رئيس التحرير
عصام كامل

خازوق الحبيب زي أكل الزبيب.. شكرا أمريكا!


دائمًا أقول أنا حر في رأيي.. لأن رأيي مثل شَعْري.. أنا حُر فيه.. أفردُه.. أتنيه.. أعملُه قُصَّة أعمله بوجوديه.. أنا حُر.. أنزِل إلى الشارع استمع وأراقب وأحاور، وقد يصل الأمر بالحوار إلى حد التراشق بالألفاظ المهذبة من نوع أنتَ ما بتفهمش أو بلاش جهل.. وربما يصل التراشق إلى حد إلصاق نَسَب الأب والأم إلى الكلاب والحمير.


الكلام منذ أكثر من شهر وحتى الآن حول أمر وحيد.. الأسعار.. هناك حقائق كثيرة تغيب عن الناس وسط ضبابية الرؤية التي تغلف المشهد الآني بأكمله.. بيد أن قطاعًا لا بأس به من الشعب يدرك أن ما يحدث هو لعنة صندوق النقد.. ثم يصبون اللعنات على "شريف إسماعيل" رئيس الحكومة.. أكرر اللعنات على شريف إسماعيل ــ مش عايزين مشكلات ـ ويغيب عن الجميع أن أمريكا هى اللاعب الأساسي فيما يحدث بمصر.. تسألني يا باشا عن السبب أقول لك تعالَ نقرأها بهدوء وأدب.

بعد أن صرنا في مرمَى التلطيش والمعايرة من اللي يسوى واللي مايسواش، والتلقيح بالكلام عن الرز، وإن مصر صارت كما يقول المثل الشهير عن الشحات الأليط "عريان......!! ويحب التأميز"!

بعد أن تعرضنا لكل ما سبق.. كان لا بد من حفظ ماء الوجه، واللجوء إلى صندوق النقد الدولي، ونقترض بكرامة بدلًا من ترقيع الأصداغ على الفضائيات والسوشيال ميديا.

أسمعك تسأل بقرف: ياعم انت هاتتوَّهْنا ليه؟ اشرح لنا إزاي أمريكا هى السبب؟ حاضر ياسيدي، وأرجوك لا تحزق لأن علاج القليطة مكلف.

في العام 2014 كانت الوليَّة كريستين لاجارد، مدير عام الصندوق في زيارة للقاهرة، وبعد فشل المفاوضات وقتها قالت "إن الصندوق لا يعطي منحًا مجانية".

إذن هناك مقابل.. ولكن من الذي يحدده؟ وما طبيعته؟

الجواب أمريكا.. فهى التي تتحكم عمليًا في سياسة الإقراض.. ذلك أن سياسة الإقراض تتطلب موافقة الدول الخمس الكبرى بمجلس الأمن الدولي، وتتصدرها أمريكا ذات القوة التصويتية الأكبر بموجب حجم حصتها.. لاحظ أن صندوق النقد الدولى إحدى الوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة.

المحصلة إذن أن تعامل الصندوق مع مصر رهن الشروط الأمريكية، وإن شئت الدقة قل الرغبات أو الإملاءات الأمريكية.. وهى تنقسم في العادة إلى نوعين.

النوع الأول يتعلق باحترام معاهدة السلام والتعهدات الإقليمية والدولية التي تصب في صالح أمريكا وإسرائيل مهما تقاطعت وتعارضت مع الثوابت الوطنية والقومية بل الدينية أحيانًا.

النوع الثاني هو إحداث التوازن القسري أو "الإجباري" للموازنة العامة للدولة، وتلك هى الكارثة الكبرى والورطة التي نغرق فيها الآن.. هذا النوع يفتقد إلى المسئولية الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية رغم اللافتة المعلنة لهدف الصندوق من الإقراض.. وفى سبيل ذلك يوصى الصندوق أو بالأحرى "يفرض" تخفيض دعم الغذاء والطاقة، وتخفيض باقي النفقات العامة المنوط بالدولة أداؤها بحكم مسئولياتها الاجتماعية والاقتصادية والقومية تجاه مواطنيها كالتعليم والصحة والإسكان.. الأمر الذي يجهد الطبقات الفقيرة ويزيد من وطأة مصاعب الحياة وقسوتها، كما يحدث الآن.

في نهاية المطاف رضخنا للصندوق أو بالأحرى لمن بيده مفتاح الصندوق "أمريكا" وتجرعنا المرارة.. وكما قال المصريون إيه إللي رماك على المُر قال إللي أمَرّ منه.. قالوا أيضًا لا بحبك ولا بقدر على بعدك... وقال عبد الوهاب تلاوعني برضه أحبك، تخنقني برضه أحبك، تخرب بيتي برضه أحبك.. باختصار هو حكم القوي على الضعيف يا جنْتِل.

*أحلى كلام:
ــ قال المخرج وهو يوجِّه الممثلة في أحد المشاهد:
= لازم تبصي له بقرف شديد كل ما يدخل البيت.. المفترَض أنه جوزك.
الجريدة الرسمية