رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

في ذكري ميلاد الأبنودي.. شخصيات في حياة «الخال».. والدته تنبأت بزواجه من «نهال»..اتهم ابنته بكرهها لقصائده..جمعته علاقة عداوة مع كوكب الشرق..وقال لـ«محفوظ»: الحمد لله إنك



«يا قبر ناجى العلى وينك يا قبر، يا قبر معجون بشوك مطلى بصبر، الموت يقرب عليك يرتد خوف»، بتلك الكلمات عبر "عبد الرحمن الأبنودي" عن نظرته للموت، وبتلك الحروف ودع الشاعر أهم الشخصيات في حياته.


ميلاده
حل في مثل هذا اليوم، ابن قرية أبنود بمحافظة قنا في صعيد مصر، لأب يعمل مأذونا شرعيا، وانتقل إلى مدينة قنا، وتحديدًا في شارع بني على، واستمع إلى أغاني السيرة الهلالية التي تأثر بها، حصل على ليسانس اللغة العربية من كلية الآداب بجامعة القاهرة، وتوسعت معارفه الأدبية وقرأ لكبار الشعراء كالمتنبي وأبي العلاء المعري.

ارتبط اسم الأبنودي بألقاب عدة، أبرزها "شاعر لكل الفصول" لقدرته على التنوع والتغيير المستمر، كما عُرف بلقب "الخال"، لأن الخال لا يرث، وليست لديه أي مطامع شخصية"،

الأم
لا يمكن أن نتحدث عن الأبنودي، دون الحديث عن والدته وصاحبة الفضل عليه، "فاطمة قنديل"، تلك المرأة التي ظلت محصورة في دور الأم والجدة والعمَّة فترة طويلة من حياته، رافضًا دخول الزوجة إليها، رغم إصرارها الشديد عليه للزواج في كل زيارة كان ينظمها لمسقط رأسه لرؤيتها، كما أنها تنبأت بزواجه من "نهال كمال".

حملت والدته همه منذ اليوم الأول له في الحياة، بعد أن كان مهددًا بالموت، إلا أنها رفعت يدها بالدعاء إلى ربها، مارست الطقوس المجتمعية في محاولة للعبور بوليدها إلى بر الأمان، وسط كلمات الأب التي تحاول التخفيف عن زوجته: "أتركيه يموت في هدوء، لا تتعلقي به، شدي حيلك وهاتي غيره"، إلا أن تصميم الأم على حياة ابنها أوصله إلى أعلى الدرجات، ليحفر اسمه في التاريخ بحروف من ذهب.

اعتاد الخال ذكر اسم والدته في الكثير من أشعاره، لكنه حرص على نطقه باللغة العامية المصرية "فاطنة".

زوجته
أما الشخصية الثانية التي كان لها تأثير كبير في حياته، فكانت "نهال كمال" زوجته الثانية، تعرف عليها منذ السنوات الأولى لقدومه إلى القاهرة، وكان يراها صديقة جيدة، حب نهال كمال لأشعار الأبنودي، كان السبب الرئيسي وراء زواجه منها.
وكان يقول دائما: "لم تكن تكتب الشعر، ولكن هي التي اقرأ عليها أولًا كل إنتاجي الجديد.. إنها الناقدة التي أعرف رأيها أولًا"، وكتب القدر على الأبنودي أن تؤثر المرأة في حياته، فرزق منها بابنتين هما "آية" و"نور"، فكان بمثابة الصديق والأخ قبل أن يكون الأب، وتأثرا به وشكل وجدانهما، حتى ورثت ابنته "نور" الشعر من أبيها لتكتبه باللغة الإنجليزية.

واتسمت علاقته بنهال طيلة سنوات زواجهما بالألفة والمودة، احتفل (الخال) ونهال بعيد زواجهما الأخير له، من داخل غرفته بمستشفى الجلاء العسكري في الإسماعيلية، يوم 6 مارس 2015.

ابنته
لم يكن مجرد موقف من مواقف حياته مع ابنته "آية"، لكن كان له دور فعال في تشكيل وجدانها وتفكيرها، قبل رحيله بـ11 عاما، اتهم الأبنودي ابنته بأنها لا تحب شعره، وحين نفت عن نفسها الاتهام وقالت إنها تحب شعره وتحفظ كثيرًا منه، تعجب قائلًا: لم أرك أبدًا تمسكين كتابًا لي، فرغبت الفتاة في أن تثبت لأبيها أنها تحبه وتحب شعره، فحفظت قصائد له وألقتها عليه، وحينئذ طلب منها أن تصحبه في إحدى دورات معرض الكتاب، وتلقيها أمام الجمهور وبالفعل حدث، ومن هنا تحولت قصائد الأبنودي لصديق مؤنس في وحدتها يعوضها عن فقدان أبيها.

هيكل
لا يعلم الكثيرون أن هناك علاقة وطيدة، جمعت بين الأبنودي وهيكل، وما بالك بأن يجتمع الشاعر والكاتب، لتتحول الصداقة العظيمة بين الخال والأستاذ، لموسوعة شعرية تحتفي بها اللغة العربية.

وقال هيكل في ديوان الأبنودي الأخير "مربعات" الذي قدمه له: "لا يحتاج إلى من يقدمه للناس، لأنه حاضر أمامهم طلعةً وطّلة، وصوتًا هادرًا، وجاذبية مغناطيس يشد ما حوله، ولا يحتاج إلى من يحلل الإنسان فيه، فالخلاصة في شأن الأبنودي، أنه شراع على النيل جاء من صعيد مصر، مرتحلًا إلى الشمال، حاملًا معه خصب النهر العظيم، ينثره حيث يصل، ويحول الطمى بالفن إلى زهر وورد وإلى شوك أحيانًا، ولا يحتاج إلى من يمهِّد لعمله، فذلك العمل أغنية تتردد صوتًا وصدى في أرجاء الوطن".

نجيب محفوظ
في مقر الأدباء والمفكرين بمقهى "ريش" بوسط القاهرة أو إحدى عوامات النيل، يلتقي الشاعر بالأديب المصري "نجيب محفوظ"، أول عربي حاز على جائزة نوبل في الأدب، جمعتهما صداقة حميمة، كان يردد الأبنودي دائما لصديقه: "الحمد لله إنك لم تكن شاعرا، حتى لا نحمل حقائبنا ونعود إلى بلادنا".

عبدالناصر
حكايات الأبنودي عديدة وممتدة على مدار مراحل حياته، أبرزها سؤال عبدالرحمن أثناء مرور موكب عبد الناصر، لزميله جمال الأنصاري: "مش الراجل اللي هناك ده شبه جمال عبدالناصر اللي في الصورة؟"، فقال له: "باينُّه هو!"، فذهبا إليه، ووقف "الأبنودي" أمام "عبدالناصر" وقال له: "أنت جمال عبدالناصر؟"، فردّ: "أيوه"، قال عبد الرحمن ببراءة: "ممكن أسلم عليك؟"، فسلم عليه ونظر له نظرة ظلت محفورة في ذهن الخال حتى أنه قال أنها سبب كتابته قصيدة "عبدالناصر" بعد ذلك.

أم كلثوم
حمل تاريخ "الخال" بعض العداوة لسيدة الشرق الأوسط "أم كلثوم"، عندما هاجمها في أكثر من مناسبة، ورفض طلبها بكتابة قصائد لها، وكانت بداية العداوة بجملة قالها:"لا أتصور أننى ممكن أضيع ساعتين عشان أسمع أغنية لأم كلثوم وأفضل أن أقرأ كتابا" جاءت هذه الكلمات على لسان الخال عبد الرحمن الأبنودي، وعبر من خلالها عن عدم انتمائه لمدرسة عشاق كوكب الشرق، التي تقدر بالملايين في مصر والعالم العربي.
Advertisements
الجريدة الرسمية