خيري شلبي يكتب: فاتن حمامة أرخت للمزاج المصري في السينما
في مجلة "نصف الدنيا" عام 2000 كتب خيرى شلبى مقالا عن سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة بمناسبة إجراء المجلة حوارا طويلا معها قال فيه:
فاتن حمامة هي أول دم مصرى حقيقى يؤرخ للمزاج المصرى الخالص على شاشة السينما المصرية، واأعنى هنا بالدم المصرى، الجاذبية الشعبية، المزاج المصرى.
إن التقاطيع والتقاسيم الجمالية في شكل فاتن حمامة ومحتواها النفسى والفنى ذات صبغة مصرية صرفة.. فوجهها تلخيص وافٍ للذائقة الجمالية المصرية فيه شبه من الملايين في القرى والعزب والمدن، وفى الحوارى والأزقة، في القصور والكفور، في الموالد والاجران والحقول، وفى المدارس والمعامل والشركات.
إن تفاصيل الحياة المصرية والمجتمع المصرى كامنة في تفاصيل الوجه وتقاطيعه في القوام وفى اللهجة.. في الحياء الأنثوى ذي الطعم المصرى الخالص.. ذلك هو الجمال الحقيقى الهادئ الرصين الواثق.
ولأنه ليس مبهرًا صارخًا فهو صادق تمام الصدق.. وهو يوحى بأنه قريب المنال، لكن الطريق اليه لابد أن يكون مزدانا بالفضيلة وبالاجتهاد والجد والنجاح في العمل.
فاتن حمامة هى شباب السينما المصرية ومرحلة نضجها العظيم هي فجرها وصبحها وضحاها وعسرها.. مجموعة أفلام فاتن حمامة وهى ليست بالقليلة أصبحت الوجه المشرق الناضج للسينما المصرية.. ولست مبالغًا إذا قلت أن تاريخ المزاج المصرى في السينما المصرية يبدأ بـفاتن حمامة.
وباستعراضنا أفلام فاتن يتضح لنا أنها لم تترك نموذجًا للمرأة المصرية إلا وقدمته وبأعلى درجة من الكفاءة والصدق والإخلاص للواقع والفن.
فاتن ذات أداء يشبه هديل الحمام وليست مجرد ممثلة عظيمة.. إنما هي ألبوم يضم أحلى وأسعد صور الذكريات في حياة جيلنا.
