رئيس التحرير
عصام كامل

محمود رمضان يكتب: ثورة لم تكتمل


قامت ثورة 25 يناير من أجل تغيير حياة المواطنين للأفضل وأهداف الثورة كانت العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية وجميع من نزل إلى الشارع كان يمتلك حلم كبير وهو تغيير الدولة المصرية للأفضل والقضاء على الرشوة والواسطة وغيرها من أوجه الفساد التي أدت إلى قيام الثورة ولكن في النهاية هل تحققت أهداف الثورة ؟


بالطبع لم تتحقق أهداف الثورة بدليل قيام ثورة 30 يونيو لتصحيح مسار ثورة 25 يناير التي كانت أعظم ثورة في التاريخ الحديث لولا سطو الإخوان عليها والبحث عن مصالحهم الشخصية والبعد عن أهداف الثورة وتحويل مسار الثورة من المطالب العامة للشعب إلى المطالب الخاصة للجماعة وعدنا مرة أخرى إلى المربع صفر.

ولولا وقوف الجيش بجوار الشعب لتصحيح مسار ثورة 25 يناير لأصبحنا اليوم مثل سوريا وليبيا قتال متواصل ونزاعات عرقية وسرقة ونهب وانهيار كامل للدولة.

ثورات الربيع العربى في كل من مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن كانت تبحث عن الحرية والكرامة والمستوى المعيشى الأفضل للجميع ولكن هناك ثورات نجحت مثل مصر وتونس وأخرى فشلت فشل ذريع أدى إلى تقسيم وتفتيت كثير من الدول.

الوطن العربى كان حبيس أدراج حكامه لفترات طويلة وهناك جيل خمسينى تربى على الخوف والسمع والطاعة وأنجب أجيال تعانى من الخوف والبطالة وتردى مستوى المعيشة فعندما حدثت الثورة في تونس ونجحت الكل إنتفض من سبات عميق وعندما تحرك للبحث عن الحرية تحرك بلا وعى يحمل أهداف سامية ونبيلة ولكن التربة غير مهيأة لزرع ثماره الطيبة فانقلبت الصورة في كثير من الدول وأصبحت بالألوان المسيطر عليها هو لون الدم في كل ربوع الوطن العربى.

25 يناير ثورة لم تكتمل بسبب الأطماع والبحث عن المصالح الشيطانية الضيقة لبعض الأفراد والجماعات على حساب المصلحة العليا للوطن.
لقد حرم المواطن العربى لسنوات طويلة من أبسط مقومات الحياة وتم تكبيله لفترات طويلة وحرمانه من الحرية وإبداء الرأى والتعبير عن مشكلاته للعمل على حلها.

فشل الثلاثين سنة الماضية من سنوات الوطن العربى وسوء الحالة الاجتماعية يتحمله الجيل الحالى من الشباب ويدفع فاتورة كبيرة من الحروب والصراعات والتطرف والفساد والقروض وسوء الأحوال وتدنى مستوى المعيشة وتفشى الأمراض وارتفاع الأسعار الحالية لإعتماد الحكومات السابقة على الإستيراد وبيع القطاع العام فأصبح الوطن العربى يعتمد على الدولار كسلعة عندما يرتفع تترتفع الأسعار وتزيد الأعباء وتتواصل المعاناة.

يجب على الحكام العرب أن يقفوا مع النفس وقفة طويلة وأن يعملوا لصالح مجتمعاتهم ويجب على الدولة المصرية الإعتماد على الإنتاج المحلى وتدعيم الصناعة المحلية في ظل أزمة الدولار الحالية والنظر برؤية شاملة إلى المستقبل لتخفيف المعاناة عن الأجيال القادمة.
الجريدة الرسمية