رئيس التحرير
عصام كامل

نصر فتحي اللوزي يكتب: الخير والشر بين الكف والفك


قال أحد الحكماء وهو واحد من ظرفاء عصره
خير الناس من كف فكه وفك كفه
وشر الناس من فك فكه وكف كفه
فكم من فكة كف كفت فكوكهم
وكم من كفة فك فكت كفوفهم

فكفوا فكوككم وفكوا كفوفكم
لذا فإن خير الناس من كف فكه، أي اسكت لسانه الذي يسكن بين فكيه عما يؤذى الناس بالقول الباطل وشهادة الزور والغيبة والنميمة والبهتان وهتك أعراض الناس بلسانه.

وفك كفه، أي بسط يده بالجود والكرم لمن يستحق من الفقراء والمساكين والسائلين، أيضا إطعام الطعام في المناسبات التي بها يجتمع الأحباب والجيران والأصدقاء فتتولد المحبة وتتجدد.

وشر الناس من فك فكه، أي ترك لسانه عاريا من الحياء والخجل والخوف من الله يقول، وهو ليس بنفسه على لسانه رقيب فأذى الناس بثعبانه الذي يسكن بين فكيه.

وكف كفه، أي قبض ومسك يده عن العطاء فصار بخيلا بين الناس شحيحا عن الإقدام لفعل الخير بالمساعدة وغيرها، فكم من فكة كف، أي كم من تنفيذ فعل طيب وبسط اليد بالخير، كفت فكوكهم، أي جعل الغير يغلقون أفواههم عن ذكره بسوء.

وكم من كفة كف، أي كم من عدم تنفيذ الفعل الطيب بقبض اليد وعدم العطاء، فكت كفوفهم، أي جعل الناس يفتحون أفواههم بكلام يؤذي صاحب قبض اليد.

فكفوا فكوككم، أي اغلقوا أفواهكم عما يسئ إلى الناس، وفكوا كفوفكم، أي ابسطوا أيديكم بالخير والعطاء ونفذوا أفعالكم بما يعود على الناس بالنفع وأيضا وعودكم.

اللهم اجعلنا ممن يكفون فكوككهم، ويفكون كفوفهم، اللهم اجعلنا ممن قال فيهم الرزاق الكريم، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون.

وأيضا ممن وصفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه)، وقد نهانا الله سبحانه وتعالى في مواطن كثيرة من القرآن الكريم عن فك الفك وكف الكف.

اللهم اجعلنا من الذين ينتصرون على النفس الإمارة بالسوء فنكف فكوكنا ونفك كفوفنا... آمين.
الجريدة الرسمية