رئيس التحرير
عصام كامل

الإهمال الطبي يقتل مرضى السويس.. «تقرير»


حول الإهمال الطبي حياة المرضى في السويس إلى معاناة مستمرة؛ بسبب أوضاع المستشفيات في المحافظة، بعد أن وجد من اضطرتهم الظروف إلى دخول تلك المستشفيات أنفسهم عرضة للموت جراء ما يتعرضون له من المآسي، فبعد أن شهدت المحافظة في نوفمبر عام 2015 وفاة المريضة بسمة حسين نتيجة إهمال طبي أثناء خضوعها للجراحة، وبعد حكم مشدد على الطبيب المخطئ بالحبس والغرامة توقع الأهالي انتهاء الإهمال، لكن يبدو أنه أبى مرافقة مستشفيات السويس.


وخلال 4 أيام فقط شهدت السويس مصرع سيدة نتيجة حقنة خاطئة ووفاة طفلين شقيقين بسبب ضعف الإمكانيات المتاحة لعلاجهم وكذلك إصابة طفلة حديثة الولادة بتسمم نتيجة إهمال ممرضة.

وبسبب حقنة خاطئة لقت "هبة.م" مصرعها أثناء عملية ولادة بدلا من أن تحتفل برضيعها، تركت طفلها الأول يعاني اليتم، فبعد أن حقنها الطبيب دون قياسات الحساسية، دخلت الأم في غيبوبة بسبب ضمور خلايا المخ وجلطة في الرئة، واستمرت في الغيبوبة 32 يومًا، قبل الوفاة.

وحينما بدأت مديرية الصحة التحقيق في الواقعة، تخلف مدير المستشفى الخاص والتابعة للجمعية الشرعية عن الحضور، بينما حضر الطبيب المتابع للحالة وقال إن الحقنة من اختصاص طبيب التخدير والممرضة والأمر لا يعنيه.

حالة إهمال طبي أخرى تظهر بإصابة طفلة حديثة الولاد بتسمم بميكروب في الدم، فبعد أن وضعت الممرضة أصبعها في فم الطفلة لإجراء اختبارات الرضاعة، لم تلحظ أن يدها ملوثة بالدماء، مما أصاب الطفلة بتسمم في الدم.

وتسبب ضعف إمكانيات مستشفيات السويس أيضًا في مصرع شقيقين في أسبوع واحد، حيث ابتلعت الطفلة جنا أثناء ميلاد شقيقها الأصغر معاذ، قشرة فول سوداني، ومع ميلاد الطفل الأصغر معاذ كان على الأب والأم أن يجدا حضانة جاهزة لاستقبال معاذ وحل سريع لجنا لاستخراج قشرة الفول السوداني لكنها توفيت بسببها لعدم وجود إمكانيات لاستخراجها في مستشفى السويس العام.

وعلى جانب آخر لم يجد الأب والأم حضانة للطفل الرضيع في أي مستشفى حكومي، حتى تبرع فاعل خير ووضع الطفل في مستشفى خاص على نفقته، إلا أن الرضيع كانت فترة انتظاره بعيدًا عن حضّانة قد طالت ليرحل لاحقًا بأخته، ليكون الإهمال الطبي في مستشفيات السويس سببًا في حرمان أبوين من طفليهما إلى الأبد.
الجريدة الرسمية