رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. هدير مكاوي تثير الجدل على طريقة نوال السعداوي.. تقرر تسجيل ابنها باسمها بعد رفض والده الاعتراف به.. تؤكد: أمر بأزمة نفسية ومش خايفة من التهديدات.. وناشطة: غلطت في حق نفسها


لم يكن "آدم" الطفل الرضيع الذي وصل إلى الدنيا بالأمس يعلم أنه سيواجه خانة فارغة أمام اسمه، ومشكلات عديدة لم يكن له ذنب أو يد فيها، فقد أحبت والدته هدير مكاوي والده محمود برغوت، وتزوجا دون أوراق رسمية على غير رغبة أهل هدير ومحمود، حسبما سردت هدير في تدوينة لها على صفحتها الشخصية بـ«فيس بوك».


الاستقلال
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، فهدير قررت الاستقلال عن أهلها لتعيش بمفردها، وتواجه قدرها بحب زائف، حسبما قالت، وزواج لم يدم إلا أشهر قليلة، وكانت النتيجة طفلا يرفضه الأب وعائلته كما يرفضه عائلة هدير، أطلقت عليه الأم اسم "آدم"، لكن اسم الأب في شهادة الميلاد "مجهول"، هنا قررت هدير أن تمنح وليدها اسمها، مثيرة بذلك ردود أفعال واسعة بين الرفض والتأييد على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر" لتثير الجدل على طريقة الكاتبة نوال السعداوي.

العائلة
الحكاية بدأت بتدوينة كتبتها هدير مكاوي مع بداية شهر يناير عام 2017 فقالت: «بما أن 2017 هو عام المرأة، فأنا قررت أبدأ بمواجهة كل حاجة، وأقول أد أيه بنعانى في مجتمع عبارة عن غابة فعليا... أنا بنت مصرية أهلي جواهم حنان الدنيا الصراحة بس على الغريب، ولان دايما كنت بحس بالوحدة والمشكلات والاختلافات بتكبر قررت استقل من سنين».
وتحكي هدير قصتها قائلة: «واجهت الحياة لوحدى بعد النادي والدروس الخاصة والمدارس اللى نصها أقارب، واجهت المجتمع اللى مش هتكلم عنه لأنكم عارفينه تمامًا، مش هتكلم عن الأزمات اللى مريت بيها في حياتى وأد أيه هي متعبة ومرهقة نفسيًا، ولولا الأصدقاء الجدعان اللى في منهم مش بنتكلم حتى دلوقتى عمرى ما هنسي وقفتهم جنبي ومساندتهم ليا كل ما بقع، ومش هنسي كمان اللى مثلوا أنهم أصحاب».

زواج غير رسمي
أما البداية الفعلية لحكاية هدير، فقالت عنها: «من سنة وأكتر مريت بأزمة نفسية كبيرة بعد موت أغلى الناس عندى، ومعظم الأصدقاء يعرفوا دة، بعد ما خرجت من المستشفي ووقفت على رجلى حبيت إنسان بشكل يكاد يكون مرضي».
وتابعت الحكاية: «اتفقنا على الجواز، ولأن كان في مشكلات مع والده، إضافة على كدة إن أهلي مكنوش حبينه، قررنا نتجوز، ولأن مفيش زواج عند مأذون الإ بموافقة ولى الأمر للبنت، جوازنا مكنش رسمى، والدته وأخوه كانوا عارفين، وعشت أنا وهو 3 شهور في نويبع، وقررنا نرجع عشان يبدأ شغل ونواجه المشكلات دى كلها، نظرًا لتعب باباه وإنى كنت واثقة إن والده تعبان كنت مطولة بالى وعشت سنة سوادها أكتر بكتير من الأوقات الحلوة المزيفة اللى فيها».
وقالت هدير:«لما قررت أواجه الكل بحملى، كان الكل ضدى وأولهم أهلي، مش بطالبهم يغيروا عاداتهم وتقاليدهم، لكن كنت منتظرة منهم السند وإنى أوصل لحقى أنا وابنى مش أكتر، حقي قانوني ورسمى في توثيق الزواج مش مادي، لكن أهلي مش بس مكنوش جنبي، هما حاربونى وبقوا كتلة واحدة هما وأهل جوزى عليا».
واستطردت هدير قائلة: «بغض النظر عن تفاصيل كتير، جوزى ووالد ابنى (محمود مصطفى فهيم برغوت) طلب منى إنى اتنازل عن كل حقوقي وحقوق الطفل مقابل حل الموضوع ودى، وأنا وافقت لكن للأسف بقي في مماطلة والموضوع بقي مساومة معايا إنى اتخلص من ابنى، وقتها اتحديت الكل».

تهديد
وتابعت: «المحامية بتاعتى حاولت كتير تحل الموضوع ودى لكن كان في مماطلة دايما من الطرف التانى ودة طبعًا اتفاقا مع أهلي ضدى أن ميبقاش في حل عشان اقتل ابنى!».
وذكرت: «قمت بكل الإجراءات القانونية والمحاضر وعدم التعرض وإثبات كل حاجة، وحاليا وقرب ميعاد ولادتى ابتزونى، واللى عرفته يوم ما اتحقق معايا أنه (متوصي عليا) ومن كذا يوم سؤال أمن الدولة لبابا حسب ما والدتى كلمتنى وقالتلى أنه أزاى متجوزة ومفيش أوراق رسمية تثبت دة! وأن والدى مضي اقرار إنى مسافرش (سيناء) تانى.. طبعًا صحة الكلام من عدمه مش هتفرق وبطلب منى اشوف حل».
وأكدت هدير في تدوينتها أنها لن تتنازل عن حق طفلها لآخر ثانية من عمرها، وقالت: «مش خايفة من تهديداتكو سواء دول أو دول وبتهمهم كلهم لو حصلى أو حصل لأبنى أي حاجة، واعتقد أي سوء هيمسنى أنا أو ابنى معروف مين».

خروج آدم
وكان أمس موعد لقاء آدم مع الحياة دون هوية، ليواجه مصيره المحتوم، وهنا بدأ النشطاء في تدشين هاشتاج «أدم هدير مكاوى» هنا علقت شيماء طلبة: «الموضوع مش هدير، الموضوع حق آدم في الحياة، هدير أخدت قرار هي واللى كانت مرتبطة بيه، هي شالت تبعاته وهو تنصل، عشان المجتمع مايقولش عنه حاجه، هدير كانت معترفة بتجربتها فخورة بيها، الزوج كان بيسرق ظرف هي فيه، ووقت ما خلص الكدبة رفضها، كل ده كوم وحق آدم في حياة كريمة حاجة تانية. آدم مواطن مصري، الدولة لازم يكون عندها حل بقانون ما يظلمش آدم وأمه».
وردت بسمة مصطفى قائلة: «سواء كنت مع تصرف هدير في الاحتفاط بابنها أو ضده، فالحقيقة أن هدير رفضت ترمي حتة من روحها في الوباء وتقتل روح وتتخلص منها وقررت لوحدها تخوض المعركة، هدير وابنها محتاجين دعم كبير جدًا، هدير بتواجه عنف قوانين عشان تثبت نسب ابنها وبتواجه وهتواجه هي وابنها عنف مجتمعي بسبب أنهم هيشوفوها... وابنها هيتوصم بيها كل المحبة ليكي ولآدم يا هدير بغض النظر عن أي شئ وكل شئ».

القانون
وقالت سمرا سلطان: «هي غلطت في حق نفسها وحق الطفل كذا مرة، واللي أعرفه أنه بعقد الجواز العرفي تقدر تثبت الزواج وتكتب الولد باسم أبوه.. ومينفعش تحط اسمه مقترن باسمها مادام زواج حتى لو مش رسمي، كدا انت بتقول أنه ابن حرام وهي متعرفش أبوه.. حط اسم الولد باسم أبوه عشان الناس تعرف ال... اللي مش عاوز يعترف بابنه».
وأضافت نيرة بيومي: «ماكنتش عايزة اتكلم في الموضوع ده لكن "آدم" جه الدنيا النهاردة.. وحقه كإنسان أنه يعيش حياة سوية ومايدفعش ثمن أخطاء حد حتى لو الحد ده أمه وأبوه.. هدير يمكن غلطت لكن في مجتمع تانى بيكفل للإنسان حقه بمجرد وجوده في الحياة كانت هتكون single mother عادية جدًا ووالد الطفل معترف بيه ولها الحق كمان تنسبه ليها وتكتبه باسمها لوحدها.. والطفل له كامل حقوقه.. فانا معترضة حبة على هاشتاج "ادعم هدير" لأنه في الواقع الأصح يكون "أدعم آدم" أنه يعيش كإنسان ربنا كتب له الحياة من غير عقد ولا توثيق ولا إذن من حد».
الجريدة الرسمية