رئيس التحرير
عصام كامل

24 صورة تتحدث عن «عرس دميانة» آخر شهداء البطرسية

فيتو

أجراس وطبول، زغاريد وبخور، دموع على فراق الزهور، أسماء مكتوبة بالنور، في سنكسار الشهداء بالكنيسة القبطية، هكذا نطقت أروقة الكنيسة البطرسية، خلال استقبال جثمان الشهيدة 29، دميانة أمير فيكتور، آخر شهداء حادث التفجير الأثيم، حتى الآن.


وتأخرت الشهيدة عن الانضمام لصفوف رفاقها طوال 55 يوما، فاستقبلها الكشافة بطبول الجنازات والمارشات، وزميلاتها بالدموع والصيحات، وأسرتها بالورود والريحان، والكنيسة التي ذهبت إليها في 11 سبتمبر الماضي؛ لتصلي، فطالتها يد الغدر والإرهاب.

وفى تابوت أبيض، وضعوا جثمانها، الذي استقبل نيران الإرهاب دون كلل، وخضعت في المستشفى العسكري طيلة أيام؛ ليحاولوا إنقاذها، ولكن يبدو أنها أرادت عدم البقاء على أرض الأتعاب والأحزان؛ لتذهب روحها لخالقها، الذي كانت تركع تناجيه قبل الحادث بلحظات.

مزيج عجيب، ما بين المرارة والفرح، ساد أرجاء الكنيسة البطرسية في صلاة الوداع لجثمان آخر شهدائها، حتى اللحظة، أطفال تنوح وأمهات تبكي، وأسر الشهداء يرتدون الأبيض، والمكرسة صاحبة الصورة الشهيرة، خلال الحادث تواسي أهالي الشهداء.

ابنة الرابعة عشر، التي أوجعت القلوب، وجددت جرح الحادث الذي اختطف 27 شهيدا سابقين، بالإضافة للحارس الأمين الذي حاول ملاحقة الإرهابي قبل التفجير، فذهب للقاء القديسين والشهداء.

وقاد الصلوات العديد من الأساقفة؛ أبرزهم الأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس، والأنبا مارتيروس أسقف عام شرق السكة الحديد، والأنبا أرميا الأسقف العام، وآخرون، وتحول الوداع لما يشبه زفة العروس إلى عريسها.

ونقلت مصادر لـ«فيتو» إرسال البابا والأساقفة والكهنة تعازيهم لأسرة الشهيدة دميانة أمير، التي وافتها المنية أمس؛ متأثرة بجراحها، على خلفية تفجير الكنيسة البطرسية.

وقال المصدر: إن الشهيدة الصغيرة رحلت إلى الفردوس، واستقبلها الشهداء هناك، ولا شك أنه كان لقاءً مفرحًا لدميانة، بعدما دخلت إلى فردوس النعيم والسلام السمائي، والفرح الذي لا ينتهي.

وأضاف: إننا نودعها للسماء، ورسالتها لنا كانت مفادها: «عيشوا كما عشت، وارتبطوا بالرب كما ارتبطت، وتقول لنا الرب أعطاني بركة كبيرة، فالشهداء في الصفوف الأولى».

وتابع: إن السماء ونعيمها أعدت للمؤمنين، صارت دميانة شفيعة لنا ونموذجا، وتقول لنا: عيشوا بحياة البر، ومهما كانت النهاية فهناك حياة أبدية.

وأضاف: رغم الألم هناك فرح وتعزية في السماء، وأتصور الشهيدة دميانة الكبيرة أحد الشهداء القدماء بالكنيسة وهي تحتضن دميانة الصغيرة، حيث حضرة الله والقديسين والقديسات.

واستطرد: إننا نتطلع لمشهد دخولها للسماء بلا حزن أو كآبة، وهي تقول لنا: ما تزعلوش عليا، أنا وصلت، واستعدوا وخليكم أمناء وجاهزين للسماء.
الجريدة الرسمية