارة، فإنها مهمة لأنها تعطي رسالة للدولة العربية أن مصر ولبنان متفقان على ما تختلف عليه مصر مع بعض الدول العربية، وأن مصر سيكون لها أدوار ومساهمات قادمة في أي صراعات قادمة في لبنان وهو ما يعني استعادة مصر الملف اللبناني الذي كان في يد قطر والسعودية من قبل.
الجريدة الرسمية