رئيس التحرير
عصام كامل

مقالين في بروجرام واحد


استمتعت الأجيال السابقة بمشاهدة فيلمين في بروجرام واحد أو حفلة واحدة حيث كان يمكن لك بتذكرة واحدة أن تشاهد فيلمين داخل نفس العرض السينمائي، وهى الفكرة التي يمكن تكرارها لنعرض مقالين في عمود صحفي واحد.


(1)
في أحد المباني الحكومية شاهدت مستطيلًا مرسومًا باللون الأحمر ومكتوبًا بداخله (هنا طفاية حريق) وعندما استفسرت، أخبروني بأن هذا المكان مخصص لطفاية حريق لم يصدر لها أمر شراء منذ سنوات.. وخلال هذه الفترة مر الآلاف على مكان "الطفاية الوهمية" واعتادوا وجود الرسمة، حتى تخيل بعضهم أنها قادرة على حمايتهم من الحرائق حال اندلاعها.

رسم البعض صورة "المنقذ الوهمي" وأصبغوها على رؤساء أمريكا وتخيلوا أن فوز أحد المرشحين بالمنصب على حساب مرشح آخر انتصارًا لنا.. وقد خاض العرب قديمًا معارك اليمامة والجمل حتى وصلوا إلى زمن الحمار الديمقراطي والفيل الجمهوري، وقد تسبب كلاهما في مرورنا بأعوام أكثر صعوبة من عام الفيل.

ويشير سفر الأمثال إلى أن "الغبي" يصدق كل كلمة بينما الذكي ينتبه إلى خطواته، لذا خسر منتظرو عدالة "أوباما" الرهان، وسوف تتجدد خسائرهم مع "ترامب" حتى يستوعبوا أن حل أزماتنا الداخلية لن يأتي عبر الأطلسي ولكن ينبع من وادي النيل.

(2)
عرفت من التليفزيون أن مصر تواجه الجيل الرابع من الحروب، وتنتظر الجيل الرابع من الإنترنت، وتتابع نتيجة الصف الثالث الإعدادي.. بينما أكد ليَّ صديق بأننا انتقلنا من مرحلة الفاسدين إلى مرحلة الفاشلين، ومن التشكيك في الذمة إلى عدم الثقة في الكفاءة، مما يجعلنا قد نهتم بتغيير وجوه الوزراء ولكننا بالأصل ننتظر تعديل السياسات، لذا عندما صرح رئيس البرلمان بأن مصر مقبلة على تعديل وزاري، لا نعرف حجمه ولا نعرف أبعاده أضفت في سري "ولا نعرف فائدته".

قبل سنوات من التعديل الوزاري المرتقب، باع "العز بن عبد السلام" مسئولي الدولة من أمراء المماليك في المزاد العام.. ولا نريد الاقتداء به ولكننا نأمل أن يمتنع الوزراء الجدد عن بيع الأحلام لنا، ويبدأون في مصارحتنا بأصل الداء لندعمهم في رحلة علاجه.

تواجد الخبرات الحقيقية، والاستماع إلى السياسات الفعالة، السماح بالحلول المبتكرة سيجعلنا نشعر بالتغيير، أما تبديل الوجوه فقط فلن يُشعرنا إلا بالملل.

الجريدة الرسمية