رئيس التحرير
عصام كامل

«أبو تريكة»... النجم الإرهابي


طالعتنا الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي بوضع النجم محمد أبو تريكة على قوائم الإرهاب، فضجت برامج التوك شو ومواقع التواصل الاجتماعي بانتقاد هذا الإجراء ضد اللاعب، وأن هذا النجم لا يستحق منا إلا التكريم لما قدمه من بطولات وإنجازات باسم مصر.


أنا هنا اختلف كليا مع الذين يدافعون عن أبو تريكة وأقول لهم هذا اللاعب لا يحتاج لمن يدافع عنه، لأنه شرف لأي منتخب وأي نادٍ يلعب له، واسمه فقط كافٍ للدفاع عنه، فبمجرد أن يذكر اسم أبوتريكة يتبادر إلى أذهاننا مباشرة (البطولات، المهارة، الأخلاق، حب الناس، خفة الظل، فعل الخير) فهذا كله كافيًا للدفاع عن أبوتريكة، وكل منا يريد ويتمنى أن يرى أبناءه في المستقبل مثل هذا اللاعب الخلوق فهذه حقيقة.

وأكثر ما أدهشني رد فعل ناديه العريق الذي لعب له طويلًا، فكان بالأحرى أن يقوم النادي الأهلي الذي لعب له محمد أبو تريكة وحقق معه البطولات أن يتضامن معه ويدافع عنه لأن الموجودين بالنادي الأهلي هم من عاشوا معه ويعلمون جيدا من هو أبو تريكة، ولكن للأسف نرى أبشع أنواع التخلي عن اللاعب بل وتجميد باقي أمواله الموجودة لدى النادي، أي نوع من نكران الجميل هذا.

كما كان من الواجب على اتحاد الكرة أيضًا أن يقوم بتوكيل أحد القانونيين للدفاع عن هذا اللاعب الذي قاد منتخب مصر لعـدة سنوات وحقق العديد من البطولات معه.

ويؤسفني أن يخرج علينا أحد مقدمي البرامج ويقول لو أراد أبوتريكة أن تمحى عنه تهمة الإرهاب فليتبرع لصندوق تحيا مصر، هل هذا الصندوق أصبح سيفا مسلطا على رقاب العباد، وأصبح التبرع له بمثابة الصك لوطنية هذا الشخص وخيانة ذاك الشخص.

لو تعاملنا بهذا المنطق لخسرت مصر كثيرًا من أبنائها الشرفاء، لأن من الطبيعي أن يكون هناك خلاف في وجهات النظر والرؤى فلسنا كلنا متطابقون، بل من الصحي أن نختلف لصالح الوطن، فنحن ينقصنا هذه الأيام نجم بحجم أبو تريكة يكون قدوة لشبابنا ويؤثر فيهم.

في النهاية أقول لهؤلاء الذين يتلذذون بتدمير نجومنا وأحبائنا، شئنا أم أبينا فهذا اللاعب سيظل من علامات الكرة المصرية الذي تعلق به جمهوره حتى بعد خروجه من المستطيل الأخضر، ولا يستطيع أحد أن يغير نظرة جمهوره إليه مهما فعلوا، وكفاكم نفاقًا فلستم بهذه الأساليب تتقدم مصر، أنتم تخدمون مصالحكم الشخصية فقط.

الجريدة الرسمية