رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

بالصور.. أطباء وسياسيون يتاجرون بمرضى فيروس سي ببني سويف «تقرير»


كارثة مرعبة أن يكون الداء من أصحاب الدواء، ففي غياب الضمير والإهمال والعشوائية انتشرت بقري محافظة بني سويف، في الفترة الأخيرة حملات عشوائية يقودها أطباء ويرعاها سياسيون ومرشحون سابقون، لعلاج مرضى فيروس سي، دون الحصول على الموافقات والتراخيص اللازمة من الجهات المختصة، ما يؤدي لزيادة انتشار الفيروس بين أهالي تلك القرى لعدم احترافية المشاركين في تلك الحملات في التعامل مع المرضى، ومخالفات القائمين على الحملات لاشتراطات مكافحة العدوى، لكون تلك الحملات تعمل خارج إشراف وإطار القطاع الصحي بالمحافظة.


يقول محمد على محمد "موظف": إن بعضا من المرشحين السابقين ورجال الأعمال نظموا حملات تنتشر بقرى المحافظة، تعلن عن تحاليل مجانية للمواطنين لمعرفة إصابتهم بـ"فيروس سي" من عدمه، وتوفير العلاج مجانًا لمن يثبت إصابتهم، حملات تحمل في مقدمتها لافتات تشير إلى هذا العمل الخيري المدعوم من بعض المرشحين السابقين والمحتملين لانتخابات المحليات القادمة، ولكنها في باطنها تحمل وسيلة جديدة للاتجار بصحة وأمراض المواطنين من أجل مكاسب سياسية.

ويضيف محمد أحمد، محام، أنه مع اقترب أي موسم انتخابي، يسعى المرشحون والمتطلعون لانتخابات المجالس المحلية للفوز بأصوات الناخبين، من خلال حملات طبية يسعون من خلالها لتوفير الرعاية الطبية والأدوية الغير متوفرة للبسطاء بالمستشفيات الحكومية، أو ما يصعب على المرضى الحصول عليها بالمجان بسبب الإجراءات الإدارية الصعبة، فقوافل الأدوية، والكشف المجاني، كانت السمة الرئيسية للدعاوى الانتخابية لمرشحي البرلمان وأحزابهم، والآن عادت من خلال مرشحي المحليات.

ويقول محمود على: إن هذه الحملات التي توفر أدوية فيروس سي تنظم بعشوائية، وتفتقد معايير مكافحة العدوى، خاصة مع الانضمام العشوائي لمعامل التحاليل غير المرخصة للمشاركة في تلك الحملات، وإقدام غير المؤهلين على سحب العينات من المواطنين، وهو ما يشكك في صحة وحقيقة النتائج سواء السلبي أو الإيجابي للإصابة بالفيروس من عدمه.

وقال الدكتور محمد عبدالقادر، مدير العلاج الحر: إن حملة مشتركة من مديرية الصحة ومباحث التموين، ضبطت أدوية مجهولة المصدر بحوزة طبيب، وآخرين "غير مختصين" يقومون بسحب عينات دم من المواطنين بحجة إجراء مسح شامل لعلاج فيروس سي بإحدى قرى المحافظة.

وأضاف أن الحملة ضبطت الحملة "ع.ف.م" طبيب بمركز الفيروسات الكبدية وبصحبته مجموعة من الأشخاص يقومون بسحب عينات دم من المواطنين بحجة إجراء مسح شامل لعلاج فيروس سي وعدد كبير من صور البطاقات الخاصة بالمواطنين وكشوفات ببياناتهم.

كما ضبطت الحملة كمية من الأدوية مجهولة المصدر، خاصة بعلاج فيروس سي وأدوات سحب عينات الدم، التي تم التحفظ عليها، وتحررت محاضر بالواقعة وإحالة المتهمين للنيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية لمخالفة المذكورين لقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2105 لسنة 2016 ومخالفة القانون 127 لسنة 1955 والخاص بمزاولة مهنة الصيدلة والقانون 51 لسنة 1981 والخاص بتنظيم المنشآت الطبية الخاصة.

من جانبه حّذر الدكتور عبدالناصر حميدة، وكيل وزارة الصحة ببني سويف، مواطني المحافظة، من التعامل مع الحملات العشوائية لمسح مرضى فيروس سي، التي انتشرت مؤخرًا ببعض قرى المحافظة، مشيرًا إلى أن الحملات المنتشرة بقرى المحافظة لم تحصل على الموافقات والتصريحات التي تخول لها العمل في إطار شرعي وقانوني.

وأضاف أن مجلس الوزراء قرر إجراء مسح شامل لمرضى فيروس سي، من خلال آلية محددة بتسجيل من يتم خضوعهم لعملية المسح على البرنامج التي خصصت الوزارة لهذا الغرض، لافتًا إلى أن المديرية لا تمانع في تبرعات رجال الأعمال والجمعيات الخيرية، أو الحملات الأهلية، ولكن يتم العمل تحت إشراف المديرية، بدون مقابل، ولكن لاتخاذ إجراءات التسجيل المخصصة لذلك للتأكد من فاعلية الأدوية.

وقال: "وزارة الصحة تنفق ملايين الجنيهات على أنشطة مكافحة العدوى وطرق التخلص الآمن من النفايات الطبية، وتنظيم الحملات بعشوائية يعود بالسلب على خطة الوزارة في القضاء على هذا الفيروس اللعين".
Advertisements
الجريدة الرسمية