رئيس التحرير
عصام كامل

صلاح عيسى يكتب: الذين يخطئون في قراءة التاريخ


في مثل هذا اليوم 18 يناير عام 2012 كتب صلاح عيسى في جريدة "المصرى اليوم"، بمناسبة ذكرى انتفاضة 18 و19 يناير 1977 قال فيه:

من أفدح الأخطاء التي يقع فيها أي رئيس هو أن يعمى عن قراءة وجوه شعبه وأن يخدعه المنافقون الذين يحيطون به، ولو أن الرئيس أنور السادات لم يخطئ في قراءة وجوه شعبه ولم يقع فريسة للمنافقين الذين يحيطون به لما وقع ما كان في مثل هذا اليوم، ولو أنه لم يصم أذنيه عن النذير الذي حملته إليه انتفاضة 18 و19 يناير لما انتهى حكمه بمأساة اغتياله.


أخطأ السادات حين ظن أن نظامه سيعيش إلى الأبد اعتمادا على أنه بطل حرب أكتوبر 1973.الذي كذب ادعاء المعارضين له في الداخل بأنه لن يحارب، ولم ينتبه إلى حقائق التاريخ التي تقول إن الشعوب تحقق الانتصارات العسكرية التي تمنحها معيشة أفضل وتوزع بينها ثمار النصر بالعدل.. وهو ما لم يحدث.

ازدادت معاناة الشعب وارتفعت نفقات المعيشة وانتشرت البطالة وانحدرت الخدمات، بينما يتاجر الذين لم يشاركوا في صنع النصر بدماء الشهداء في سوق الانفتاح ويجنون الكثير من الأرباح.

كانت الانتفاضة مفاجأة للجميع حتى هؤلاء الذين بدأوها من طلاب الجامعات وعمال حلوان وعمال الترسانة البحرية بالإسكندرية.. إذ لم يتصور أحد منهم أن الشعب يختزن كل هذا الغضب، وكان السادات هو أكثر الجميع ذهولا، حتى ذلك الحين كان السادات قد حقق أهم إنجـازات عهـده بالانفراجة الديمقراطية التي قضت على الحكم البوليسى وأجرت انتخابات نزيهة.

ونتيجة للخطأ في قراءة التاريخ بدأ العد التنازلى لنهاية حكمه فاتجه إلى سياسة الأمن الوقائى وتلفيق القضايا لخصومه السياسيين، وإصدار قوانين العزل السياسي وتزوير الانتخابات والاستفتاءات وهى سياسة وصلت ذروتها بقرارات 5 سبتمبر 1981 باعتقال كل المعارضين.
الجريدة الرسمية