رئيس التحرير
عصام كامل

المجد للجاموس.. وعلى المثقفين والنخبويين اللعنة


*عزيزي الجاهل والمتعلم والمثقف وأستاذ الجامعة والخبير الإستراتيجي:
إلى كل واحد منكم أقول، إن ما تراه ليس بالضرورة هو الحقيقة، وإنما ما تظن أنت أنه الحقيقة.. فربما ترى أنت الجاموسة كائنًا آخر، بحسب انطباعك عنها لو راقبتها لفترة طويلة.. وقد ترى الجاموسة أن سيادتك أنت الجاموسة إذا راقبتك لبضع دقائق.


والسؤال ماذا تقول الجاموسة لو سمعت "ماري أنطوانيت" ملكة فرنسا وزوجة الملك لويس السادس عشر، عندما قالوا لها إن الباريسيين ثائرون لأنهم لا يجدون خبزًا، فقالت بكل بساطة إذن دعوهم يأكلون كحكًا؟.. من المؤكد أن الجاموسة لن تحتاج وقتًا طويلًا لتصدر حكمها على الوليَّة أنطوانيت بأن الجاموس أكثر ذكاءً منها بل أكثر إنسانية.

وماذا تقول الجاموسة لو بَلَغَها ما قاله الفنان الكبير يحيى الفخراني «إن الفقير الحقيقي في المجتمع المصري لم يشتكِ من ارتفاع الأسعار»؟.. من المؤكد أنها سوف تعيد النظر في انطباعها عن الفنان الفخراني، بل وعن الفن كله.. هل صدقتني الآن حين قلت لك قد ترى الجاموسة أن سيادتك جاموسة إذا راقبتك لبضع دقائق؟

دعونا نحلق بالخيال مع التجربة التالية.. سنأتي بعِجْل ونتيح له فرصة مراقبة أستاذ جامعي وقطب من أقطاب اليسار المصري المدافع عن المطحونين، بل وكان وزيرًا للتموين في أول حكومات ما بعد 3 يوليو 2013م.. ماذا يقول العِجْل لو سمعه وهو يدعو الفقراء بكل بساطة للاستغناء عن الأرز لارتفاع سعره، ويقول بالبلدي «بلاش نحشي الكوسة والكرنب والباذنجان بالأرز.. نحشيها لسان العصفور»!!!..

سيدرك العجل بسرعة أن المعلم لا يدري شيئًا عن حياة الغلابة، لأن كيلو لسان العصفور السايب المعفن وصل سعره إلى خمسة جنيهات، أما المُكيَّس فيَصِل إلى ما يقرب من سبعة جنيهات.. وربما يلبس العجل مسوح الساخرين، ويقترح على الدكتور حشو الكوسة والباذنجان بما هو أفضل وأطعَم من لسان العصفور.. نحشيها قطنًا.. أو نحشيها عيال صُغَيَّرة.

هل يمكن أن يرى العِجْل ذلك الأستاذ أستاذًا؟!.. إنه كالطبيب الذي طلب من مريضه أن يمارس رياضة المشي لمدة 3 ساعات يوميًا وهو بائع متجول.. هل يمكن أن يراه العجل طبيبًا؟.. ثم يراقب العجل ذلك المسئول المصري الحكومي الذي احتفوا بزيارته لمركز لرعاية المكفوفين، وأمام الكاميرات يقول للمكفوفين أظن «شفتوا بعنيكو» الخدمات اللي قدمناها لكم.. أترك لك الحكم بدلًا من العجل.

تهفو نفس العجل إلى لقطة ناعمة تخطفه بعيدًا عن تصريحات المثقفين والنخبويين الصادمة.. يسمع راقصة بلغت من العمر أرذله، ووضعت على قوائم ترقب الوصول للمدافن تقول إنها تأمل في التصوير سيلفي مع ربنا في رأس السنة الجديدة.. فيلهج بالدعاء اللهم إن الحمد لك أن خلقتني عِجْلا.

*آخر كلام:
تاجر المواشي للعلاف:
ــ آلو يا درش.. والنبي تبعت لي شوية تبن.
= العلاف: لمين؟
ــ تاجر المواشي مستنكرًا: للعيال يا جدع.
= العلاف: افتكرتهم للبهايم.
الجريدة الرسمية