رئيس التحرير
عصام كامل

مجدى لاشين رئيس التليفزيون: «ماسبيرو» مر بوعكة قبل 6 سنوات.. وتعافى حاليًا


  • نحن صوت الإعلام الرسمى الذي لا يمكن استبداله
  • التليفزيون يقدم أعمالا جيدة وذات مضامين مفيدة 
  • أرفض التسليم تمامًا بأن الشارع عزف عن مشاهدة قنواتنا
  • أعترف.. هناك تقصير من العاملين طيلة الفترة الماضية تسبب في تراجعنا
  • تعرضنا لحملات تشويه وهدم حتى أصبحت نغمة عدم المتابعة تزداد ويتداولها الكثيرون
  • البعض يهدف لإخراج المبنى من تورتة الإعلانات
  • التليفزيون باقٍ وقائم لأنه جزء من تاريخ البلد
  • مبلغ الـ 220 مليون جنيه الذي يدخل المبنى شهريا يذهب لبند الأجور
  • لا توجد لدينا ميزانية لعمل ديكورات جديدة أو التعاقد مع نجوم 

في الإعلام لا مكان للعواطف، لغة الأرقام هي التي تتحدث، نسب المشاهدة هي المتحكمة في صناعة الميديا، والإعلانات تذهب لمن ينجح في نيل رضا المشاهدين، انتهى زمن إعلام الدولة وبزغ نجم القنوات الخاصة، ولم يعد مجديا التحكم في مزاج المصريين عبر القنوات المملوكة للدولة.
في عصر السماوات المفتوحة تراجع دور اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وفقد مبنى ماسبيرو العريق بريقه، ودخل ملعب الإعلام الفضائى لاعبون جدد بإمكانات مادية وبشرية مكنتهم من السيطرة على سوق الإعلانات، وبزغ نجم محطات فضائية لا تمتلك ربع الإمكانات التي يمتلكها تليفزيون الدولة.
ومع تراجع الخدمة الإعلامية التي يقدمها ماسبيرو ظهرت كيانات إعلامية جديدة رأى البعض فيها بديلا لتليفزيون الدولة، ومن بينها مجموعة قنوات “دى إم سي” التي أبصرت النور مؤخرا، وأثيرت حولها العديد من الشائعات، بداية من تمويلها مرورا بالسياسة التحريرية التي تتبعها والمحتوى الترفيهى الذي تقدمه.
مسئولو “دى إم سي” من جانبهم ينفون بشكل قاطع كون الشبكة الوليدة بديلا لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، ويرى مسئولو التليفزيون الرسمى أنهم الأصل وليس لهم بديل يمكن أن يسد فراغ قنواتهم، في وقت يرى آخرون أن مستجدات المشهد الإعلامي تفرض على قيادات ماسبيرو، البحث عن آلية جديدة لعمل القنوات التابعة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون والتخلص من “عواطلية” المبنى العريق من أصحاب النفوذ والواسطة.
مجدى لاشين، رئيس قطاع التليفزيون، يمكن القول إنه واحد من الذين أبدعوا في إخراج حفلات ليالى التليفزيون، ونال ثناءً كبيرًا وشهرة من خلالها صنعت اسمه ليجد طريق الترقى ممهدًا له في “ماسبيرو” ليقود حاليًا قنوات عديدة مسئولا عنها ساعيا لتطويرها.
“لاشين” تحدثت إليه فيتو” في محاولة للوقوف على الوضع الحالى لـ”ماسبيرو”.. التعرف على الأزمات التي يعانى منها المبنى، والحديث عن تفاصيل خطط التطوير –إن وجدت- التي يتم اتباعها في الوقت الحالى... وكان الحوار التالى:



> بصراحة.. هل انتهى عصر ريادة “ماسبيرو” للحياة الإعلامية في مصر ؟
من جانبى أرى عكس هذا تمامًا، وكل ما في الأمر أن “ماسبيرو” مر بمرحلة وعكة، وتحديدًا خلال الفترة التي تلت الثورات، وقد تعافى حاليًا وأصبحت فرص النهوض به أقوى وأكثر إيجابية، وهذا سيتم بآليات كثيرة، إلى جانب دعم الدولة إعلامها الرسمى، خاصة أن ظهور فضائيات جديدة أسهم في إلهاب حماس العاملين نحو التطوير الفعلي، ونحن في النهاية تليفزيون الدولة ولا نتبع أشخاصا بل نسعى للنهوض بمصر ودفع عجلة التقدم فيها بإبراز المشروعات.

> ماذا تقصد بدعم الدولة ؟
الدعم المالي، وللعلم هو مهم للغاية والدعم المعنوى له عامل قوى أيضًا ولعله لم يعد خافيًا على أحد أن مبلغ الـ 220 مليون جنيه الذي تضخه في المبنى شهريا يذهب جميعه لبند الأجور، ولا توجد لدينا أي ميزانية لعمل ديكورات جديدة أو التعاقد مع نجوم مثلا لتنظيم حفلات أو ما شابه من تلك الأفعال التي أصبحت مثار تميز للفضائيات الخاصة.

> ألا يكفى ما تسدده الدولة من مبالغ لـ”ماسبيرو” سنويا ؟
الدولة تدفع لموظفيها في ماسبيرو أجورهم مثل أبنائها في أي وزارة أخرى، لكنها لا تعطينا حاليًا أموالًا للإنتاج أو تقديم محتوى إعلامي متطور أو حتى مبالغ لجلب أجهزة تكنولوجية جديدة تسهم في تغيير شكل الشاشات وتزايد أعداد العمالة حاليًا هي تركة ثقيلة ورثناها نحن كقيادات حالية ولا ذنب لنا فيها وهم في النهاية أبناء الدولة ومحسوبون عليها وهى مسئولة عن توفير أجورهم.

> إذن.. ترى أن التمويل هو العائق الوحيد الذي يقف أمام التطوير؟
بالطبع، وأسوق لك مثالا على ذلك بأن التليفزيون برع في تقديم حفلات ليالى التليفزيون فيما مضى، بينما حاليًا لا يمكننى تنفيذ حفلة واحدة لأنها قد تتكلف مليونى جنيه في ظل ارتفاع أجور النجوم والحجوزات وغيرها، ونحن لا نمتلك أي أموال فإذا وجد التمويل لابد أن يصاحبه إبداع ومنتج إعلامي متميز كما أن بعض اللوائح والقوانين في “ماسبيرو” أتمنى تعديلها بما يسمح لنا بحرية القرار والحركة مثل الفضائيات الخاصة.

> برأيك لماذا عزف المواطن عن متابعة ما تعرضه شاشات ماسبيرو؟
أولا.. التليفزيون يقدم أعمالا جيدة وذات مضامين مفيدة، كما أننى هنا أرفض التسليم تمامًا بأن الشارع عزف عن مشاهدة قنواتنا، ولكن خلال السنوات الماضية مورست ضدنا حملات تشويه وهدم في التليفزيون حتى أصبحت نغمة عدم المتابعة تزداد ويتداولها الكثيرون، وكان الهدف إخراج المبنى من تورتة الإعلانات، لكننى رغم كل ذلك ما أزال أرى أن التليفزيون باقٍ وقائم لأنه جزء من تاريخ البلد.

> تراه باقيًا ومستمرًا في ظل ما يقال عن ظهور قنوات بديلة في السوق.. كيف ؟
أرى أنه لن يكون هناك بديل نهائى لـ”ماسبيرو” رغم كبوته الحالية، وأؤكد أنه باقٍ ومستمر ومتطور، فنحن كيان من الدولة مثل وزارة الداخلية التي قد يوجد حاليًا شركات أمن عديدة وعلى أعلى مستوى بالقطاع الخاص لكنها ستظل هي أساس حماية الدولة وهكذا، نحن صوت الإعلام الرسمى الذي لا يمكن استبداله، ولكن للحقيقة هناك تقصير من العاملين طيلة الفترة الماضية ما تسبب في تراجعنا، وحاليًا أرى أننا نحصل على ماليات جيدة، وأطالب زملائى ببعض الاهتمام والنشاط للعودة بالشاشة إلى المنافسة بقوة.

> أخيرًا.. من وجهة نظرك ما الذي يمكن أن تقدمه الدولة لـ”ماسبيرو” فيما يتعلق بإعادته للصدارة؟
أرجو ألا تتخلى الدولة عن “ماسبيرو” وأن تدعمه معنويًا لأنه جزء من صورتها الكاملة وماديًا بتوفير المعدات والإمكانيات التي تسهم في إنعاش الشاشة بغض النظر عن المكاسب؛ لأنه لا توجد محطة فضائية مصرية حكومية أو خاصة تحقق أرباحًا حاليًا، وأتحدى من يقول عكس ذلك، ورغم هذا هناك استمرارية لأن الإعلام الرسمى قيمة في الأساس أكثر منه أي شيء آخر.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية