رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أحمد راسم النفيس: إبلاغ السلفيين عن كتب الشيعة بمعرض الكتاب تصرف معتوه

فيتو


  • تنهال عليّ العروض لمغادرة مصر وأرفضها جميعا
  • رأس الإمام الحسين موجودة في مصر
  • أتباع السلفية الوهابية يحرضون ضد الشيعة للحصول على التمويل السعودي
  • زوال الدولة الفاطمية أعاد الحكم الإسلامي للوراء ألف عام
  • شعار الدولة العلمانية أكذوبة.. وأوروبا نفسها لا تطبقه
  • العالم الإسلامي يعاني من أزمة التنظير
  • الوهابيون يكفرون كل من يخالفهم سواء كانوا سنة أو شيعة
  • الشيعة محاصرون في مصر.. وتمت إحالتي للتأديب بدعوى سفرى بدون إذن
  • كنت أسعى لتكوين حزب شيعي لكن الضغوط الأمنية أجهضت الفكرة

حاوره: عصام هادي

اتهامات عديدة أصبحت توجه إلى شيعة مصر منها تنفيذ مخطط للاختراق الشيعي لمصر من خلال تلقى تمويلات من إيران واستخدام الأموال الإيرانية في إغراء بعض ضعاف النفوس للتشيع، ولعل ظهور العديد من الكتب الشيعية في معرض الكتاب الدولي كشف عن أن هناك غزوا فكريا أيضا، وهو ما دفع السلفيين لمحاربتها ومنع تداولها.
"صالون فيتو" استضاف الدكتور أحمد راسم النفيس، الناشط الشيعي، وأشهر من تحول عن المذهب السني ليصبح أحد زعامات الشيعة المصريين بعد أن كان عضوا بجماعة الإخوان الإرهابية طوال 9 سنوات، في حوار كشف فيه عن العديد من الأسرار:



* كيف ترى مشكلة العالم الإسلامي الآن وهل هي عقائدية أم فكرية؟
العالم الإسلامي ككل يعيش أزمة تنظير في كل شيء وهناك شعارات تطلق تفتقد للمصداقية ضد شيعة مصر، ومن هذه الشعارات فصل الدين عن السياسة، وهو أمر غير معمول به حتى في الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، بالإضافة إلى شعار الدولة العلمانية، وهذه أكذوبة أخرى لأن أوروبا نفسها لا تعمل به، وإن كانت الكنيسة تراجعت عن فكرة الحكم المباشر نتيجة الضغوط التي تعرضت لها من الحركة البروتستانتية التي قلصت نفوذ الكنيسة الكاثوليكية في الغرب، والهدف من ذلك كان التمهيد لإقامة إسرائيل وتخفيف العداء تجاه إسرائيل الناتج عن تحميل الكنيسة الكاثوليكية لليهود مسئولية دم المسيح علية السلام.

* توجهون دائما الاتهامات إلى المملكة العربية السعودية بأنها وراء الهجوم السلفي على الشيعة لماذا؟
السعودية كفّرت كل من لا ينتمي للوهابية سواء كانوا سنة أو شيعة، وبالتالي يظهر الدعم السعودي للجماعات السلفية التي تنتهج نهج العداء لكل من يخالف الوهابية، وهو الأمر الذي يجعل بعضهم يتصور أن محمد بن عبد الوهاب نبي التوحيد الجديد والذي وضع أساس الخطاب التكفيري الذي ينهجه تنظيم داعش.

* وما هو تعليقك على محاولات بعض السلفيين منع الكتب الشيعية من معرض الكتاب؟
قيام بعض المنتمين للتيار السلفي، الذين يطلقون على أنفسهم «ائتلاف الصحب»، بالبحث عن كتب الشيعة في معرض الكتاب والإبلاغ عنها؛ لمنع عرضها هي تصرفات معتوهة ومصادرة لحرية الفكر، وبالتالي منع أي كتاب من المعرض أمر يعد فضيحة، خاصة كتاب نهج البلاغة، كتاب الإمام على رضي الله عنه، والذي شرحه الشيخ محمد عبده، مفتي الديار المصرية السابق، وبالتالي أتباع السلفية الوهابية لا يتراجعون عن أسلوب التحريض ضد الشيعة في مصر، من أجل الحصول على التمويل السعودي، مستغلين الظروف الحالية التي تمر بها الدولة، فأين دور وزير الثقافة؟! وللأسف الدولة تنصاع للسعودية، وكانت هناك حملة ضدنا في 2009 وكان من أهم معالمها اعتقال الشيخ حسن شحاتة، في نفس الوقت نظمت حملة ضدنا في المغرب أيضا، وبتحريض سعودي، وأخيرا كانت كتب معرض الكتاب، وهذا ضد حرية الفكر.

* وما رأيك في المشكلة المثارة حاليا وهي قضية الطلاق الشفوي؟
المذاهب الأربعة جعلت الطلاق حقا مطلقا للرجل، وله شروط أولها أن يطلقها الرجل في طهر لم يجامعها فيه، وأن يكون هناك شهود، وألا يكون في حالة غضب، وأنا أرى تطبيق الشروط التي حددها الأئمة الأربعة.

* هناك تخوفات من التقارب مع إيران نتيجة الخلافات بينها وبين دول الخليج، ما رأيك؟
للأسف الشديد قرار مصر السياسي مرتبط بدول الخليج الذي تحركه وتتحكم فيه السعودية، وهناك ضغوط تمت ممارستها على الرئيس الأسبق مبارك لمنع إقامة علاقات مع إيران، وما زالت الضغوط مستمرة، وهناك محاولات تمت، وجميعها طيبة، وتهدف إلى لم الشمل إلا أن حدوثها صعب لوجود الفكر الوهابي المتحكم في مجريات الأمور، ويرفض كافة التحركات التي تنادي بتقريب وجهات النظر، ويجدون أن الحل في القضاء على كل ما هو شيعي.
وفي الدولة الفاطمية كان هناك تقارب بين السنة والشيعة، والحاكم بأمر الله كان له وثيقة رائعة في هذا الشأن، وعندما أتذكر الدولة الفاطمية أبكى على مصر؛ لأن زوالها تسبب في عودة الحكم الإسلامي للوراء ألف عام.

* هل تعتقد أن الشيعة في مصر يتعرضون للحصار؟
هذا صحيح وواضح، فنحن نعتقل منذ عام 87 دون دليل على ارتكابنا أعمال قتل أو تخريب أو حد أدنى من الكراهية لأحد، ومع ذلك فنحن نريد أن نعرف ماذا استفادت مصر من العداء مع الشيعة والتنكر لما قدمه الشيعة للمنطقة ككل في عهد الفاطميين، ولماذا يقول سامح شكري لا نذهب إلى إيران حتى لا نغضب السعودية، وفي 2014 حاول الإخوان قتلي ومحاولة الاغتيال نفذت عام 2011 وتلا ذلك تهديدات واضحة من الجماعة أثناء وجودها في الحكم عامي 2012 و 2013. 

* هل هناك مضايقات إدارية وأمنية تعرضت لها بسبب كونك شيعيا؟
نعم كثيرا، فأنا محال لمكتب تأديب بالجامعة بتهمة عدم حصولي على إذن بالسفر إلى العراق، رغم أن القانون ليس به نص بهذا الشأن، ولا أستطيع السفر، حيث تم منعي بالمطار، وأغلقت عيادتي بعد تسليط الضرائب ضدي والقوى العاملة، ورغم ذلك لم أفكر في مغادرة مصر؛ لأنها جزء من ذاتي، وهذا له تفسير أبعد من الفكر الثقافي، فوجودي لا جدال فيه رغم الظلم والكراهية التي أتعرض لها في وقت تنهال فيه عليَّ العروض لمغادرة مصر، ولكني أرفضها جميعا.

* السلفيون يرون أن رأس الإمام الحسين ليست في مصر، وأن ما يردده الشيعة والصوفية أـكاذيب، فما قولك؟
هم من يروجون الأكاذيب، فرأس الإمام الحسين رضي الله عنه موجودة في مصر بعد مقتله في كربلاء، ونقل رأسه إلى عسقلان وهذا ما كتبه المقريزي، وذكره كتاب المساجد، ثم تم نقله من عسقلان إلى مصر وموجود بمسجده الحالي، وهناك علماء أكدوا ذلك.

* وما قولك فيما يردده السلفيون بأن الشيعة يمثلون خطرا على مصر؟
هذا الكلام فارغ، فهم يكفرون الناس ويصفونهم بالإلحاد، بدليل أنهم يقولون إن كتاب نهج البلاغة يسب صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا غير صحيح، فكثير من المفكرين المصريين يدركون أن مصر سنية المذهب وشيعية الهوى، وأنا شيعى على مذهب الاثني عشرية الذي يبدأ بالإمام علي.

* ما رأيك في كل من أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب؟
هذا يدفعني للتساؤل، لماذا لم يُدع الإمام علي لاجتماع السقيفة ليدلي برأيه في اختيار الخليفة، وأكيد كان له حجته، وبالتالي لا أقول إلا أنهم مسلمون من صحابة رسول الله.

* كنت تسعى إلى تكوين حزب شيعي، إلى أي مرحلة وصلت؟

سعيت لتكوين حزب وهناك من لا يرغب في السماح لنا بالمشاركة في العمل السياسي.

* رغم انتقادك للسلفيين إلا أنك ترى أن الإخوان الخطر الحقيقي كيف ذلك؟
السلفيون منفرون، ويدعون إلى أشياء لا يستطيعون إثباتها على المستوى الداخلي فهم لديهم أزمة، أما الإخوان فهم ناعمون يلجئون للشعارات البراقة التي تؤثر في الناس، فهم محتالون ولديهم تنظيم دولي محكم، أما السلفيون فيعملون كلهم من خلال السعودية.

* وما هي قصة انفصالك عن الإخوان قبل تشيعك؟
الإخوان من الصعب أن يستمر إنسان معهم إلا إذا كانت هناك مصالح مادية، أو إلا أن يكون لدى مانع أن أهان، فقد كان معى عصام العريان وأبو الفتوح من أبناء جيلي، وقد خُدعت في الشعارات التي كانوا يرددونها على مدى 9 سنوات هي سنوات عضويتي بالجماعة، لم يكن الإخوان راضين عني وأولهم خيرت الشاطر، فهو ميكافيللي الجماعة، وبالتالى لا يوجد مشروع اسمه الإخوان.
Advertisements
الجريدة الرسمية