رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أس الفضائل ولجام الرذائل


الإيمان أس الفضائل ولجام الرذائل وسكن النفس إذا ما أوحشتها الحياة.. وكثيرًا ما يلفت ربنا تبارك وتعالى أنظارنا إلى الكون وما فيه من آيات باهرات، تحفيزًا وتقوية للإيمان "وكذلك نُرى إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين"، "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق"، "سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق"، "أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت، وإلى السماء كيف رفعت، وإلى الجبال كيف نصبت، وإلى الأرض كيف سطحت"، وغير ذلك كثير..


إن الإيمان هو الذي يحبب إلينا الطاعات وفعل الخيرات، وهو الذي يدفعنا إلى التحلي بمكارم الأخلاق؛ من كرم وجود ومروءة وشهامة ورجولة وصدق وصراحة ووضوح وإيثار وتعاون وشجاعة وتواضع ورحمة ورأفة..إلخ
 وهو الذي يدعونا إلى الالتزام بأوامر الله ونواهيه.. وإذا نظرنا إلى آيات الأحكام الواردة في كتاب ربنا، لوجدناها مرتبطة بالإيمان، فالمؤمنون هم المكلفون من قبل الله تعالى بتطبيقها.. والإيمان هو الذي يجعلنا نبتعد عن إتيان القبيح من القول أو الفعل، خشية عقاب الله تعالى في الدنيا أو في الآخرة، أو فيهما معًا "الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون"، أي خائفون حذرون..

والمتفق عليه بين أهل العلم أن الإيمان يزيد وينقص"ليزدادوا إيمانًا مع إيمانهم"، أي يزيد بالطاعات وفعل الخيرات، وينقص بالمعاصي والسيئات.. والحقيقة أن الإيمان هو أساس السعادة في الحياة الدنيا، فلا يعاني صاحبه قلقًا أو توترًا أو يأسًا أو إحباطًا عند وقوع أي نازلة، بل يتلقاها بصبر وثبات ورضا.. وهو أيضًا طوق النجاة في الآخرة "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم".. ولا يشعر الذين يعيشون مع الله في خلواتهم بوحشة أو غربة، وكيف يشعرون بهذه أو تلك، وهم موصولون في كل لحظات حياتهم بواهب الحياة والوجود، وخالق الأرض والسماوات؟!

يقول الإمام على (رضي الله عنه): لا تستوحشوا الطريق لقلة سالكيه".. وقد روى عن بعض الصوفية قولهم: "الاستئناس بالناس علامة الإفلاس"، والمقصود أن الذي يجعل الاستئناس بالناس بديلًا عن الاستئناس بالله تعالى هو إنسان مفلس، وهو قول صحيح... وكما أن بالإيمان أصول، فيه فروع أيضًا، ففي الحديث المشهور، عندما سئل النبي (ص) عن الإيمان، قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره".. وتلك هى أصول الإيمان.

يقول شيخنا الغزالي (رحمه الله): "إن بالإسلام أصولًا صلبة، وفروعًا مرنة، وفيه أقوال وآراء نسبتها إلى الناس أقرب من نسبتها إلى رب الناس، والدعاة الراشدين يعرفون واجبهم بإزاء هذا كله".. بقي أن نؤكد على أن الإيمان درجات ومراتب وشعب.. يقول المصطفى (صلى الله عليه وسلم): "الإيمان بضع وسبعون شعبة؛ "أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق".
Advertisements
الجريدة الرسمية