رئيس التحرير
عصام كامل

خبراء يكشفون أسباب سحب السفير الإسرائيلي من مصر.. إدانة الاستيطان الأبرز.. ترويج أكاذيب عن الوضع الأمني.. إثارة ذعر السفارات الأجنبية.. استهداف الاقتصاد المصري.. وتليفزيون تل أبيب: خلاف مع السيسي

سحب السفير الإسرائيلي
سحب السفير الإسرائيلي بالقاهرة، ديفيد جوفرين

القاعدة التي وضعتها إسرائيل منذ نشأتها هى أن قوة مصر يعني زوالها، لذا فهى لا تريد لبلادنا خيرًا، ومهما حاولت أن تصطنع مظاهر الحب والتودد إلى مصر، فالضغينة التي تحملها للبلاد تتكشف، وكان آخر المواقف المثيرة للريبة من جانب إسرائيل تجاه مصر، هو قرار سحب السفير الإسرائيلي بالقاهرة "ديفيد جوفرين"، بزعم وجود مخاطر أمنية على حياته.


سحب السفير
اللافت للنظر أن سحب السفير تم قبل ثلاثة شهور، ولم تعلن إسرائيل عن الخبر سوى، أمس، وزعمت مصادر أمنية إسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن سفير تل أبيب في القاهرة، والطاقم الدبلوماسي الإسرائيلي تم سحبهم من مصر لأسباب أمنية، ولذلك اضطرت إسرائيل لإعادتهم إلى البلاد بعملية سرية.

وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن الخطوة جاءت في أعقاب العملية الإرهابية في الكنيسة البطرسية في القاهرة، والتي أسفرت عن مقتل 25 شخصًا، وتحمل مسئوليتها تنظيم داعش.

ترويج أكاذيب عن الوضع الأمني
الدكتور "منصور عبد الوهاب" الخبير في الشئون الإسرائيلية، أكد أن حديث إسرائيل عن أن سحب السفير جاء لاعتبارات أمنية، يعد ضمن سلسلة من الأكاذيب الإسرائيلية التي تحاول ترويجها حول الحالة الأمنية في مصر، لافتًا إلى أنه لن يسبق أن حدث اعتداء على بعثة دبلوماسية أو سفير دولة أجنبية في مصر، قبل ذلك، مشيرًا إلى أن الوضع الأمني في مصر مستقر وتأمين البعثات الدبلوماسية يسير على أعلى مستوى.

قرار إدانة الاستيطان
الباحث، عمرو زكريا، الخبير في الشئون الإسرائيلي، أوضح أنه إذا رجعنا إلى الفترة التي تم فيها سحب السفير وأعضاء طاقم السفارة؛ لوجدنا أنها نفس الفترة التي قدمت مصر فيها مشروع قرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي في مجلس الأمن، وصدر القرار، يوم الجمعة الموافق 23 ديسمبر 2016 برقم 2334، بأغلبية 14 صوتًا وامتناع الولايات المتحدة (إدارة الرئيس أوباما قبل الرحيل) لأمكننا فهم الوضع.
وأضاف زكريا: "أنا في تصوري الخاص أن إسرائيل قامت بسحب طاقم السفارة احتجاجًا على الدور الذي قامت به مصر في إصدار هذا القرار، والذي كان من المفترض أن تقدمه هى ثم سحبته بعد ضغوط، فقدمته كل من نيوزلنده، وماليزيا، وفنزوريلا، والسنغال، ويؤكد القرار على عدم شرعية الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية".

عقوبات سياسية
وتابع: "وشاهدنا جميعًا كيف استشاطت إسرائيل غضبًا وعاقبت الدول التي قدمت القرار بسحب سفرائها من هذه الدول، وفرض عقوبات سياسية من تقليص التمثيل الدبلوماسي والزيارات الإسرائيلية من هذه الدول وإليها، كما عاقبت الشعب الفلسطيني بالتصديق على بناء المزيد من المستوطنات (خمسة آلاف وحدة استيطانية)، وانتظرت حينها لأرى ماذا ستفعل إسرائيل مع مصر، التي بادرت في البداية بتقديم القرار ثم سحبته، فهل ستستدعي السفير حازم خيرت أم ستسحب سفيرها من القاهرة؟ فكان الخيار الثاني لكنها لم تعلن عن السحب أو سببه في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في محاولة منها لعدم إظهار وجود خلاف بين الدولتين، وهو ما سيدعم مصر عربيًا وإسلاميًا.

زكريا أكمل حديثه قائلًا: "إذا كانت هناك تهديدات حقيقية بالفعل فلماذا لم يبلغوا الجانب المصري بها؟ فإذا كان هناك تعاونًا أمنيًا في مكافحة الإرهاب في سيناء، على حد زعمهم، فأين هذا التعاون والتنسيق في القاهرة؟؟!!.

إثارة ذعر السفارات الأجنبية
وأردف: "أنا لا أرى أن تسريب إسرائيل الآن لهذا الخبر سوى وسيلة لابتزاز الحكومة المصرية وإدارتها لوقوفها الدائم مع القضية الفلسطينية، حتى مع وجود الانقسام الفلسطيني ومعاناة مصر من الإرهاب المتسلل من قطاع غزة، إلا أن كل ذلك لم يثنيها عن القيام بدورها الدولي والإقليمي لمساندة حقوق الشعب الفلسطيني، فقامت بتسريب الخبر الآن، لأنها تعلم أنه سيحدث ذعرًا بين السفارات الأجنبية العاملة في القاهرة، وكذلك لدى رعاياها".

استهداف الاقتصاد المصري
وقال زكريا: "أعيب على الدور المصري الذي لم يحاول من البداية إظهار سبب رحيل طاقم السفارة منذ البداية، وإيضاح إذا ما كانت هناك أسباب لذلك وما هى؟ وإذا ما كان هناك تهديدات أمنية بالفعل أم لا؟ وجميعنا نعلم أن السفارة وأعضائها في استهداف دائم وهم يعلمون ذلك، لكنهم يحصلون في نفس الوقت على حماية وحراسة لا يحصل عليها وزير الداخلية المصري نفسه، فالسبب إذن واضح وجلي للأعمى والبصير، هو محاولة للتأثير على الاقتصاد المصري بعد بداية التحسن الملحوظ في أسعار الدولار في الآونة الأخيرة، والعودة المرتقبة للسياحة الروسية".

وختم حديثه قائلًا: "مثل هذا الخبر سيثير الذعر بين البعثات الديبلوماسية الأجنبية العاملة في القاهرة، وهم يعلمون جيدًا الهوس الأمني الإسرائيلي وسيصدقون هذه اللعبة، مما قد يدعوهم إلى اتخاذ قرارات مشابهة، وفي نفس الوقت لا يستطيع أحد اتهام إسرائيل بشكل مباشر، لأنها لم تكن هى التي نشرت الخبر لكن "التليجراف" البريطانية، ويستمر الإعلام الإسرائيلي في التهييج والإثارة وهو عامل نفسه من بنها".

خلاف نتنياهو والسيسي
من جهة أخرى، زعمت مصادر بالتليفزيون الإسرائيلي أن سبب سحب إسرائيل لسفيرها في القاهرة، ديفيد جوفرين، هو خلاف بين رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، والرئيس عبد الفتاح السيسي.

وذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية، أن نتنياهو سحب السفير للتعبير عن غضبه من التقارب بين مصر وحماس، مضيفةً أن هناك سببًا آخرًا وهو خلافات الرأي بين البلدين، حول تأييد مصر لقرار إدانة الاستيطان في مجلس الأمن.

كان جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" زعم أن طاقم السفارة الإسرائيلية بالقاهرة لن يعود إلى الأراضي المصرية لاعتبارات أمنية.
الجريدة الرسمية