رئيس التحرير
عصام كامل

مشانق «الأسد» تكشف تحيز الإعلام


عندما انتشر تقرير منظمة العفو الدولية عن الإعدامات الجماعية بسجن صيدنايا بسوريا، والتي طالت 13 ألف معارض سوري مدني، بحثت عن الخبر على موقع القنوات الموالية للنظام السوري وفي نشرات الأخبار الخاصة بها فلم أجده.


منظمة العفو الدولية استندت في تقريرها إلى تقرير معمق أجرته على مدى سنة من ديسمبر 2015 إلى ديسمبر 2016، وتضمن مقابلات مع 84 شاهدًا، بينهم حراس سابقون في السجن ومسئولون ومعتقلون وقضاة ومحامون، بالإضافة إلى خبراء دوليين ومحليين حول مسائل الاعتقال في سوريا.

لم يكن تجاهل الخبر غريبًا من أعلام يدافع عن رئيس سوريا، فالحديث عن سوريا الموحدة والحرص على عدم تقسيمها لم يكن ليمنع الإعلام الذي يطلق عليه جمهوره بالإعلام "الشريف" أن يشير إلى التقرير ثم يفند ويجادل في حقيقة الإعدامات الجماعية، ولكن لأن التقرير يبدو صحيحًا فإن القنوات الموالية للرئيس بشار فضلت أن تتجاهله، وكيف لا وجماهيرها تتعاطى هذا الإعلام بشكل يومي، تعبير التعاطي هنا ليست مبالغة، وكل ما عليك أن تفعله أن تسافر إلى لبنان والعراق لتعرف أن هناك مناطق تشاهد الإعلام الموالي للأسد على مدى الـ 24 ساعة ولا تغيره لأنها تعتقد أن كل ما غير ذلك كذب وتضليل.

عندما تناقش أيا من جماهير القنوات الموالية لبشار سيقولون لك إن بشار الأسد مغفور له، مغفور له، وإن القضية الكبرى هي قضية فلسطين، لكم أن تتخيلوا أن الفكرة السائدة في الإعلام الموالي لبشار الأسد أنه إذا كانت القضية الكبرى هي فلسطين، فإن الحفاظ على سوريا "الأسد" الداعمة قضية فلسطين هو جزء من الحفاظ على القضية الفلسطينية.

التغطية الإخبارية المكثفة للتطورات في القضية الفلسطينية صاحبها تغطية لأزمة تشكيل الحكومة المغربية، مع تجاهل للإعدامات الجماعية لبشار الأسد.

الحقيقة التي يجب المشاهدون والقراء أن يعرفوها هو أنه لا يوجد إعلام موضوعي، الإعلام كله موجه لأنه يعبر عن عقيدة معينة، أو توجه سياسي، أو إطار حزبي، أو حتى الأفكار الشخصية لملاك القناة.

فالقنوات التليفزيونية –وهي إذا أمكن لي الاستعانة بأفكار الكاتب لينين الرملي– وسائل مرئية "مبصرة" ولكنها فاقدة البصيرة، والجمهور يعرف الحقيقة بقدر ما لدى هذه القنوات من بصيرة، وضمير إنساني.

الجريدة الرسمية