رئيس التحرير
عصام كامل

«بائعو المتعة على الأرصفة» من عربة هدير إلى جاليري حيفا.. «تقرير»


ثمة صراع دائم يجول في صدر المرء طوال حياته.. هل هذه هي الحياة! فقط هكذا! أين السعادة وكيف السبيل إليها؟!.. 
بمرور الزمن، قد يجد البعض منا إجابته التي تشفي أنين رأسه ونزف قلبه، وآخرون تحولهم طاحونة الحياة إلى ماكينات لاتعرف سوى قضاء اليوم تلو الآخر دون سبيل.


أولئك الذين كان الحظ حليفهم ليجدوا إجابات أسئلتهم، لم يعثروا عليها سوى في أصغر التفاصيل بساطة، أدركوا أن الحياة رحلةـ والسعادة ماهي إلا متعة الأشياء الصغيرة، فقرروا بيع المتعة على أرصفة الطرقات، علّ المارة يجدون في بضاعتهم أجوبة يحلو بها مر زمانهم.. ولم تكن تلك البضاعة سوى أهازيج ثقافتهم التي دونوها بمداد الحبر على الكتب.. نعم في الكتب وحدها تجد الإجابات الشافيات، وطوق النجاة من دوار الأسئلة.


عجلة كتب

ولتدرك معنى السعادة وتحقيق الذات، لايشترط أن تكون في مرحلة عمرية معينة، هي فقط ترجع لمدى إدراكك للأمر، وتبدو "هدير" إحدى الشابات اليافعات اللواتي أدركن لذة الثقافة مبكرًا.. انتشرت قصة هدير مؤخرًا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تلك الفتاة التي تخرجت في كلية التجارة، وعملت في عدد من المؤسسات الثقافية العاملة على تسويق وبيع الكتب، إلا أن روتين الحياة اليوم لم يكن الثوب المناسب الذي يحلو لأمثال "هدير" ارتداءه، فقررت تحقيق مشروعها الخاص في بيع المتعة والثقافة على أرصفة الطرقات من خلال "مكتبة متنقلة" عبارة عن عربة صغيرة مفتوحة، تعرض عليها هدير وزميلها مجموعة من الكتب الحديثة غير المزورة، وتبيعها في الشارع، وتوصل من خلالها الكتب إلى أي منطقة تريدها.


كتب تصلك حتي للمنازل

ليست "هدير" أولي الشابات اللاتي قررن خوض تجربتهن الشخصية في مجال الثقافة، وإنما اتبعت من قبل مجموعة من الشباب فكرة بيع الكتب وتسويقها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها مشروع "اقرأ Book store" والذي يقدم فيه مجموعة من الشباب خدمة طلب أي كتاب تفضله، حتى يصلك إلى باب منزلك بأقل الأسعار، إضافة إلى طرحهم مجموعة من الخصومات من وقت لآخر.


جاليري حيفا

ولم تكن الكتب وحدها صاحبة عرش المتعة عند الشباب، وإنما راجت إلى جوارها مجموعة من الصناعات الفنية مثل اللوحات والأنتيكات الصغيرة الحجم.. وهو ما اتبعه الشباب القائمون على فكرة مشروع "جاليري حيفا"، والتي يقوم عليها الأخوان الفلسطينيان محمود وسامح العطار المقيمان في مصر، حيث يصنعان مجموعة من الإكسسوارات والمطرزات ذات الطابع التراثي الفلسطيني والمصري، إضافة إلى مجموعة من الأنتيكات التي تحمل صور الفنانة فيروز، والأعمال الكاملة للكاتب غسان كنفاني.

ويشارك جاليري حيفا في مجموعة من المعارض وساحات العرض من وقت إلى آخر، إلا أن أساس المشروع إلكترونيًا عبر صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي، لإيصال منتجاتهم للمكان الذي يريده العميل بأقل تكلفة ممكنة، وأسعار في متناول الشباب.











الجريدة الرسمية