رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ترامب بين الكراهية والفضائح الجنسية


يواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملة كراهية، وحرب إعلامية شعواء، وكنت ذكرت في مقال الأسبوع الماضي أن "هوليوود والصحافة، بدءًا المواجهة مبكرًا مع الرئيس ترامب في حفل جولدن جلوب، قبل أن يدخل البيت الأبيض".. لكن لم تمر سوى ساعات حتى كشفت تقارير أمريكية، أن مسئولي الاستخبارات أبلغوا الرئيس المنتخب ترامب بأن روسيا لديها معلومات محرجة عن حياته الشخصية والمالية، من بينها تسجيلات تثبت مشاركته في "حفلات جنسية منحرفة".. لم يصدق ترامب، ولجأ كعادته إلى "تويتر" مغردًا: "روسيا لم تحاول مطلقًا ممارسة ضغوط عليَّ، لا يوجد عقد ولا قروض ولا شيء على الإطلاق.. ما يثار معلومات كاذبة لحملة سياسية مغرضة"، وندد ترامب بالتشهير الإعلامي، معتبرًا أن الطريقة التي يعامل بها تشبه ما حدث "إبان ألمانيا النازية".


في المقابل نفت روسيا مزاعم الاستخبارات الأمريكية، مؤكدة أن "الكرملين ليس لديه كومبرومات (معلومات محرجة) عن ترامب"، لاستخدامها بغرض الابتزاز.

النفي المزدوج للفضيحة الجنسية والتعاون السابق مع روسيا، جعل التحقيق حتميًا في تسريبات الرئيس التي أطلق عليها "الملف القذر"، وكشف التحقيق المبدئي عن أن السيناتور جون ماكين يقف وراء التسريبات، حيث سلم الملف إلى المسئولين في مكتب المخابرات "إف بي آي"، وأن جاسوسًا بريطانيًا جمع معلومات الملف بطلب من المرشح السابق جيب بوش لكي يمنع فوز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة ويدخل هو مكانه.. أما الجاسوس البريطاني كريستوفر ستيل المتهم بإعداد "الملف القذر" ما أن علم بافتضاح أمره، حتى غادر منزله في إنجلترا خوفًا على حياته من تأثير التقرير وتداعياته السياسية.

الغريب في أمر التسريبات وما تضمنته من فضائح، هو كيفية وصولها إلى الصحافة ووكالات الأنباء، ما يؤكد وجود حملة كراهية وحرب إعلامية ممنهجة ضد ترامب تستكمل ما بدأه نجوم الفن في "جولدن جلوب"، وهذا تحديدًا ما أدركه ترامب فاضطر لمهاجمة وكالات الاستخبارات الأمريكية والإعلام بشأن هذه المعلومات، ملمحًا إلى أن هذه الأجهزة تقف خلف التسريبات الكاذبة.

اتهام ترامب لأجهزة الاستخبارات بالتواطؤ في التسريب جعل مدير الاستخبارات الأمريكية جيمس كلابر يعرب عن أسفه لتسريب تفاصيل التقرير، نافيًا أن تكون أجهزته مصدر التسريب، ومؤكدًا أن ما تداولته الصحف من معلومات مضرة بالأمن القومي الأمريكي.

استعداء ترامب للإعلام والاستخبارات، جعل وسائل الإعلام الأمريكية تكشف المزيد، إذ نشرت "أن قادة الاستخبارات أبلغوا أوباما وترامب وأعضاء في الكونجرس بمضمون ملف للرئيس المنتخب، وعرضوا عليهم ملخصًا من صفحتين عن وثائق من 35 صفحة نشر مضمونها كاملا موقع "بازفيد".

استكمالا للحرب على ترامب قرر "تويتر" حذف حساب الرئيس المنتخب، بسبب ما وصفته الشركة بأنه قدم خطابا "عنصريا داعيا للانقسام"، وإن الموقع لن يتسامح مع المستخدمين الذين لا تصدر تغريداتهم سوى العنف والكراهية والتعصب، معلنًا رفض الموقع ما سماه "خطاب ترامب العنصري".

ومع استعداد أمريكا لتسليم ترامب الرئاسة اختارت صحيفة "الأوبزرفر" عنوانًا وهو "نحن محقون في الخوف من تسلم ترامب الرئاسة"، وجاء في التفاصيل "إذا كان الاحتفال بتنصيب الرئيس يمثل لحظة أمل عظيمة وتأكيدًا للديمقراطية، فإن الاحتفال بتنصيب ترامب ليست لحظة طبيعية، بل هي لحظة فزع وقلق ونذير شؤم".

ولم يترك نجوم هوليوود من مؤيدي هيلاري كلينتون ساحة الكراهية خالية، بل حشدوا لتظاهرة مناوئة للرئيس عشية حفل تنصيبه ستُقام أمام فندق "ترامب إنترناشونال" بتنسيق منظمتا Green Peace، وMove On الحقوقية ويقودها المخرج مايكل مور بمعية الفنانين أليك بالدوين وماركو روفالو، وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو.

وأمام كل هذه الكراهية صفع ترامب العالم برؤيته السياسية التي حددها في نقاط قليلة تضمنت: "غزو أمريكا للعراق أسوأ قرار اتخذ في تاريخ الولايات المتحدة على الإطلاق.. الاتفاق النووي مع إيران من أسوأ الاتفاقات وأكثرها حماقة.. وتدخل روسيا في سوريا سيئ جدًا.. وأن ميركل ارتكبت خطأ كارثيًا بملف المهاجرين.. كما أن حلف الأطلسي عفى عليه الزمن، وانهيار الاتحاد الأوروبي مسألة وقت".

برأيي الشخصي أن ترامب رغم تهوره واندفاعه، يظل صريحًا وواضحًا، وعلى الأقل يمكن أن نتنبأ بما ينتظرنا في عهده، على النقيض من أوباما، الذي أبهر العالم بالخطابة ومعسول الكلام، ثم أغرقنا جميعًا في الحرب والفوضى والدماء.
Advertisements
الجريدة الرسمية