رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أحمد عطا الباحث في الحركات الإسلامية: "النور" يلعب سياسة من الباطن.. وانقسامات الإخوان «شكلية»


  • مستقبل جماعة الإخوان الإرهابية مرهون باستمرار الدعم الأمريكي لها
  • العمليات الإرهابية مستمرة بشكل مرحلي وفقًا لتوجهات الخارج 
  • تنظيم داعش سيحدد له مكانًا على الخريطة في دولة الشام والعراق
  • تنظيم القاعدة سينفذ عمليات مسلحة هى الأعنف في منطقة اليورو خلال ٢٠١٧ 
  • أفريقيا ستكون أكثر الملاعب سخونة بهدف إعادة رسم خريطتها 
  • حزب النور غير موجود سوى في تصريحات مخيون وبرهامي
تزخر المنطقة العربية في الآونة الأخيرة بكافة أشكال الإرهاب، بدءًا من حركات وجماعات نمت وتعاظمت قوتها داخل الحدود العربية وأخرى مستوردة من الخارج تدربت على أيدي أعتى أجهزة الاستخبارات، وتعودت العين والأذن العربية على رؤية الدماء تسيل كل صبيحة يوم، وذات الأعين والأذان تعودت أن تسمع شجب وإدانة وقلق المجتمع الغربي من تزايد حدة الصراع داخل الأراضي العربية.

يطل الباحث في الحركات الإسلامية، أحمد عطا، ليدلي بتوقعاته لعام 2017 في حوار لـ "فيتو" وهل سيشهد استمرارًا للكيانات الإرهابية أم انتهاء حالة الإرهاب الحرجة التي عبئت المنطقة العربية وامتدت أيديها إلى بلاد الغرب.
وإلى التفاصيل:


*كيف ترى مستقبل جماعة الإخوان الإرهابية في مصر؟
مستقبل جماعة الإخوان المسلمين في الفترة القادمة مرهون باستمرار الدعم الأمريكي سياسيًا، غير المعلن، والروابط الاستثمارية التي تربط التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين بإيران، هناك شراكة اقتصادية بين يوسف ندا وإبراهيم منير وإيران في مشاريع ضخمة في تكرير البترول، أما فلسفة الجماعة فقد تغيرت بعد ثورات الربيع العربي، وانتقلت بشكل معلن من الملعب المحلي وأقصد به مكتب الإرشاد في القاهرة، الذي انتهى بعد ثورة ٦/٣٠ إلى التحرك دوليًا والتواصل مع البرلمان الأوروبي، وعدد من حكومات منطقة اليورو وإن كان بشكل غير معلن - ولكن دعنا نشير لشيء مهم وهو أن الجماعة تراهن مع الأمريكان على التحرك طويل الأجل، لاستكمال ما تم التخطيط إليه مع ثورات الربيع العربي بالنسبة لمستقبل الشرق الأوسط وإعادة التخطيط له - على الرغم أن الوافد الجديد دونالد ترامب محل تفاؤل من البعض تجاه الحركات الإسلامية المتطرفة، إلا أن الثوابت الأساسية في السياسة الأمريكية هى التي تحكم العلاقات في المنطقة حتى لو انطلق المشهد السياسي من الديمقراطيين إلى الجمهوريين برئاسة دونالد ترامب.

*هل ما يحدث في الإخوان يعد انقسامًا حقيقيًا؟ ومدى تأثيره على مستقبل الجماعة دوليًا؟
الانقسامات التي يتم الإعلان عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي شكلية غير حقيقية، التنظيم الدولي يصدر هذه الحالة لكي يربك حسابات الجهات الأمنية في مصر، ويفرض عليها حالة من الاسترخاء حتى يخفف حدة المواجهات الأمنية بين عناصرها - خاصة أن الجماعة تمتلك آلة إعلامية ضخمة تتحرك بها وفقًا لتوجهات التنظيم الدولي في أوروبا، والذي ينفق على هذه المؤسسات الإعلامية في تركيا - وعلى قيادات مكتب الإرشاد منذ رحيلهم لتركيا بعد ثورة ٦/٣٠، هناك راتب شهري لكل عضو من القيادات الهاربة خمسة ألف دولار، هذا بخلاف تحمل التنظيم تكاليف الإقامة في تركيا في أفخم الفنادق في إسطنبول، بخلاف أن المجموعات المنشقة عن الجماعة ليس لها علاقة أو تواصل مع التنظيم الدولي - لأن كل من يدور في هذا الملف مكشوف ومعلوم لغرفة عمليات القاهرة، وهى الغرفة التي تتبنى مسئولية الملف المصري بعد ثورة ٦/٣٠. 

*هل حزب النور لاعبًا أساسيًا في الحياة السياسية؟ وهل تتوقع له مستقبل أكثر انفتاحًا؟
حزب النور يلعب سياسة من الباطن - فهو غير موجود سوى في تصريحات مخيون وبرهامي - الحزب يلعب سياسة وفقًا لحسابات المصلحة والتواجد على الساحة السياسية، خاصة بعد ثورة ٦/٣٠ - والإخوان كانوا يعتبرونه ابن غير شرعي للحركات السياسية - أما عن مساحة التواجد - فالشارع المصري يرفض الآن أي أحزاب سياسية على أساس ديني، وذلك بعد تجربة حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين بعد ثورة ٢٥ يناير، فالتجربة كانت فاشلة وحكم على فشلها عدم انسجام الشارع المصري وقتها مع توجهات الحزب، الذي كان يتحرك بتعليمات من مكتب الإرشاد - وكان قيادات الحزب تحصل على ورقة عمل أسبوعية من خيرت الشاطر نائب المرشد - فالأحزاب على خلفية إسلامية ورقة غير رابحة بعد التجارب والنماذج العديدة التي فشلت في المنطقة العربية، منها حزب العدالة والتنمية التركي ولولا رعاية أردوغان له لحرقت مقراته في تركيا - أما عن اتهام حزب النور بأنه باكورة الأفكار الإرهابية فهو أحد الفاعلين في هذه الباكورة، ولكن يشاركه الجماعة الإسلامية والسلفية الجهادية، والمجموعة القطبية داخل جماعة الإخوان المسلمين جميعهم يتحملون مسئولية لصق التهم التي وجهت للدين الإسلامي خلال السنوات الطويلة الماضية - والإسلام بريء مما تبنته هذه الجماعات من أفكار - الغريب أن بريطانيا تحارب الجماعات الإرهابية، وهى التي دعمت ١٩ مؤسسة تتبنى دعاوي وأفكار متطرفة داخل لندن، وهذا وفقًا لتقرير الأمن القومي الأمريكي الصادر عام ٢٠١٥.

*كيف ترى تحركات الجماعات الإرهابية على الساحة المصرية والدولية ؟
تحرك الجماعات الإرهابية في مصر يختلف كثيرًا عن تحرك الجماعات في منطقة الشرق الأوسط - نظرًا للسيطرة الأمنية الكبيرة سواء في القاهرة أو سيناء - ففي مصر وبعد القبض على مجموعة نبيل إبراهيم الدسوقي واعترافه كاملًا على العمليات النوعية، التي كانت تنفذها مجموعته - تسبب في تأجيل وإلغاء مخططات إرهابية نوعية في القاهرة بشكل مرحلي - ولكن تحرك حسم ولواء الثورة من خلال مجموعات عنقودية منفردة، مثل مجموعة نبيل إبراهيم الدسوقي يؤكد أن العمليات الإرهابية مستمرة بشكل مرحلي وفقًا لتوجهات الخارج، ولكن هناك ما يعرف بالأجندة الحمراء والتي أقرها التنظيم الدولي مع بداية العام الحالي، لتنفيذ عمليات تستهدف شخصيات عامة ومؤسسات في الدولة - أما عن العمليات الإرهابية خارج مصر فالوضع مختلف، نظرًا لوجود ما يعرف بالجبهات المتوحدة غير المعلنة بين التنظيمات الإرهابية ورعاية أجهزة استخباراتية لها، لتنفيذ ما يعرف بالحرب بالوكالة ولكن سيكون هناك عمليات مسلحة هى الأعنف في منطقة اليورو ومنها إيطاليا وإسبانيا من خلال تنظيم القاعدة، الذي يتبنى الحرب على منطقة اليورو خلال ٢٠١٧ بدعم غير معلن من العناصر التي شاركت داعش في حربه في سوريا والعراق بعد انضمام لواء المقاتلين الأجانب في فرنسا برئاسة عبدالإله حميش المغربي لتنظيم القاعدة قبل نهاية العام الماضي ومبايعته لأيمن الظواهري - وهو فرنسي مغربي كان أحد العناصر القوية في مجموعة صلاح عبد السلام أمين عام التنظيمات المسلحة في أوروبا، والذي تم القبض عليه في بروكسيل على خلفية تفجيرات فرنسا - أما عن داعش سيكمل مسلسل التفجيرات والمواجهات المسلحة في الشام والعراق، استكمالًا لخطة التقسيم الكاملة في سوريا والعراق والتي سوف تبدأ قبل نهاية العام الجاري.

*ظهر عدد من الحركات الإرهابية ما مدى خطورتها ؟
دعنا نبتعد عن الفرز والتجنيب لهذه الجماعات - فعندك أفريقيا هى في قمة الأهداف العليا التي تتبنى تشكيلة متنوعة ومختلفة من التنظيمات المسلحة منها حركة شباب الصومال المسلحة - بوكو حرام في نيجيريا - فجر ليبيا وأنصار الشريعة في ليبيا - حسم ولواء الثورة في مصر، جماعة جبال أبو عياض في جبال تونس، داعش في الشام والعراق - كل هذه التنظيمات بينهم علاقات سرية وتواصل ودعم لتحقيق حلم تأسيس الدولة الجهادية العظمى - وستكون أفريقيا هى أكثر الملاعب سخونة بهدف إعادة رسم الخريطة الأفريقية - ولكن منهجية وخطة الجبهات الموحدة هى التي تدفع بالتحركات المسلحة من دولة لأخرى في أفريقيا.
بالنسبة لعام ٢٠١٧ وهو العام الأعنف لانتشار هذه التنظيمات المسلحة، لتنفيذ ما يعرف بالأهداف العليا أتوقع انتشارًا قويًا ومؤثرًا داخل منطقة اليورو، وسيمتد لروسيا وستكون ألمانيا في مقدمة الأهداف العليا أو الخطة المسلحة نظرًا لانتشار لواء المقاتلين الأجانب في أوروبا والذي يرتب الآن خطة تحرك هى الأعنف في تاريخ أوروبا - خاصة أن أعلى نسبة من المهاجرين العرب في أوروبا قد شاركوا داعش في حربه في الشام والعراق، خاصة في ألمانيا وبلچيكا وفرنسا التي ستكون مناطق لتحرك هذه العناصر التكفيرية المسلحة على مستوى أوروبا.
توقعاتي لتنظيم داعش في سوريا والعراق سيحدد له مكانًا على الخريطة في دولة الشام والعراق بعد انضمام لواء الكتائب الإسلامية، وكتائب المقاتلين في مشروع واحد تحت مسمى جديد لم يعلن عنه بعد -ولكن لن يتحرك داعش ولن يهدأ إلا بعد طرح المجتمع الدولي خريطة جديدة لدولة الشام والعراق خلال هذا العام، وسيكون هناك دولة شيعية ودولة سنية ودولة كردية ولداعش دور جديد ومؤثر خلال المرحلة المقبلة، حتى بعد خسائره في الفالوجة والموصل ومعظم المحافظات التي كان يسيطر عليها داعش في العراق أو الريف السوري.

*وما هى توقعات لعام 2017 بالنسبة إلى الحركات الإرهابية في مصر.. هل سيشهد اندثارها أم انتشارها وتوغلها بشكل أكبر؟
الحركات الإرهابية المسلحة الموجودة في سيناء مستمرة وبقوة وعنف، ولكن على فترات متباعدة لأن هذه العناصر تدعم بشكل كامل وتتلقى التدريب والدعم من جهات خارجية ومن بعض العناصر التكفيرية في قرية وادي لصان في شمال سيناء، وهى القرية التي خرج منها عناصر بيت المقدس والذين تم قتلهم في عملية كمين المطافي، أجمعين سالم وعبد الله البريك - أما في القاهرة سيكون هناك تطور نوعي لعناصر حسم ولواء الثورة من خلال خطة تعرف بخطة الاشعال الذاتي لنشر الفوضى خلال الربع الأول من العام الحالي، سيتم فيها استهداف مؤسسات الدولة على فترات متقاربة مع استمرار استهداف الشخصيات العامة والمؤثرة في هذه المرحلة.
Advertisements
الجريدة الرسمية