رئيس التحرير
عصام كامل

د.عبد الفتاح عساكر الباحث في التاريخ الإسلامي: خطباء المساجد يستدلون بالصحاح ولا يذكرون القرآن الكريم


  • >> هناك استهتار من الرجال في التطليق.. ونحتاج إلى التوثيق لحفظ الحقوق ومنع التلاعب 
  • >> لسنا في حاجة إلى تجديد الخطاب الديني.. ويكفينا الالتزام بمنهج الإسلام في الخطاب 

رحب عبدالفتاح عساكر، الباحث في التاريخ الإسلامي، بدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى إلغاء الطلاق الشفوي، واعتبرها أمرا ضروريا للحفاظ على تماسك المجتمع بعد ازدياد معدلات الطلاق بشكل غير مسبوق، مشيرا إلى أن هناك استهتارا من الرجال في تطليق زوجاتهم.
"عساكر" قال إننا لا نحتاج إلى تجديد الخطاب الديني ويكفينا الالتزام بمنهج الإسلام في الخطاب، لافتا إلى أن خطباء المساجد يستدلون بالصحاح ولا يذكرون القرآن الكريم.. وإلى نص الحوار:


كيف ترى مطالبة رئيس الجمهورية بإصدار تشريع جديد يمنع الطلاق الشفوى ؟
في بداية الإسلام كانت الكلمة عند المسلمين الأوائل وثيقة ولكن في الوقت الحالى ومع تزايد الأعداد أمرنا الله أن نكتب كل ما للإنسان وما عليه أي نوثقه ومطالبة الرئيس بإصدار تشريع يمنع الطلاق الشفوى هو أمر جيد لتقنين استهتار بعض الرجال الذين يسارعون دائما بذكر كلمة طلاق على الفاضي والمليان، وذلك لوضح حد لاستهتار البعض بإطلاق كلمة طلاق على الفاضى والمليان.
وبالتالى دعوة الرئيس بالحفاظ على المجتمع وإصدار قانون يمنع الطلاق إلا بمأذون شرعي أمر ضروري، فإذا طلق الرجل زوجته شفهيا، فعليه أن يوثق الأمر عند مأذون شرعي أو أمام قاض بمحكمة، وإذا لم يفعل ذلك فعقابه عند الله، خاصة أن تقارير رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أكدت أن هناك 900 ألف حالة زواج سنويا، و40% من الأزواج ينفصلون خلال 5 سنوات، أي ما يقرب من 200 ألف حالة طلاق سنويا.

كثر الحديث عن محاولات تطوير الخطاب الدينى.. فما رأيك؟
*الخطاب الدينى منذ بداية الدعوة الإسلامية 13 (عاما بمكة و10 أعوام بالمدينة) وهو جديد ولا يحتاج إلى أي تطوير وكل ما علينا هو أن نتبع قول الحق تعالى (قل إن أتبع إلا ما يوحى إلى) وهذه الآية تكشف أن كتاب الله للبشرية كلها لقوله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، وبالتالى الخطاب الدينى ليس في حاجة لتجديد وإنما نحن في حاجة للالتزام بمنهج الإسلام في الخطاب.

وكيف ترى محاولات وزير الأوقاف تطبيق نظام الخطبة الموحدة ؟
*لدينا مشكلة كبرى وظاهرة وهى أن الغالبية العظمى من خطباء المساجد لا يذكروا كتاب الله وإنما كلامهم وارد مما يسمونه بينهم السنة وهنا نؤكد لهم أن كل كلام منسوب للنبى يخالف كتاب الله فهو ليس كلام النبى بل إننا للأسف نجد كثيرا ممن يلقون الخطب من فوق المنابر يخالفون كتاب الله وإذا سألتهم يقولون هذا ورد في كتب الصحاح وبالتالى إذا أردنا تطبيق نظام الخطبة الموحدة فلتكتب ويأخذ كل خطيب منها ما يلائم بيئته التي يعيش فيها.

لكن الطرح الذي تقدمه والخاص بالسنة يراه البعض حربا على سنة رسول الله ؟
*أولا نحن لا نحارب السنة النبوية المطهرة، ولا ننكرها لأن السنة النبوية هي التطبيق العملى لكتاب الله عز وجل قولا وعملا، ومن ينكرها هو منكر للقرآن الكريم الذي يقول لنا: (إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ)، فالمتبع لأمر الله يستحيل أن يخالف الوحي، فنحن نؤمن بالسنة المطهرة كما أمرنا ربنا في كتابه العزيز.

إذا كان الأمر كذلك.. فلماذا تقولون بعدم صحة بعض الأحاديث النبوية رغم أنها جاءت في كتب السنة الصحيحة؟
-علينا أن نتفق على أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم لا يمكن أن يخالف أمر ربه، فهو متبع لأمر الله، ومن ثم لا يصح أن يكون هناك حديث واحد يخالف القرآن الكريم كتاب الله الخالد، ومن هنا نقول إن كل ما جاء في كتب التراث أو كتب السنة ويخالف كتاب الله، فهو ليس من رسول الله، لأن رسول الله لا يخالف كتاب الله بل يلتزم به ويطبقه واقعا عمليا.

**وهل ترى أن هناك صراعا بين موسسة الأزهر ووزارة الأوقاف بشأن الخطبة الموحدة ؟
*لا يمكن أن يكون هناك صراع بين موسسة الأزهر ووزارة الأوقاف بشأن الخطبة الموحدة لأن كل منهما مكمل للآخر والاختلاف في الرأى لا يفسد للود قضية، وبالتالى هدف كل منهما واحد وإن اختلفت الرؤية والأسلوب خاصة أن الأزهر هو منارة الإسلام والأوقاف تكمل الدور.

كيف رأيت توجيه الرئيس السيسي بعبارة "تعبتنى يا فضيلة الإمام" لشيخ الأزهر خلال احتفالات الشرطة بعيدها؟
*توجيه الرئيس لشيخ الأزهر بعبارة "تعبتنى يا فضيلة الإمام" ليست أكثر من مداعبة خاصة أن شيخ الأزهر له مكانة كبرى لدى رئيس الجمهورية وبالتالى ليس مقصودا انتقاد شيخ الأزهر.

كنت من المعترضين على مشاركة شيخ الأزهر في مؤتمر أهل السنة والجماعة في جروزنى.. لماذا؟
* هذا صحيح؛ لأن مؤتمر "من هم أهل السنة والجماعة"، الذي عقد بالشيشان، كان خطوة جديدة لتفرقة صفوف الأمة وانقسامها وهو ما حذر منه المولى عز وجل في القرآن الكريم: "إن الذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء".
وبالتالى لا ينبغى النبش في مثل هذه القضايا التراثية التي ماتت وعفى عليها الزمن، وتكشف أن عقول بعض المسلمين تحجرت عند عقود طويلة مضت، ولم تعد ذات بال، لاسيما أنها عندما أثيرت كان الهدف منها سياسيا بحتا، والآن يتم استنهاضها لتحقيق أجندة غربية تهدف إلى "سكب البنزين على النار"، ومضاعفة تشرذم المسلمين الذين ينطبق عليهم قول القرآن الكريم: "تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى".

هل تهدد سياسة ترامب وجود المسلمين في أمريكا ؟
*لا.. كلام ترامب لم يكن موجهًا ضد الإسلام وإنما هو موجه لفئة تمارس الإرهاب تحت ستار الدين الإسلامي؛ لأن الإسلام في الأصل يحارب الإرهاب والتطرف والتشدد لقوله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، وفى أي مكان المسلم صحيح العقيدة هو جاذب لغير المسلم، وبالتالى تصريحات ترامب لا تعنى المسلمين ككل وإنما يقصد العناصر التي تمارس العنف والإرهاب باسم الإسلام.
الجريدة الرسمية